بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2699 - 2009 / 7 / 6 - 09:51
المحور:
الادب والفن
ترجمة بهجت عباس
ضحكة وغناء ! أنوار الشمس
تومض وتتراقص. الأمواج تهـزّ
القاربَ المرحَ. جلست داخله
مع أصدقاءٍ أعزّاءَ وبذهن رائقٍ.
تَهشَّـمَ القـاربُ إلى حطـامٍ لا فائـدةَ فيه ،
لم يكنِ الأصدقـاءُ سبّاحـينَ ماهـرين ،
انحدروا إلى أسفلَ في أرض الوطن ،
والعاصفةُ قذفتـني إلى ساحل السّين.
ركبتُ سفيـنةً جديدةً ،
مع رفاقٍ جُـدُدٍ ؛ هَزهَـزتْـني السّـيولُ
الغريبةُ وأرجحتْـني هنا وهـناك-
الوطنُ كم هو بعيد عني ! قلبي كم هو مُـثـقَـلٌ بالهموم!
وهنا مرّة أخـرى غِـنـاءٌ وطـربٌ-
الرّيحُ تصفـرُ ، تحطّمت الألـواحُ –
في السَّـماء تأفَـلُ النجـمةُ الأخيـرة –
كم مُـثـقَـلٍ هو قلـبي ! كم بعيدٍ عني الوطنُ!
وداعاً يا شعبَ فرنسا الجَّـذلَ ،
أنتم اخـوتي المَرِحـون ،
إنَّ حنـيناً أحمـقَ تماماً يدفـعُـني إلى الأمام ،
سأعود إليـكم قريـباً مـرّةً أخرى.
تصوّروا ، بآلامٍ أحِـنّ ُ أنا
إلى رائحة المَرْج ، إلى الخـراف
العزيزة في مراعـي لونَـبُـرْغ*،
إلى الكُرنَـبِ المُخلَّـلِ ، إلى الشّـمَـندر.
أحـنّ ُ إلى دخـان التـبغ ،
اجتماعاتِ البهـو ، وعَسَسِ الليلِ ،
إلى اللهجة الألمانية الواطئة ، الخبزِ الأسود ، وحتّى الفظاظةِ،
إلى بنات الواعظ الشّـقـراوات.
وإلى الأمّ أيضاً أحـنّ ُ أنا ،
أريد أن أعتـرفَ بصراحة ،
منذ ثلاثَ عشرةَ سنةً لـمْ
أرَ السّـيِّدةَ العجوزَ.
وَداعاً يا زوجتي ، زوجتي الجميلة ،
لا تستطيعين حَـبسَ لوعـتي ،
أشّـُدّكِ بقـوّة إلى قلـبي ،
ولكنْ عَـلَـيَّ أن أتـركَـكِ.
اللـوعةُ الجَّـارفةُ تدفـعني قُدُمـاً،
عن سعادتـي الأكثرِ عذوبةً ،
يجب أنْ أتنفَّـسَ هواءَ ألمـانيـا ثانـيةً ،
لـئـلاّ أختـنِـقَ.
----------------
* لُـونَـبُـرغ – مدينة ألمانية تقع في سكسونيا
الواطئة ( عاصمتها هانوفر) وعلى بعد
50 كم شرقي جنوب هامبورغ. مشهورة
بمروجها وخرافها.
************************************************************
من (مختارات من الشعر العالمي بلغة مزدوجة) يصدر قريباً
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟