أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - ارض البرتقال














المزيد.....

ارض البرتقال


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2356 - 2008 / 7 / 28 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا ما قلت برتقال ذكرت بعقوبة , وإذا ذكرت شهربان اشتهيت الرمان , مع كل الفواكه الأخرى التي تزرع في البساتين الممتدة على امتداد نهر ديالى وكأنها لوحة فنية رسمت بعناية إلهية بكل دقة وحرفنة رسام ماهر.
طيور سلام عصافير وبلابل وحمائم تعتلي الأشجار والنخيل أعشاشا وبيوت لتنأى بنفسها وصغارها من فضول صيادين صغار وهم يمرحون بين الجداول والأشجار, ولائم الشواء والعزائم والاماسي , جلسات السمر والشعر والغناء وأصوات المقام ومواويل الريف تمتزج مع أورق الأشجار وأزهار القداح وسعفات النخل التي تحركها نسمات هواء نقية كانت تغازل مياه النهر العذبة الصافية صورة كونية بغاية الروعة مؤطرة بالحب والسلام . تلك العلاقة الأزلية الجميلة بين الفلاح والأرض والماء والطير والشجرة , لكنها لم ترق لخفافيش ليل ملتحية ملثمة , لتحيل كل تلك الأيام والمسرات إلى ذكريات, بددت كل الأحلام وأحرقت الصورة وكسرت إطارها, حولت البساتين والمزارع إلى مقابر ومجازر, جفت الأنهار هاجرت الطيور دفن الفلاح مذبوحا تحت شجرة البرتقال ليتساقط التمر رطب حزينا على جثته الطاهرة ..
منتجعات سياحية وماؤى لمجرمين وقتلة أوغاد ملتحون عرب وأفغان واخرون لا يعلم احد نسبهم , كانوا لا يملكون قوت يوم أو حتى ثمن وجبة طعام واحدة , مشردون ولصوص ضاقت بهم الأرض من أفعال أمهاتهم وأخواتهم النتنة , لتجندهم أجهزة مخابرات خارجية لإشاعة الفوضى والخراب , والموت والاقتتال في العراق تحت غطاء الدين والجهاد بفتوى شيوخ فاسقين فاجرين وبمعونة من هو على شاكلتهم وشكلهم ..
نصبوا أنفسهم أمراء أفتوا بالموت على كل من يخالفهم , أعتاشوا على الخطف والسلب والسرقة , أدمنوا قطع الرؤوس وتمزيق الجثث ,اغتنوا بأموال الفقراء المساكين وهم يجمعونه في ما بينهم ,يقتطعون اللقمة من أفواها ابناهم لتدفع فدية لأحد المخطوفين ويكون سعيد الحظ من يطلق سراحه بعد دفع الفدية , تزوجوا بنات شيوخ ووجهاء القوم والعشيرة , أهديت لهم نساء أكرما وعرفانا . أبحوا كل شي لأنفسهم وسط ضياع ضعاف العقول وجمودها وحقد القلوب الأسود وذهولهم بما كانوا يرونه من أفعال وهم يرددون لقد خدعونا وأوهمونا وضحكوا على ذقونا,فقد توقفت الحياة في المدينة هجرها ناسها بعد أن جزعوا من جمع الجثث ودفنها, وجمع الأموال ودفعها ..
هنيئا لكم يامن جعلتم بيوتكم وبساتينكم وحقولكم ومزارعكم مأوى وملاذ امن للقتلة والمجرمين والارهابين وتجار المخدرات , وهنيئا لكم يامن كنتم توفرون الغطاء الشرعي والسياسي والأمني لهم , وانتظروا شهادة التاريخ بحقكم , وألمي وحزني وكل أسفي على شجرة البرتقال .





#حسين_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة في الوقت الضائع


المزيد.....




- ملفات جيفري إبستين.. -النواب- الأمريكي يستدعي مسؤولين سابقين ...
- أول تعليق لترامب على التقارير بشأن -اعتزام إسرائيل احتلال قط ...
- قطع رأسه ووضعه في ثلاجة.. جريمة صادمة تهز لشبونة بعد لقاء غر ...
- السودان: الفاشر تُنذر بكارثة إنسانية وسكان يعيشون على العلف ...
- زوجان بريطانيان يكسران صمت السجن الإيراني باتصال هاتفي بعد 2 ...
- مأساة السودان... أطفال ينهشهم الجوع حتى العظم
- عاجل| ترامب: نحاول تأمين الغذاء لسكان غزة وإسرائيل ستساعدنا ...
- من الأبيض إلى الأزرق.. ماذا تعني ألوان حليب الرضاعة؟
- انهيار طيني يبتلع قرية هندية إثر فيضانات مفاجئة
- إيزابيلا ونتنياهو.. وقصة أهوال خمسة قرون


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - ارض البرتقال