أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - شتاينماير الذي هزَّ رأسه!














المزيد.....

شتاينماير الذي هزَّ رأسه!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    



أرادت ألمانيا الانضمام إلى مساعي وجهود الرئيس أوباما لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة وأهمية أن يقرِّر مع حكومته تلبية مطلب "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" في الضفة الغربية، فأوفدت إليه وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير، محمِّلة إياه "جملة دبلوماسية صغيرة"، لا وزن لها، ولا أهمية، من وجهة نظر السياسة العملية، هي "رَفْضُ إسرائيل أنْ تُوقِف نشاطها الاستيطاني سيسيء إلى الجهود المبذولة لإحياء مفاوضات السلام"، فوَقَع ما لم يتوقَّعه شتاينماير إذ أجابه نتنياهو قائلاً: "هذا الذي تطلبون ليس سوى دعوة إلى جَعْل الضفة الغربية منطقة مُطهَّرة من اليهود"؛ فما كان من وزير الخارجية الألماني إلاَّ أنَّ "هزَّ رأسه"، وكأنَّ الصباح قد أدركه، فسكت عن كلام، توهَّم أنَّه مباح.

لو لم يهز رأسه، ويسكت، لما تورَّع نتنياهو عن اتهامه بأنَّه يريد للمستوطنين اليهود أن يتعرَّضوا إلى ما يشبه "المحرقة" الألمانية النازية، التي استعملها هتلر لجعل ألمانيا (مع جوارها الأوروبي) منطقة مطهرَّة من اليهود!

ونتنياهو ما كان ليجرؤ على إسكات شتاينماير بهذه الطريقة لو لم يكن متأكِّداً أنَّ هذا "الشعور الألماني (الوراثي) بالذنب الهتلري" لم ينفد بعد، وأنَّ الاستثمار الإسرائيلي فيه ما زال مُجْزياً.

وأحسب أنَّ "الرسالة" وصلت إلى الرئيس أوباما نفسه، فهو وإنْ كان غير ألماني فليس ثمة ما يمنع نتنياهو من تصويره على أنه يدعو إلى "حلٍّ نازي" لمشكلة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية؛ وهذا الحل يكمن في "جَعْل الضفة الغربية منطقة مطهَّرة من اليهود"!

ولو كان قطاع غزة يشبه الضفة الغربية (يهودا والسامرا) لجهة أهميته ومكانته التوراتية لتعيَّن على نتنياهو أن يتَّهِم شارون بأنَّه "جَعَل قطاع غزة منطقة مطهَّرة من اليهود".

شتاينماير كاد أن يُتَّهم بأنَّه "متحرِّر، أو يوشك أن يتحرَّر، من الشعور بالذنب النازي"، مع أنَّه لم يدعُ إلى إخراج المستوطنين جميعاً من الضفة الغربية (والقدس الشرقية) أو إلى إزالة المستوطنات "الشرعية"؛ ولم يُظْهِر أنَّه يمكن أن يقف ضدَّ حلٍّ نهائي لمشكلة المستوطنات يقوم على رفض ومعارضة ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة إلى إسرائيل (عملاً بمبدأي "تعديل الحدود"، و"تبادل الأراضي").

وبحسب المنطق ذاته لنتنياهو، يمكن ويجب اتِّهام كل صديق غربي لإسرائيل بأنَّه يدعو إلى جَعْل إسرائيل نفسها "منطقة مطهَّرة من اليهود" إذا ما اعترض على مطلبها أن يعترف بها الفلسطينيون (والعرب من ثمَّ) على أنها دولة يهودية، تخصُّ "الشعب اليهودي" فحسب، فعودة اللاجئين الفلسطينيين (أو قسم كبير منهم) إلى ديارهم، ستتمخَّض، حتماً، عن جَعْل إسرائيل "منطقة مطهَّرة (نسبياً) من اليهود". حتى "الحل النهائي" الذي يقوم على نفي "حق العودة" يمكن أن يتمخَّض عن العاقبة ذاتها إذا لم تُحَل مشكلة "الأقلية القومية العربية (الفلسطينية)" في داخل إسرائيل بما يتِّفق كل الاتِّفاق مع الاعتراف الفلسطيني بها على أنَّها دولة لليهود فحسب (بالمعنى الديمغرافي والقانوني والسياسي).

أمَّا لو قرَّر الفلسطينيون الأخذ بمبدأ جديد لـ "الحل النهائي"، يقوم على احتفاظ دولتهم المقبلة (التي يشمل إقليمها قطاع غزة، وكل الضفة الغربية، والتي تتَّخذ القدس الشرقية عاصمة لها) بكل المستوطنين اليهود، بهذا المعنى أو ذاك، فإنَّ التأييد الدولي لهذا المبدأ (إذا ما افترضنا حصول هذا التأييد) يمكن أن يُصوَّر، إسرائيلياً، على أنَّه وقوفٌ للمجتمع الدولي ضدَّ حق اليهودي (المستوطن) في أن يكون، مع منزله ومستوطنته، جزءاً من "دولته القومية"، وضدَّ حقِّ "الدولة اليهودية" في أن "يتطهَّر" إقليمها من "غير اليهود"، أي ممَّن يسمون "عرب إسرائيل".

إنَّ ألمانيا، تلك الأمة العظيمة، هي التي تتعرَّض، منذ زمن طويل، لـ "محرقة يهودية، صهيونية، إسرائيلية"، في كرامتها القومية، وحرِّية إرادتها السياسية، واستقلالها وسيادتها؛ ولقد حان للألمان أن يبتنوا لأنفسهم سياسة جديدة، يقفون فيها ضد "المحرقتين معاً"، فالنازية أجرمت في حقِّ الألمان أنفسهم إذ اضطهدت، و"أحرقت"، ألماناً (نقول "ألماناً) ممَّن يدينون بالديانة اليهودية، التي لا يمكن فهمها وتفسيرها، تاريخياً، إلاَّ على أنها "الهولوكوست الأعظم" للعقل البشري.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين -رجل الإعلام- و-رجل الأمن-!
- المخاطر الإسرائيلية.. كيف يمكن أنْ تُواجَه أردنياً؟
- المستوطنات في أسواقنا وبيوتنا!
- تخطِّي الرأسمالية.. أما زال ممكناً؟
- الزمن في حياتنا اليومية!!
- يوم اسْتُعيدت -السيادة العراقية-!
- رِفْقاً بالنواب!
- -المبادرة العربية- عندما تُهْدَم بأيدي العرب!
- في ثقافة -التطبيع الثقافي-!
- هل من متجرِّعٍ ثانٍ ل -السُمِّ- في إيران؟!
- -خطاب- يُزيل حتى البُقَع العنيدة من الأوهام!
- العالم يحبل بأزمة غذاء جديدة!
- تداول السلطة.. إيرانياً!
- -الدولة اليهودية- و-دولة أندورا الفلسطينية-!
- أعراسنا الانتخابية!
- -حلُّ الدولتين- أم -حلُّ الدولة الثالثة النافلة-؟!
- ما معنى -نقطة التحوُّل 3-؟
- هذا المسخ لمفهوم -الأكثرية-!
- فكرة قريع!
- أعْتَرِف بإسرائيل على أنَّها -دولة يهودية صهيونية فاشية-!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - شتاينماير الذي هزَّ رأسه!