أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أدونيس - تيمور ومهيار














المزيد.....

تيمور ومهيار


أدونيس

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 02:08
المحور: الادب والفن
    



(ردهة في القصر، تيمور وحوله حراس مسلحون)

-1-

تيمور (بغضب):

هاتوهُ هاتُوا حمم البركان، هاتوا نَهمَ الضّباعِ

لُفّوهُ بالجرذان والأفاعي

هاتوهُ واسْحقوهُ...

(تنصب خشبة تغطيها أمشاط الحديد. يُمدد عليها مهيار، يجلد حتى

يتقطع لحمه. يسمّر رأسُه بمسامير حُميت في النار. يؤخذ إلى السجن. يبطح على

وجهه. توضع أسطوانة من الحجر على ظهره. تقيد بالحديد يداه ورجلاه).

-2-

(تيمور، مهيار، حراس مسلحون)

تيمور: ألم تكن في السجن؟ كيف جئتَ؟

انْسللتَ من شقوقِه؟ هدمتَه؟ أخرجك السّجّانْ؟

مهيار: أخرجني سُلطانْ

كالشّمس لا يموتُ،

كالإنسانْ

(يُمدد بين خشبتين. يقطع رأسه. يقطع جسده إلى أجزاء صغيرة تُرمى في جبّ

للأسود. الأسود لا تأكلها، بل تنحني وتبتعد عنها).

-3-

(جمهور، مهيار، تيمور، الساحر)

أصوات: شبيهُه. كأنه مهيارْ

يعودُ، كيف عادْ

يا سيّدَ الأسرارْ

يا ساحرَ البلادِ كيف عاد؟

تيمور: شبيهُه؟ مهيارْ...

أموتُ، كلُّ خَلجةٍ طاعونْ

أموت... كلّ عُضْوٍ يفرّ من ثيابي،

يدورُ كالمجنونْ

مهيارُ؟ عادَ، أين... أين ساحرُ البلادْ

ماذا تَرى؟ رأيت؟ كيف؟

الساحر: ... ثوراً

أُريد ثوراً أسودَ الجبين والقَرنين،

تحت فكّهِ السّفليّ شامتانِ،

لكي أرى الآتي كما يراني...

تيمور: أخْرِجْهُ من قميصهِ...

الساحر: أمسخُهُ!

تيمور: جرادةً، أو نملةً عرجاءً، أو حِرباءْ...

الساحر: مُرْ لي بكأسِ ماءْ...

(يجيء الثور. ينفث في إحدى أذنيه فتصير اثنتين. ينفث في الثانية فيصير الثور

ثورين. يأخذ بذاراً يبذره ويحرثه. نبت الزرع وأينع وحُصد. ذُرّي وطحن وعجن وخبز

وأكل في ساعة واحدة. أخذ كأس الماء ونفث فيها. أعطاها إلى مهيار وأمره أن يشربها.

يشربها مهيار كلها).

الساحر (إلى مهيار):

ماذا تُحسّ الآن؟

مهيار: كلّ جزءٍ

في جسدي ينبوعْ

(يبتسم. صمت.)

واشتدّت الحياةُ في عروقي...

الساحر (إلى تيمور بيأس):

كأنّه من طينةٍ

مجهولة الفُروع والأصولِ - أنتَ نارٌ

في الأرض، وهو نارٌ في الأرض والسماءِ،

وهو النّفَسُ المزروعْ

في رئه الحياةِ...

تيمور (بغضب الوحش):

إن سيفي

أحدُّ

إن فتكي

أشدّ... لن ينهضَ بعد الآنْ -

أنا هو الجحيمُ والديّان.

(يصنع من النحاس تمثالاً مجوفاً بشكل ثور يحشوه نفطاً ورصاصاً وكبريتاً وزرنيخاً.

يدخل مهيار في جوفه. يشعل فيه النار. يلتهب وينصهر ويتحول كل شيء إلى رماد.

تهب ريح تملأ الفضاء سحاباً أسود ورعوداً وصواعق وأعاصير. يسودّ ما بين السماء

والأرض، ويمكث الناس أياماً حائرين لا يميزون بين الليل والنهار. يتحرك الرماد

ويخرج منه مهيار).

الرواي: وقيل صارت تُمطر السماءْ

ناراً على المدينةِ. اسْتُذِلّتْ

فانْسحقت واحترقَتْ،

وبقيتْ زماناً

يخرج من أنقاضِها دخانٌ

يشمّه الناسُ فيسقطونْ

موتى،

ومهيارُ دمٌ وماءْ

والأرضُ مثل وجههِ،

تبدأُ ، مثلَ صوتِه...

والناسُ يُولدونْ...




#أدونيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر حول «الحالة الدينية - السياسية» في ايران
- مزامير الإله الضائع
- لو أن البحر يشيخ
- براغ : كيمياء تحوّل الغيمة امرأةً
- لم يعد يعرف الليل ُ كيف يحيّى قناديلنا ( مقتطفات 2)
- لم يعدْ يعرفُ الليلُ كيف يُحيِّي قناديلَنا (مقتطفات)
- زيارة الى غرناطة تحية الى كمال بلاّطة
- جَذْرُ السَّوْسَن
- من يوميات المتنبي
- صورٌ وصفيَّة لحالاتٍ أمْلَتْها نبوءاتُ الأعمى
- الصقر( مقاطع )
- أفصحي، أنت أيتها الجمجمة !
- الغائب قبل الوقت
- أغاني مهيار الدمشقي (مختارات)
- حجاب الحاضر، حجابٌ على المستقبل
- لماذا أثارت زيارتي إلى إقليم كردستان العراق (14 - 24 نيسان - ...
- عشرون قصيدة ليانيس ريتسوس
- سبع قصائد ليانيس ريتسوس
- انظرْ الى سيف الطّاغية كيف يُشحذُ وإلى الأعناق كيف تُهيّأُ ل ...


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أدونيس - تيمور ومهيار