أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - مشهدٌ آخَر- قصّة للأطفال














المزيد.....

مشهدٌ آخَر- قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



في كلّ صباح ، عندما أجلس على شُرفة بيتي لأشرب قهوتي ، أشاهد المشهد نفسه.

دجاجة سوداء ذات ريشٍ ناعم ، تُقرقر وتنبش الأرض برجليها بحثًا عن الطعام، ثمّ تمضي إلى حنفية الجيران التي تنقط منذ زمن بعيد ، وتبدأ تشرب منها وهي ترفع رأسها الى السّماء وكأنها تشكر الله.

وكالعادة يأتي بعد فترة قصيرة القطّ الرماديّ ذو العينين الحمراوين ؛ يأتي هو الآخر باحثًا عن طعامه ، فيفتح السلّ الصغير ويبدأ التفتيش لعلّه يجد شيئًا يأكله . وكثيرًا ما يعود هذا القط من السلّ عاثر الحظّ.

قد يجد القطّ الرماديّ طعامًا وقد لا يجد ، ولكنه في كلّ الحالات لا ينسى أن يهجم على الدّجاجة السوداء ، ويطاردها فتهرب منه مذعورة ، وتقفز فوق الحجارة والأشواك.

منظر جميل اعتدت عليه ، لكنه سرعان ما اختفى من حارتنا ، فها يمرّ أكثر من عشرين يوما ، لم أر فيها أثرًا للدجاجة السوداء.
وتساءلت أين ذهبت الدجاجة يا تُرى ؟
أيكون قد ذبحها أصحابها ؟ أم يكون قد تمكّن منها القطّ الرّماديّ وأكلها ؟
إلى أن جاء يوم ، وكالعادة كنت اجلس على شرفة بيتي أشرب قهوتي ، وإذا أرى الدجاجة السوداء تنبش التراب برجليها ، وحولها يُتكتك خمسة من الصيصان الصغار .
صيصان جميلة مُلوّنة ، فهذا اسود اللون تمامًا كما أمّه ، وذاك ورديّ اللون ، وآخر بنيّ اللون ورابع ابيض كالثلج وخامس بلون الشمس.
نظرتُ إلى الدجاجة ، فإذا هي سعيدة ، رافعة الرأس ، تنبش التراب تارة ثم ما تلبث أن تتلفّت حولها تطمئن على صغارها.
وفجأة ظهر من بعيد القط ّ الرماديّ ، فرأى الدجاجة وصيصانها ، فاقترب منها على غير عادته ، فقد تعوّد أولا أن يزور سلّ القمامة الصغير ، ولكن مشهد الدجاجة والصيصان انسياه السلّ.
قلت في نفسي : لقد علقت المسكينة ، فكيف تهرب وتترك صيصانها خلفها ، لقد علقت.
وهجم القط من بعيد ، ولكن الدجاجة لم تهرب هذه المرة كعادتها ، فقد جمعت بجناحيها صيصانها خلفها ، ووقفت على رجليها ، وفتحت منقارها وزعقت في وجهه ، وكأنها تقول له : إقتربْ..إقتربْ.

ولم يقترب القطّ هذه المرة ، بل جمد في مكانه مندهشًا .ولكنَّ الدجاجة لم تتركه بل هجمت علية وأخذت تنقره هنا وهناك وهو يهرب ولا يُصدّق ما يرى.
عادت الدجاجة تقرقر وتدعو صيصانها بتكتكةٍ جميلة ، ومشت أمامهم رافعة الرأس نحو حنفية الماء.




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأهلي المصري نموذجًا
- الغناء جميلٌ ولكنَّ الترنيم أجمل
- القنوات الفضائية المسيحيّة نعمة وبركة
- ذات البنطال
- موقف انساني!!!
- ربّي الشَّبَع والزّاد
- لجنة الطائفة الارثوذكسيّة في الناصرة
- ناطرين
- المسيحيون العرب ...عربُ وأكثر
- ذوقوه ولن تندموا
- تعالَ من سَماك
- زيتونة اللغة العربيّة تنتظرُ التشذيب
- الإجهاض كلمة خشِنة الوقع
- أنتَ الوطن
- لا للشذوذ الجنسيّ ...ولكن
- النعمة الغنيّة
- مَجْمع اللغة العربية في اسرائيل ، يجب ان يُدفن قبل ان يزكم ا ...
- الأطفال الجِياع جُرحٌ ينزِفُ
- عبوديتكَ حُريّة
- محبّة


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - مشهدٌ آخَر- قصّة للأطفال