أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أدونيس - أغاني مهيار الدمشقي (مختارات)















المزيد.....

أغاني مهيار الدمشقي (مختارات)


أدونيس

الحوار المتمدن-العدد: 2649 - 2009 / 5 / 17 - 08:34
المحور: الادب والفن
    



ليس نجما ملك مهيار السقوط
حوار لغة الخطيئة ملك الرياح
رؤيا المصباح أرض بلا ميعاد
أوديس صلاة الخيانة
الى سيزيف ليس لك اختيار الجثتان
رؤيا وطن وداع
موت الصخرة العاشقة الطوفان مرثية الحلاج.
سفر




ليس نجماً

ليس نجماً ليس إيحاء نبيّ
ليس وجهاً خاشعاً للقمر

هو ذا يأتي كرمح وثنيّ غازياًِ ارض الحروف
نازفاً - يرفع للشمس نزيفه

هو ذا يلبس عري الحجر
ويصلي للكهوف

هو ذا يحتضن الأرض الخفيفة.


ملك مهيار

ملك مهيار
ملك و الحلم له قصرٌ وحدائق نار

و اليوم شكاه للكلمات
صوت مات

ملك مهيار
يحي في ملكوت الريح
ويملك في أرض الأسرار.


صوت

مهيار وجه خانه عاشقوه
مهيار أجراس بلا رنين
مهيار مكتوب على الوجوه
أغنية تزورنا خلسة
في طرق بيضاء منفية

مهيار ناقوس من التائهين
في هذه الأرض الجليلية.


السقوط

إلى أنسي الحاج

أعيش بين النار و الطاعون
مع لغتي - مع هذه العوالم الخرساء.

أعيش في حديقة التفاح و السماء
في الفرح الأول و القنوط
بين يديّ حواء-
سيد ذاك الشجر الملعون
وسيد الثمار.

أعيش بين الغيم و الشرار
في حجر يكبر ، في كتاب
يعلن الأسرار و السقوط.


حوار

-"من أنت ؟ من تحتار يا مهيار؟
أنى اتجهت الله أو هاوية الشيطان
هاوية تذهب أو هاوية تجيء
والعالم اختيار"

-"لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عينيّ-

هل أبدل الجدار بالجدار
وحيرتي حيرة من يضيء
حيرة من يعرف كل شيء.."


لغة الخطيئة

أحرق ميراثي، أقول أرضي بكر
ولا قبور في شبابي
أعبر فوق الله و الشيطان
_دربي أنا أبعد من دروب
الإله و الشيطان"-


أعبر في كتابي
في موكب الصاعقة المضيئة
في موكب الصاعقة الخضراء
أهتف - لا جنة لا سقوط بعدي
وأمحو لغة الخطيئة.


ملك الرياح

إلى منير بشور

طرفٌ رايتي لا تؤآخي ولا تتلاقى
طرف أغنياتي

ها أنا أحشد الزهو و أستنفر الشجر
و أمد السماء رواقاً
و أحب و أحيا و أولد في كلماتي.

ها أنا أجمع الفراشات
تحت لواء الصباح
و أربي الثمار
و أبيت أنا و المطر
في الغيوم و أجراسها، في البحار.


رؤيا

تقنّعي بالخشب المحروق
يا بابل الحريق و الأسرار
انتظار الله الذي يجيء
مكتسياً بالنار
مزيناً باللؤلؤ المسروق
من رئة البحر من المحار.

أنتظر الله الذي يحار
يغضب يبكي ينحني يضيء -

وجهك يا مهيار
ينبئ بالله الذي يجيء.



المصباح

يحمل في رابعة النهار
مصباحه. يبحث عن إنسان
لا رمل في عينيه،
يسير في خفّ من الغبار
ينام في برميل
ملتحفاً كفيه.

- و أنت / ماذا؟
- - ليس لي عينان
- بينين وبين أخوتي قابيل
- بيني وبين الآخر الطوفان.

حين ينام الليل
أغافل السفاح
أمشي ويمشي خلفي الغبار،
لكنني أمشي بال مصباح.



أرض بلا ميعاد


حتى ولو رجعت يا أوديس
حتى ولو ضاقت بك الأبعاد
و أحترق الدليل
في وجهك الفاجع
أو رعبك الأنيس،

تظل تاريخاً من الرحيل
تظل في أرض بلا ميعاد
تظل في أرض بلا ميعاد،

حتى ولو رجعت يا أوديس.



صلاة

صليتُ أن تظل في الرماد
صليت ألا تلمح النهار أو تفيق
لم نختبر ليلك، لم نبحر مع السواد،

صليت يا فينيق
أن يهدأ السحر و أن يكون
موعدنا في النار في الرماد،
صليت أن يقودنا الجنون.


الخيانة

آه يا نعمة الخيانة
أيها العالم الذي يتطاول في خطواتي
هوة وحريقه
أيها الجثة العريقة
أيها العالم الذي خنته و أخونه.

أنا ذاك الغريق الذي تصلي جفونه
لهدير المياه،
و أنا ذلك الإله
الإله الذي سيبارك أرض الجريمة.

إنني خائنٌ أبيع حياتي
للطريق الرجيمه ،
إنني سيد الخيانة.


إلى سيزيف

إلى حليم بركات


أقسمت أن أكتب فوق الماء
أقسمت أن أحمل مع سيزيف
صخرته الصماء.

أقسمت أن أظل مع سيزيف
أخضع للحمى وللشرار
أبحث في المحاجر الضريرة
عن ريشة أخيره
تكتب للعشب وللخريف
قصيدة الغبار.

أقسمت أن أعيش مع سيزيف.


ليس لك اختيار


ماذا، إذن تهدم وجه الأرض
ترسم وجهاً آخراً سواه،

ماذا إذن ليس لك اختيار
غير طريق النار
غير جحيم الرفض


حين تكون الأرض
مقصلة خرساء أو اله.



الجثتان


دفنت في أحشائك الذليله
في الرأس و العينين و اليدين
مئذنة ، دفنت جثتين
الأرض و السماء،


أيتها القبيله
يا رحم الزيزان يا طاحونة الهواء.



وطن


للوجوه التي تتيبس تحت قناع الكآبه
أنحني، لدروب نسيت عليها دموعي
لأب مات أخضراً كالسحابه
وعلى وجهه شراع
أنحني ، ولطفل يباع
كي يصلي وكي يمسح الأحذيه

(كلنا في بلادي نصلي كلنا نمسح الأحذيه)

ولصخر يتدحرج تحت جفوني وبرق
ولبيت نقلت معي في ضياعي ترابه
أنحني - هذه كلها وطني، لا دمشقُ.


رؤيا


هربت مدينتنا
فركضت أستجلي مسالكها
ونظرت - لم ألمح سوى الأفق
ورأيت أن الهاربين غداً
و العائدين غداً
جسد أمزقه على ورقي.

ورأيت - كان الغيم حنجرة
و الماء جدراناً من اللهب
ورأيت خيطاً أصفراً دبقاً
خيطاً من التاريخ يعلق بي

تجتر أيامي وتعقدها
وتكرّها فيه - يد ورثت
جنس الدمى وسلالة الخرق.

ودخلت في طقس الخليقة في
رحم المياه وعذرة الشجر
فرأيت أشجاراً تراودني
ورأيت بين غصونها غرفاً
و أسرّة وكوى تعاندني،
ورأيت أطفالاً قرأت لهم
رملي ، قرأت لهم
سور الغمام وآية الحجر
ورأيت كيف يسافرون معي
ورأيت كيف تضيء خلفهم
برك الدموع وجثة المطر.

هربت مدينتنا
ماذا أنا، ماذا؟ أسنبلة
تبكي لقبرة
ماتت وراء الثلج و البرد
ماتت ولم تكشف رسائلها
عني ولم تكتب إلى أحد
و سألتها ورأيت جثتها
مطروحة في آخر الزمن
وصرخت - " يا صمت الجليد أنا
وطن لغربتها
و أنا الغريب وقبرها وطني. "

هربت مدينتنا
فرأيت كيف تحولت قدمي
نهراً يطوف دماً
ومراكباً تنأى وتتسع
ورأيت أن شواطئي غرقٌ
يغوي و موجي الريح و البجعُ.

هربت مدينتنا
و الرفض لؤلؤة مكسرة
ترسو بقاياها على سفني
و الرفض حطاب يعيش على
وجهي - يلملمني ويشعلني
و الرفض أبعاد تشتتني
فأرى دمي وأرى وراء دمي
موتي يحاورني ويتبعني.

هربت مدينتنا
فرأيت كيف يضيئني كفني
ورأيت - ليت الموت يمهلني.


وداع


قلنا لك الوداع من سنين
قلنا لك المرثية التائبه،
يا هالة الملائك الميتين
يا لغة الجرادة الهاربه.

الكلمات أحتقنت بالوحول
الكلمات ازينّت بالمخاض-

عادت لنا أرحامنا الغائبه
وها هي الأمطار و السيول
يا لغة الأنقاض
يا هالة الملائك الميتين.


موت

نموت إن لم نخلق الآلهة
نموت إن لم نقتل الآلهة

يا ملكوت الصخرة التائهه.


الصخرة العاشقة

إلى يوسف الخال

الرحيل انتهى و الطريق
صخرة عاشقه.

إننا ندفن النهار القتيل
إننا نكتسي برياح الفجيعه،
غير أنا غداً نهزّ جذوع النخيل
وغداً نغسل الإله الهزيل
بدم الصاعقه،
و نمد الخيوط الرفيعه
بين أجفاننا و الطريق.


الطوفان

اذهبي، لا نريدك أن ترجعي يا حمامه
انهم أسلموا لحمهم للصخور
و أنا - ها أنا أتقدم نحو القرار السحيق
عالقاً بشراع السفينه.

إن طوفاننا كوكب لا يدور
انه غامر عتيق -
ربما تنشق فيه اله العصور الدفينه
ربما نؤثر هذا اللقاء العريق،
فاذهبي لا نريدك أن ترجعي يا حمامه.


سفر

مسافر دونما حراك :
يا شمس، من أين لك خطاك ؟



مرثية الحلاج

ريشتك المسمومة الخضراء
ريشتك المنفوخة الأوداج باللهيب
بالكوكب الطالع من بغداد
تاريخنا وبعثنا القريب
في أرضنا- في موتنا المعاد.

الزمن استلقى على يديك
و النار في عينيك
مجتاحة تمتد للسماء

يا كوكباً يطلع من بغداد
محملاً بالشعر و الميلاد،
يا ريشة مسمومة خضراء.

لم يبق للآتين من بعيد
مع الصدى و الموت و الجليد
في هذه الأرض النشورية
لم يبق إلا أنت و الحضور
يا لغة الرعد الجليليه
في هذه الأرض القشوريه
يا شاعرا الأسرار و الجذور.

من كتاب ( أغاني مهيار الدمشقي- أدونيس )
الطبعة الأولى- بيروت
دار مجلة شعر - 1961




#أدونيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب الحاضر، حجابٌ على المستقبل
- لماذا أثارت زيارتي إلى إقليم كردستان العراق (14 - 24 نيسان - ...
- عشرون قصيدة ليانيس ريتسوس
- سبع قصائد ليانيس ريتسوس
- انظرْ الى سيف الطّاغية كيف يُشحذُ وإلى الأعناق كيف تُهيّأُ ل ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أدونيس - أغاني مهيار الدمشقي (مختارات)