أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس الثالث عشر في التربية الشيوعية















المزيد.....

الدرس الثالث عشر في التربية الشيوعية


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2698 - 2009 / 7 / 5 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في جلسة ودية وحميمة وصريحة .. سألت أخي : وعد الله النجار :
- تعلمت منكم النقد والنقد الذاتي ، وقرأت ماكتبته روبسكايا وقرأت ماكتبه سلامة موسى عن هذا الطراز من النقد .. فهل يمكن أن تكون جلستنا اليوم قائمة على هذا المحور ؟
أجابني بثقة عالية :
- بالتأكيد ..تحدث كما تشاء .
- سأتحدث بصراحة .. فهل يمكن لكم القبول بالرأي والرأي الآخر ؟
- نعم ..نحن ديمقراطيون ، نؤمن بحرية الفرد .
- وحرية المجتمع .. ؟
- كذلك ..
- قل لي إذن ياوعد الله ، كيف قبلتم أن يكون الحكم العارفي السابق ينحو منحى الاشتراكية لمجرد انه أمم البنوك في وقت كان يعمد الى تصفية الشيوعيين واعدامهم وهم أهم قوة سياسية تؤمن وتناضل من أجل بناء المجتمع الاشتراكي ؟
قال مؤكداً :
- نعم .. نحن باركنا الخطوة التي اعتمدها عبد السلام عارف في تأميم البنوك ؟
- إن هذا القرار لايعني الاشتراكية .. انه قرار يعتمد على إشراف الحكومة وبسط ارادتها على المصارف .. بينما الاشتراكية قائمة على رعاية الدولة لمصالح الشعب ، بدلاً من تركها لأمزجة التجار والمستغلين .. وقد أثبتت الاحداث صحة ذلك .
- لقد اعتبرنا عملية التأميم خطوة طيبة نحو الاشتراكية .. فدعمناها ، ما الخطأ في ذلك ؟
- نظام الحكم .. توقف عند هذا الاجراء ولم يتجاوزه .. وهذا يعني ان عملية التأميم كان يراد منها خدمة ودعم نظام الحكم لا الفكر الاشتراكي .. وهذا فرق شاسع بين التوجهين .
- لقد ناقشنا هذا الامر وخرجنا بنتائج طيبة قريبة من تصوراتك .
-ولكن بعد فوات الأوان .. بعد أن أقدم النظام العارفي على زج مئات الشيوعيين في السجن والمصادقة على تنفيذ أحكام الاعدام – ومن جملة من نفذ فيهم الحكم / اخي وعد الله النجار الذي ناقشته في طبيعة نظام الحكم نفسه ، وكانت النتيجة إعدام أخي نفسه وثلاثة من رفاقه يوم 24 / 8 / 1964 – وكنت أسأل وعد الله .. ألا تجد تناقضاً في خطاب السلطة العارفية في دعوتها تأميم البنوك واعتباركم ذلك توجهاً إشتراكياً ، وبين إقدام السلطة على اعدام معتنقي الافكار الاشتراكية ؟
- قلت لك .. لقد أعدنا النظر وحددنا موقفاً مناوئاً لحكم عارف .. الا يصب هذا في النقد والنقد الذاتي ؟
- نعم .. نعم وكان من الممكن تجاوز الافكار حال وقوعها او إستباق وقوعها اساساً ..
- هذا صحيح ، ولا اجد حرجا في الاعتراف بهذه المسألة .
ومضت ايام وجلسنا نحاور بعضنا ؟
- وعد الله .. هل قرأت كتاب سولجنستسين :( أرخبيل القولاغ ) ؟
- لا .. ولكنني اعرف ان سولجنستسين معاد للاشتراكية .
- لا انه معاد للديكتاتورية وللطغيان وللعنف الذي يمارس ضد الانسان أياً كان مصدره .
- تقصد المرحلة الستالينية التي أدناها ؟
- نعم .. ولكنكم مازلتم تتحدثون عن ديكتاتورية البلوريتاريا .
- حسيب .. ماذا تريد أن تقول ؟
- وعد الله ..اعتناق الاشتراكية لايعني أبداً فرض ديكتاتورية طبقة ضد اخرى .. هذا تعسف مضاد للانسان والشيوعيون بناة السلام لا الديكتاتورية .
- هذا صحيح لقد تجاوزنا هذه المسألة أيضاً ..يعني أننا بتنا نؤمن بالحوار السلمي لبناء المجتمع الحديث.
- وأنتم تدعون الى تغيير العالم وبناء وحدته .. وانتم في الوقت نفسه تدعون الى : حق الشعوب في تقرير مصيرها ؟
ألا ترون بأن تقرير المصير هذا يعني الانسلاخ عن الوطن وعن العالم الذي تدعون الى وحدته إلا إذا كان يراد بتقرير المصير هذا الخروج من دائرة الاستعمار والبلاد التي تمت هيمنة المحتل عليها ؟
- عندما ندعو الى توحيد العالم .. لايعني أننا نلغي خصوصيات كل شعب وصهرها كلياً لتكون من نمط واحد .. وعندما ندعو الى تبني شعار :( يأعمال العالم اتحدوا ) لانعني بذوبان العمال مع بعضهم الآخر .. بل إننا ندعو الى وحدة أهداف عمال وفقراء ومظلومي العالم كله .. ذلك ان الانسان الذي هضمت حقوقه يعنينا .. لأننا جزء منه .. نحن / هو عند إستغلاله في استغلاله في العمل / جهداً واجراً وزمناً .. هذا يجري في أنحاء العالم .. ونحن ندافع على المظلومين وندعو الى إتحادهم حتى يشكلوا قوة ضد مستغليهم .. أما أن تقرر الشعوب مصيرها فإنه شعار يدعو الى الخروج من دائرة الاستعمار فعلاً ، اما تمزيق الشعب الواحد والبلد الواحد الى طوائف وكتل وقوميات وأثنيات .. فهذا لا نقبل به ولا نؤمن بوجوده لأنه يحطم وحدة الوطن الذي نريد له الازدهار والتقدم ..
- كان يجب أن توضحوا هذه الصورة .. حتى لايفهم الشعار على انه دفاع عن العمال دون سواهم من الطبقات الاجتماعية .
- هذا صحيح .. صحيح جداً .. نحن لانصر على الخطأ .
- وعد الله .. لديّ سؤال مهم اريد منك ان تجيبني عليه .. وعد الله ، ما التقيت بمثقف عراقي الا ووجدت ان خلفيته الثقافية .. شيوعية ، لكنني أجد في الوقت الراهن عزوف المثقفين عن الالتحام والانتماء بالحزب الشيوعي .. ماالسبب ؟
- حسيب .. ليس بوسع أي حزب إلزام أو إكراه أحد أعضائه على البقاء داخل التنظيم .. فلكل انسان قدراته في التواصل او الانقطاع .. نحن فخورون ان يكون معظم الثقفين العراقيين قد خرجوا من معطف الحزب .. والمثقف بطبعه كائن متمرد ومن الصعب التعامل معه على وفق نظام محدد وأوامر ثابته .. وليس من الملائم الضغط على المثقفين باتجاه البقاء داخل التنظيم وحضور الاجتماعات والالتزام ..
المثقفون العراقيون من أكثر الفئات الاجتماعية تواصلاً مع الحزب .. وهذا يعني ان الفكر الماركسي الذي يتبناه الشيوعيون .. هو الاصلح لبناء المجتمع الحديث الذي يراد به تحقيق العدالة والرفاهية للجميع ..
- وعد الله .. ولكن عدداً من الشيوعيين ما زالوا يتوجهون الى الغيبيات والروحانيات وانتم ماديون بطبعكم وتؤمنون بالجدل والبرهان ..
- الشيوعيون يثقفون أعضاءهم على الفكر المادي العلمي ، ولكنهم لايمارسون ضغطاً ولا الزاماً ولا إكراها على اعتناق توجه معين والتخلي عن قناعاتهم الشخصية في كل صغيرة وكبيرة .. نحن حزب أحرار ، لاحزب عبيد .. هل تريد من الشيوعيين صهر اعضاء الحزب حتى يكون الواحد منهم نسخة من الآخر .. ؟
- ولكن يفترض ان يكون الشيوعي علمياً لا طوباوياً ..
- نحن نصقل ذهنيات اعضائنا ، ونوجهم الوجهة التي نعتقد انها صحيحة وسليمة وسديدة ومفيدة للمجتمع .. غير أننا في الوقت نفسه نرفض اعطاء وصايا وتعليمات قسرية ملزمة للآخرين .. الآخرون .. كما أنت وانا ، يمكن أن نفكر ونعمل على وفق مانراه صائباً وسليماً .. من دون ان يسيء الى سمعة الحزب وأخلاقياته ومبادئه .
- وعد الله هل تواجهون مثل هذ النقد ومثل هذا الحوار داخل الحزب ؟
- نعم نواجهه داخل الحزب وخارجه ونتعامل معه بكل شفافية وكل وضوح ونرفض رفضاً قاطعاً ان نتحدث الى بعضنا بروح استعلائية او التقليل من شأن من نحاوره ..
نحن نعتمد النوايا الطيبة التي يحملها محاورونا .. ونريد أن نصل وإياهم الى بر السلام والى نقاط مشتركة والى معطيات من شأنها ان تسهم مساهمة فاعلة في اغناء الحاضر والمستقبل .. نحن بناؤون مجتهدون نحترم من يضيف الى خبراتنا مايراه أعضاؤنا وأصدقاؤنا ملائماً ومفيداً فنأخذ به ونتبناه وندافع عنه ونعمل على تطبيقه .
- وما لايتلاءم معكم .. هل تقفون على الضد منه ؟
- حسيب .. من قال لك هذا .. هل تعتقد ان الشيوعيين تعيسون ويتعاملون مع الناس على وفق إتفاقهم واختلافهم مع أفكارهم .. ؟
هذا إدعاء سلبي يمارسه اعداء الشيوعية ضدنا .
- وهل تعقدون تحالفات معهم ؟
- ليس بالضرورة .. الضرورة الظرفية والزمانية والمكانية والاوضاع المحيطة بنا قد تفرض علينا شروطاً والتزامات قد لاتلائمنا ولا تنسجم معنا في ظرف آخر .
لكن السياسة تقتضي قدراً من المرونة .
- وفي الحياة الاجتماعية كذلك .
- وهل السياسة خارج المجتمع .. ؟
كل سياسة لاتتواصل مع المجتمع ، سياسة فاشلة وشعارات ميتة ..
سالته بإلحاح :
- وعد الله .. ما الذي يجعلكم أكثر السياسيين حرصاً على شؤون دنياكم ؟
- ادراكنا بحاجات الناس الى التوعية والى من يلمس الجراحات ويعالج الازمات برؤية وكلمة وموضوعية .
- هل تعتقدون بأنكم أصلح الجميع .. وأصدق الجميع وأخلص الجميع كذلك .. ماهو برهانك ودليلك وحجتك .. ؟
- الدليل أمامك .. لا أبتعد عنه .. الا تعتقد ان بإمكاني أن اكون شيئاً آخر ، ان أكون خارج السجن على الاقل ، ان لا أكون ملاحقاً وانا مطلق السراح .. وان اجد نفسي في موقع احسد عليه .. ان اكون مثل العديد من أقراني .. احمل شهادات عالية واجد سبلاً كثيرة للربح السريع واتمتع بالراحة التامة بعيداً عن هذه الضغوط المحيطة بي من كل جانب .. الا تعتقد انني سأكون مرفهاً عندما اكون خارج صفوف الحزب ؟
- لماذا لاتفعل .. من منعك ، من وضع الحواجز ضدك !
- لا احد .. واذا كان هناك من حال دوني والحياة الذاتية الرغيدة .. فهو ضميري وذاكرتي ووعيي .. وهي جميعاً كلاً مشتركاً .. تهدي اليّ سبيلي وأنا سعيد ان يوجهني عقلي لاعواطفي ، ومعرفتي لاجهلي ..





#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الخامس عشر في التربية الشيوعية
- الدرس الرابع عشر في التربية الشيوعية
- الدرس السادس عشر في التربية الشيوعية
- الدرس الحادي عشر في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني عشر في التربية الشيوعية
- الدرس العاشر في التربية الشيوعية
- الدرس الخامس في التربية الشيوعية
- الدرس السادس في التربية الشيوعية
- الدرس السابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثامن في التربية الشيوعية
- الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!
- الدرس الرابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثالث في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني في التربية الشيوعية
- النقد في منظورين : الجفاء والوفاء
- الدرس الاول في التربية الشيوعية
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس الثالث عشر في التربية الشيوعية