أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - الترجمة الادبية بين الابداع والامانة














المزيد.....

الترجمة الادبية بين الابداع والامانة


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 04:02
المحور: الادب والفن
    


من العسير جدا, ان نجد تعريفا جامعا للترجمة فهي فن وإبداع كما الشعر فن وإبداع إذ لا يكفي نقل صورة او كلمة مقارنة بصورة وكلمة أخرى في لغة ثانية. وهذا ما ينطبق على الترجمة الأدبية وخاصة الشعرية منها عكس الترجمة العلمية او السياسية فمن الممكن التحكم بالكلمات حسب ثقافة المترجم اللغوية والنحوية. كما أن من الضروري أن يكون المترجم ملما باللغتين المترجم منها واليها وبالأساليب الفنية الحديثة والمتطورة في فن الترجمة وان يكون بدرجة ثقافة عالية في مفاصل الحياة المختلفة حتى يتمكن من الولوج الى عالم وخيال الشاعر او الكاتب المعني بترجمة نصه.
الترجمة فن وإبداع. هذا ما توصل اليه الكثير من النقاد والدارسين لهذا اللون الأدبي, وهي لا تكتفي بنقل كلمات؛ فالترجمة الحرفية لا تعطي النص المترجم حقه أو لونه الفني ومدى رفعته وتأثيره في لغته الأصلية, واللغة العربية واحدة من أصعب اللغات المعروفة وقد تكون متأخرة بعض الشيء عن ما وصلت اليه اللغات الأخرى من تطور في المفردات والأساليب, واللغة العربية ربما تكون من اللغات القلائل التي تقدم الفعل على الاسم ، وهذا ما يصعب من عملية الترجمة اليها كما إن صرامة قواعد النحو والصرف قد تكون عائقا في بناء النص المترجم.
والترجمة الأدبية ربما تكون من أصعب أنواع الترجمات فهي تعتمد بصورة كبيرة على التذوق ودخول خيال الكاتب سوء كان شاعراً أو قاصا أو روائيا, وهذا يتطلب بحد ذاته روحا إبداعية لتكون صورة الترجمة والمادة الأدبية إبداعية فنية غير حرفية, وهنا يختلف الاثنان المترجم الشاعر والمترجم المهني. فالأخير يعتمد على ما درسه وقرأه وما بحثه في مراحل دراسة اللغة، لكن إذا كان شاعرا أيضا, ستتغير الكثير من الصور والمعاني لكن من دون المساس بجوهر النص المترجم, وهنا أيضا بين شاعر مترجم وآخر تختلف درجة الإبداع في الترجمة وقد تكون بنفس درجة الإبداع الشعري المختلفة عند الشاعرين.
هنا أيضا سيدخل الشاعر المترجم في صراع مع نفسه بين أن ينقل القصيدة الى لغتها الجديدة وبين مكنوناته الشعرية في تقمص شخصية الشاعر الأصلي أو ربما الهروب بالنص الى ناصية الشعرية باللغة المترجم إليها، وهذا ما يحدث أحيانا كثيرة عند بعض الشعراء . فقد يتخلى الكثير من الشعراء المترجمين عن القاموس وخاصة إذا وصل النص الى قلب وخيال المترجم ، حينها وكما يقول الشعر والمترجم د. ماجد الحيدر ( مالي وما لك أيها القاموس! إن هذه القصيدة قصيدتي وسأكتبها كما أشاء)*. إذن سيكون هناك تحول في قيمة القصيدة أو النص المترجم إذ سيتدخل طرف ثالث غير الترجمة والشعر ألا وهو حب النص أو القصيدة. لحظاتها ستكون درجة الإبداع أكثر وأعمق وانضج وقد نرى بعض أنفاس وآثار الشاعر على النص المترجم لكن يجب أن يكون بعيدا عن المساس بروح القصيدة. وهذا الموضوع كثر الحديث عنه من حيث الأمانة والدقة في نقل النص المترجم, لكن هذا الشيء قد أصبح قديما نوعا ما, اذ تدخلت الكثير من عناصر التطور على فن الترجمة فيمكن للشاعر المترجم ان يضيف ويحذف من القصيدة ما يراه مناسبا لكن كما اشرنا من دون المساس بجوهر النص الأصلي. أما في الترجمة العلمية والأكاديمية فان الدقة والأمانة في نقل النص إلى اللغة الأخرى خط احمر.
عامل آخر قد يكون من صعوبات الترجمة فاختلاف الخيال بين الرجل والمرأة قد يزيد من صعوبة الموضوع فمثلا حين يكون النص لشاعرة تصف به تجربة شخصية كانت قد مرت بها فربما تكون الشاعرة المترجمة أكثر مهارة من الشاعر المترجم في الولوج الى خيال الشاعرة الأجنبية, لكن رغم ذلك برع الكثير من الشعراء في هذا المجال .
الشيء المهم والخطير في فن الترجمة هو اختيار المفردة المناسبة بحيث تكون سهلة وسلسة وخفيفة الوقع على المتلقي من دون اختيار مفردات قديمة ومنقرضة تعود لأزمنة مضت, ألا أن هذا الأمر لا ينطبق على عموما المترجمات فهناك أغنية شعبية وقصيدة شعر, وقصيدة شعر كبيرة, هنا تكون مهارة المترجم في اختيار المفردة المناسبة لكل مادة تترجم.
ومن خلال العودة الى المكتبة العراقية لترجمة الشعر العالمي نلاحظ قيمة وروعة تلك الترجمات التي قدمها بدر شاكر السياب وسعدي يوسف وسركون بولص وحسب الشيخ جعفر وياسين طه حافظ وسهيل نجم وماجد الحيدر. ونلاحظ الإبداع الذاتي للمترجم على النص.
* من مقدمة كتاب عبور الحاجز قصائد من الشعر العالمي ترجمها وقدم لها الدكتور ماجد الحيدر.

[email protected]




#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث عجاف
- تحالفات جديدة !
- السلطات والادب
- كامل شياع .... سلاما
- نوايا
- ارض البرتقال
- فرحة في الوقت الضائع


المزيد.....




- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين رشيد - الترجمة الادبية بين الابداع والامانة