أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الحزب الشيوعي العراقي - سكرتير اللجنة المركزية: لو تم التغيير بأيد وطنية لكان الامر مختلفاً















المزيد.....


سكرتير اللجنة المركزية: لو تم التغيير بأيد وطنية لكان الامر مختلفاً


الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)


الحوار المتمدن-العدد: 818 - 2004 / 4 / 28 - 07:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مفهومنا للأمن يأخذ بنظر
الاعتبار العوامل الاقتصادية والأجتماعية والثقافية



الحل العسكري أذى وخراب للجميع وكارثة على الصعيدين الانساني والسياسي.

قلوبنا تقطر دماً للابرياء ووجهنا رفاقنا ومنظماتنا للمساعدة.

اعمال الارهاب لا تخدم انهاء الاحتلال بل تساعد على اطالة امده.

القسوة المفرطة لاتميز بين المجرمين والابرياء.

للمرة الاولى منذ اشهر، يبدو الرفيق حميد مجيد موسى (ابو داود) سكرتير اللجنة المركزية، على قدر من التوتر، وليس ذلك، بالنظر للظروف الراهنة. بالامر المستبعد او الغريب. على العكس، لكان بدا غريبا لو بدا الرفيق كما اعتاد في الظروف العادية. "الوضع صعب" يستهل الرفيق حديثه عن الازمة الراهنة "بل لعله الاصعب من 9/4/2003" وهذا امر مفهوم، فثمة تصعيد متعمد، وثمة دماء تهرق وحيوات تنتهي وغالبا ما يكون الضحايا من الابرياء. وهذا ما يثقل الشيوعيين وحزبهم، وهم الحريصون على حيوات الناس، العاملون من اجل سعادتهم هذا ما يثقل بالهم، وما يزيد من شعورهم بالمسؤولية للعمل مع قوى شعبنا الخيرة، من اجل ايقاف التدهور الخطير للامور، من اجل ايجاد مخرج سلمي يحفظ حياة الابرياء، ويؤمن مواصلة العملية السياسية باتجاه الثلاثين من حزيران اليوم المحدد لانتقال السلطة من ايدي قوة الاحتلال ورموزها المدنية والعسكرية، الى هيئة وطنية عراقية يتم الاتفاق عليها.

اجرى الحوار: ابراهيم الحريري
الازمة الراهنة، اذن، جذورها، عوامل تفاقمها وتفجيرها، دور الشيوعيين والقوى الوطنية/ الديمقراطية والاسلامية في ايجاد الحلول لها، وآفاق تطور البلاد. هذا كان موضوع الحوار مع الرفيق ابو داود ما يجري ليس ابن اللحظة اشرت في بداية الحديث الى تطلع الناس الى معرفة المزيد عن الازمة وعن دور الحزب في الخروج منها. ابو داود: تطلع الناس يلقي مسؤولية كبيرة على الحزب للبحث عن اجوبة جادة عميقة، تعكس واقع الحال، وتبحث، ايضا، في خلفيات ما يجري وتأثيره على مستقبل البلد. ما يجري الآن ليس ابن اللحظة، ليس حالة عابرة، انما هو امر متوقع ومفهوم، فقد انتهى النظام ومؤسساته، وتضررت مصالح كثيرة، كانت منتفعة سابقا، هذا فضلا عن ان ثمة مجرمين عتاة تورطوا في ارتكاب جرائم بحق الشعب ويريدون إلغاء او تأخير ساعة الحساب، هؤلاء جميعا، ما يزالون يعملون من اجل التشبث من اجل المحافظة على مصالحهم ومكاسبهم ولم يتخلوا عن الرغبة في العودة الى السلطة، او الاحتفاظ بما تحقق لهم ايام النظام المنهار بعيدا عن الرقابة والحساب. ولقد استطاعت هذه القوى في ظل غفلة قوى السلطة الفعلية المحتلة، من ان تقيم صلات وتحالفات وطيدة مع قوى اخرى ذات مصلحة في عرقلة توجه المجتمع نحو الديمقراطية، نحو الامن والاستقرار واعادة البناء، واعطاء الشعب الفرصة الحقيقية لاختيار ممثليه عبر صناديق الاقتراع. هؤلاء كلهم، المتضررون من انهيار النظام القديم يعملون، بشكل محموم وعدواني لاستعادة نفوذهم ومكاسبهم او، على الاقل، بالنسبة لقسم منهم، عرقلة العملية السياسية وفرض انفسهم كقوة سياسية مهابة ذات حضور بين ويجب التعامل معها بشكل مباشر لتكون جزءا اساسيا من الحلول التي تطرح نفسها على البلد. ولن تكون هذه الحلول، بالتأكيد، الا حلولا عرجاء، حين تأخذ مصالح هؤلاء او اهدافهم القذرة في الاعتبار. تحالف قوى الردة والظلام هذه هي الخلفية العامة وراء التطورات الاخيرة، وقد جرى، على الارض، ترجمتها بنشاطات، تصاعدت هنا وهناك، بصرف النظر عن الاشكال التي تظهر بها والالوان التي تتلبسها، فهي لا تمثل طائفة بذاتها، ولا دينا بذاته، ولا تيارا سياسيا منفردا، هي تحالفات بين كل هذه الاتجاهات على اختلاف مناشئها، لكن يجمعها هدف أني واحد: هو عرقلة مسيرة البلد نحو اعادة البناء على اسس ديمقراطية، أي دولة القانون وحكم المؤسسات، تأمين حياة سعيدة للناس هذا هو ما يجمع بين هذه القوى. للاسف الشديد، انه عندما انهار النظام السابق وهذا تم، كما تعرفون، عبر الحرب، وللحرب استحقاقات وآثار، كان من المنطقي والطبيعي ان تجري تصفية مؤسسات الدكتاتورية وآثارها، شل نشاط ايتام الدكتاتورية، وعدم اتاحة الفرصة لهم لاعادة تنظيم انفسهم، والتأثير، بالتالي، على المسيرة الجديدة. لو كان التغيير تم بأيد وطنية وتشكلت، على هذا الاساس سلطة بديلة. لكان الامر مختلفا. ولاتخذت الامور مسارا آخر. لكن ان تكون السلطة، بمعانيها الفعلية، بيد المحتل، فما يتحكم بمسار البلد وهذا ما كنا حذرنا منه منذ البداية في وارد معارضتنا للحرب وللاعتماد على الحلول الخارجية. ما يتحكم بمصائر البلد، اذن، هو ما يريده المحتل، رؤية وتصورات هي كما اثبتت الاحداث خلال السنة الماضية، رؤية غير دقيقة ولا واقعية او عملية. التساهل مع الاعداء والتضييق على قوى التغيير لقد ترك المجال رحبا لقوى الردة والظلام، فكان من الطبيعي ان يتصاعد نشاطها، مما ساعدها على اعادة تنظيم نفسها في بؤر مؤثرة، هنا وهناك، ثم انتقلت الى الهجوم. اما القوى الوطنية والديمقراطية والاسلامية ذات المصلحة في مواصلة مسيرة التغيير، فقد فرض عليها نزع السلاح وضبط التحركات والتقيد بتعليمات تمنعها من اخذ زمام المبادرة ومن التحرك لقد أصبحت، عمليا، في موقع الدفاع في حين ان المهاجم هو الذي يتحرك، واقتصرت عمليات ملاحقة المخربين والارهابيين والمجرمين، على سلطة التحالف فقط. قد يكون النقد الموجه للحركة الوطنية صحيحا: فاذا كانت هذه هي ارادة قوة الاحتلال، فلماذا تم القبول بهذه القسمة الضيزى (غير العادلة). فعلينا، نحن ايضا، ان نتحرك بمسوولية، ان نجد من الوسائل والسبل للنشاط والتحرك ما يخلق حالة جماهيرية مضادة لهجوم ايتام العهد المباد وعناصر الارهاب المتلبسة بالدين والاسلام او القومية والوطنية و"مقاومة" المحتل وهي ليست – ابدا في الجوهر – بالمقاومة. المقاومة؟ نعم لكن كيف؟ وانا هنا لا ادعو الى تغييب حق الشعب في المقاومة لكن كيف؟ وبأي الاساليب، ولأي هدف؟ فلكل زمن اساليب وطرائق تأخذ في الاعتبار توازنات القوى والوضع الدولي وظروف الشعب وامكاناته وغير ذلك من عوامل لايمكن اغفالها، تحكم شكل النضال، شكل المقاومة. اما ما يجري من اعتماد للارهاب والتفجير والسيارات المفخخة وقتل الابرياء وتعريضهم للمخاطر، فهو ليس من المقاومة في شيء. واعتقد ان من يسعى بطرقه وبادراكه لتوازنات القوى وبالطرق السياسية السلمية، لانهاء الاحتلال هو الاحق ان يندرج في صف المقاومة لا التفخيخ وقتل الابرياء..الخ مما يجري ويدرج، قسرا وزورا في اطار ما يسمى بالمقاومة. فهذا لايخدم انهاء الاحتلال بل يساعد، على العكس، على اطالة امد الاحتلال وايجاد كل التبرير لاستمراره. وهذا ما يبدو بجلاء في تصاعد الاصوات في اكثر من مؤسسة اعلامية (امريكية) وحتى في دول الجوار، التي تشكك في جدوى نقل السلطة للعراقيين! والتهويل بخطر الحرب الاهلية! والتوصل، بالتالي، الى ضرورة ادامة سلطة وقوات الاحتلال! هذه هي خلفيات المشكلة
* الا تعتقدون ان ثمة عوامل اخرى، اضافت الى الازمة الراهنة، اعني اغفال حل المشاكل الاقتصادية، حل الجيش، قانون اجتثاث البعث، اجهزة الاعلام، تفاقم البطالة...الخ، ألم يدفع هذا بكتل كبيرة باتجاه التذمر ويصب زيتا على النار؟
مفهوم متكامل للامن
ـ: اذا كنت اركز على الجانب الامني المباشر فهذا لايعني انني اغفل دور العوامل الاخرى، فلدينا في الحزب الشيوعي مفهوم متكامل للامن، طالما عبرنا عنه، يأخذ العوامل الاجتماعية، الاقتصادية وحتى الثقافية والاعلامية في الاعتبار. لم تدر المعركة مع قوى الارهاب والظلام والردة، بما يؤمن مستلزمات اقامة وضع طبيعي. فاتساع البطالة مشكلة حادة فاقمت من المشكلة الامنية بل وفرت ارضية للتذمر وساعدت المخربين على ان يوظفوا الغضب وعدم الارتياح لصالح تحركهم. فلقد ثبت ان بعض من ينخرط في اعمال التخريب، انما يقوم بذلك ليس اقتناعا، بل خضوعا لحاجة مادية. هذه السياسات قصيرة النظر، اثمرت وضعا غير طبيعي استثمر من قبل من يعارضون التوجه نحو بناء الديمقراطية. تفاقم، اذن، الوضع. ولم تتخذ الاجراءات لا الامنية العسكرية ولا السياسية/ الاقتصادية/ الاجتماعية والاعلامية/ الثقافية الكفيلة بدحر الخطر الماثل. وهكذا فقد وصلت الامور درجة ان هذه النشاطات بدأت تتحول من اعمال فردية، عفوية، الى نشاط ذي أطار اوسع، منظم، لايكتفي بأعمال تخريبية متفرقة، بل يتوجه الى فرض حالة ارهاب للجماهير لعزلها وشل ارادتها. اما المؤسسات الامنية العراقية التي اريد لها ان تكون اليد الضاربة الفعالة، فما زالت غير قادرة على انجاز هذه المهمة. ويمكن ان نؤشر، كأمثلة، الى البطء في تشكيل الجيش والشرطة العراقيين واجهزة جمع المعلومات المخابراتية، وان شكلت فتدريبها بطيء واسلحتها هزيلة وتجهيزاتها قاصرة سواء في العتاد او اجهزة الاتصال او المواصلات. وهذا يضعف بالتالي مساهمتها في التصدي للوضع الامني المتردي، هذا فضلا عن الطريقة غير الحكيمة التي اعتمدت في تشكيل هذه الاجهزة. نحن، امام هذا الوضع، وبعد ان تصاعدت امكانات ونشاطات القوى المعادية للتغيير طمعت في ان يكون لها وزن وشأن اكبر وهي تتسقط الاخبار ونقاط الضعف هنا وهناك لكي تتمدد وتكسب مواقع جديدة. يبقى ان عدم اتخاذ اجراءات وقائية مناسبة وفي وقت مبكر ادى الى نمو وتصاعد هذه النشاطات. التطرف : السمة العامة هذه النشاطات متنوعة لكن سمتها العامة هي التطرف والسعي لدفع الوطن الى اتون من النزاعات والصراعات الدموية التي لن يكون لها قرار، وهي لا علاقة لها بالضبط والنظام والقانون واحترام حرية الآخرين، او النزوع الى بناء مجتمع ديمقراطي. على العكس، فهناك محاولات صريحة لفرض انماط من النظم والتوجهات على الرغم من ارادة الشعب، مستغلة كلمة حق وهي اننا تحت الاحتلال، لكن في جوهر هذه الاعمال اعادة انتاج دكتاتورية جديدة يعتمد القمع لكل من يدعو الى الحرية والديمقراطية. انهم يقدمون مشروعا متخلفا، سواء جرت صياغته بشكل برنامجي ام لم يجر. ان ما يجري امام اعيننا هو استمرار للنهج المغامر العبثي للنظام الصدامي، الذي لا يقرأ الوضع، بشموليته، قراءة صحيحة، وقد قاد هذا النهج البلاد الى الكارثة تلو الكارثة، وجرت التضحية بالبلاد وبالسكان الابرياء الآمنين. ولا يعني هذا اننا ندعو الى الاستسلام واليأس، على العكس فإننا ندعو الى قراءة صحيحة للوضع ولميزان القوى ولقدرات الناس في اللحظة الراهنة، لاختيار الاسلوب المناسب لإنهاء الاحتلال وإعادة بناء العراق. ما يحزننا هو المغامرة بالأبرياء لن يتغير ميزان القوى بمتفجرة هنا وبسيارة مفخخة هناك بل بالعمل المثابر الصبور بين الناس، وبتوحيد قوى الشعب والقوى الحليفة له في العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة، والاستفادة من الامم المتحدة هذا المنبر الدولي الذي لم تستطع قوى الاحتلال تجاهله واضطرت للعودة اليه، كل ذلك من اجل إنهاء الاحتلال وإعادة بناء العراق ديمقراطيا. لكن المغامرين هم، دائما، حمقى والأكثر ايذاء إنهم يهربون او يستسلمون عند المواجهة، ويتركون الأبرياء لمواجهة الكوارث. وهذا ما يحزننا نحن الشيوعيين، حقا. واذا كنا ندين المخربين عن عمد والارهابيين الذين يملكون برنامجا سياسيا معاديا للتقدم، فانا لا اخلط بينهم وبين آخرين يقومون، هم الآخرون بأعمال ضد قوات الاحتلال، كرد فعل، اما لقتل ابنائهم واقربائهم او امتعاضا من سلوك غير طبيعي للقوات الامريكية. يجب التمييز بين هؤلاء واؤلئك، لكن استخدام القوة المفرطة لا يميز بين الابرياء والمجرمين وغالبا ما يطال جمهرة كبيرة من الابرياء.
* انه امر ملفت حقا كيف انتقلت قوات الاحتلال من التساهل مع قوى الردة والظلام الى استخدام القسوة المفرطة. لكن هل اتيح لمجلس الحكم، في البداية، ان يلعب دورا في وقف تدهور الامور؟
اتفاق 15 تشرين الثاني: انعطاف سياسي
ـ: كانت الامور تسير بوتيرة لا اقول انها طبيعية لكنها لم تكن متفجرة، كما هو حاصل الآن. لكنه حدث انعطاف سياسي، لقد اصبحنا امام مفترق طرق مع تلك القوى التي لا ترغب في الاستقرار والامن وتعمل من اجل سيادة الفوضى لاعادة انتاج الدكتاتورية والاستبداد. ذلك انه حينما جرى في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الاتفاق على نقل السلطة وبدأت الخطى حثيثة لترجمة هذا الاتفاق والتقدم نحو صياغة قانون ادارة الدولة الذي سيضبط حركة البلد ومسيرته خلال السنتين القادمتين. في هذه اللحظة توضحت المواقع والخنادق. مسؤولية مجلس الحكم كانت كبيرة في ادارة الازمة وفي توفير المناخ المناسب لاقناع المجتمع بانه على الطريق الصحيح لتحقيق انعطافة سياسية ينجم عنها نقل السلطة، انهاء الاحتلال واستعادة السيادة وفسح الطريق، واسعا، امام بناء المؤسسات الديمقراطية في البلد عموما. هذا التطور ارعب قوى معينة لا تضمر كبير احترام للديمقراطية او من انصار النظام البائد والمجرمين العتاة من بقايا اجهزته الذين انتشروا، بقدرة قادر، وتغلغلوا في كل مراكز المعارضة فهم يملكون من الامكانات ما يتيح لهم ذلك واصبحوا الخيط الرابط بين الاشكال المتنوعة من المعارضة. خطوط تصعيد أخرى اقرار قانون ادارة الدولة العراقية دفع هؤلاء الى التصعيد. استغلت النقاشات والاعتراضات والتحفظات التي جرت في مجلس الحكم، استغلت اخطاء بعض اعضاء مجلس الحكم وجرى نفخها لتتحول الى حالة تختلط فيها الاوراق ما ساعد قوى الظلام والردة على تصعيد نشاطها لدرجة بدأوا يتهيأون للاعداد لجحيم في 30 حزيران، بدلا من انهاء الاحتلال هنا تصاعدت الامور وتطورت الاستفزازات وجرت تحركات عسكرية لمجابهة الوضع، لكن نقطة ضعفها انها كانت عسكرية محض، وانها جاءت متأخرة وبدأ التصعيد المقابل. اراد مجلس الحكم وقف تدهور الامور وحل الازمة سلميا توجه الى كل الاطراف المعنية لان تعتمد الحوار والنقاش والابتعاد عن العنف والعودة الى المسيرة السلمية التي تتيح الاحتكام الى الانتخابات وصناديق الاقتراع ان تقرر صحة هذا البرنامج او ذاك. لكن من لا يؤمنون بالديمقراطية ويسعون الى اشاعة الفوضى، كذلك الذين يريدون فرض نموذجهم السياسي على البلد، بالرغم من ارادة ابنائه، لم يقبلوا بهذا الطرح، وحصل ما حصل... من ردود فعل عنيفة ذهب ضحيتها الكثير من الابرياء، فأخذ البريء بجريرة المذنب. اصرار على التصعيد تحركنا كمجلس حكم وكأحزاب على اكثر من صعيد واكثر من مستوى لتطويق الحالة وتهدئة الاوضاع.. حقنا للدماء وحماية للسكان الآمنين، لكن من لا يريد الهدوء والاستقرار ويعتبره متعارضا مع مشروعه السياسي لا يصغي لصوت العقل. ولم تتحقق، على صعيد التهدئة، نتائج ملموسة حتى الان. حتى الامس (15 الحالي) كنا نضغط كمجلس حكم على قوات الاحتلال من اجل التهدئة وفسح المجال للمساعي السلمية.
* هل لاقيتم استجابة؟
ـ نعم، كانت هناك استجابة، وذهب وفد من المجلس الى الفلوجة وهناك قوى سياسية تنشط في النجف لايجاد مخرج مناسب من هذه الحالة. والا فالصدام حاصل، وستكون النتائج كارثية على الصعيدين الانساني والسياسي. ان من يصر على دفع البلد، رغم النداءات، في طريق العنف والدماء هو الذي يتحمل مسؤولية ما يجري. هذه القضية يجب ان تكون واضحة للجميع. ان من تهمه حقا مصلحة البلد يجب ان يفرز نفسه عن عتاة المجرمين وهم عناوين معروفة، لم تعد خافية، منظمات واشخاصا. نحن نحرص كحزب، وصوتنا عال في مجلس الحكم، ان لا تتطور الامور لحد الحسم العسكري لان في ذلك اذى وخرابا للجميع.
* يبدو ان بعض الجهات المحافظة المتطرفة في الادارة الاميركية، لها، هي ايضا مصلحة في التصعيد وفي تأخير انتقال السلطة وادامة الاحتلال.
ـ: لنتحدث عن الوقائع، كما هي، من دون تبرئة او تزكية لرغبات بعض المسؤولين الامريكان وبدون تزكية للسياسات الامريكية، لقد وصلت الامور، بفعل عوامل مختلفة، ليس اقلها عمل القوى السياسية الوطنية الديمقراطية، الاسلامية العراقية داخل مجلس الحكم وخارجه، وارادة الشعب العراقي، وتدخل المجتمع الدولي، ومشاكل السياسة الامريكية داخل امريكا وخارجها...الخ لقد قاد كل ذلك الى اتفاقية نقل السلطة، فهل نعمل على نسف هذه الفرصة وخدمة المتطرفين في الادارة الاميركية ام نلزم الادارة الامريكية تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه وما يصرحون به؟ الامر لا علاقة له بتصديق وعود ولا الاعتماد على النوايا، بل بقراءة الواقع. وفي الواقع ان دعاة التصعيد هنا انما يقدمون خدمة مجانية للمتطرفين في الادارة الامريكية وفي الكونغرس ولبعض القوى في دول الجوار التي تسعى لعرقلة انتقال السلطة. ان موعد 30 حزيران ينبغي ان يكون تحد لجميع العراقيين من اجل مواصلة العملية الرامية لانهاء الاحتلال وبناء الدولة العراقية الديمقراطية الفيدرالية الحديثة، ان انتقال السلطة سيحيل الملف الامني الساخن الملتهب الى الايدي العراقية، وهذا ما كنا وما نزال نطالب به. وجهنا رفاقنا ومنظماتنا للمساعدة
* هل ترون انه مايزال هناك فرصة للحل السياسي السلمي للازمة الراهنة؟
ـ: تبدو الاجابة على هذا السؤال صعبة، فعناصر الشر كثيرة وسال الدم وهذا يضعف التفكير المنطقي عموما. لكن دعنا نقول انه مازال هناك مجال ورغبة في الحلول السلمية.
* رغبة لدى من؟
ـ: لدى اعضاء مجلس الحكم.
* وماذا عن الطرف الآخر؟
ـ: هناك رغبة لدى ابناء المدن، رجال الدين، شيوخ العشائر، من مثقفين..الخ. من الخطأ النظر والتعامل مع أهل الفلوجة باعتبارهم كتلة واحدة منصاعين للمتسللين او المتطرفين. على العكس هناك مواقف متباينة وعوامل مختلفة حركت الوضع، لايمكن وضع الجميع في سلة واحدة. قلوبنا تقطر دما على الابرياء انهم اهلنا، ابناء شعبنا، وقد وجهنا رفاقنا ومنظماتنا في كل المناطق المحاذية لمدينة الفلوجة ان يعملو ما باستطاعتهم للمساعدة، لاستضافة ابناء الفلوجة الهاربين من مدينتهم بسبب الصدامات، والمئات منهم هم الآن ضيوف لدى رفاقنا واصدقائنا. لكن ان لم تحث الخطى وتستعجل الامور في لجم تأثير قوى الارهاب على مسار الاحداث فستكون فرص الحل السلمي محدودة. لنعمل من اجل ان ينتصر الحل السلمي ومن اجل تفادي الحل العسكري فمن يعمل على التصعيد لاتهمه مصلحة العراق واهله. لقد سعينا في تحركنا كحزب داخل مجلس الحكم وفي اتصالاتنا مع سلطة الائتلاف الى تأكيد المبادىء التالية: اولا: اللجوء الى الوسائل السياسية السلمية قبل الاستجابة للاستفزاز. ثانيا: تحقيق الفرز بين القوى المشتبكة الان، فهناك ارهابيون لاتهمهم مصلحة البلد وهناك ردود فعل وهناك ابرياء. يجب ان نسعى للفرز ويتحقق ذلك باعطاء فرصة للحل السياسي. ثالثا: يجب، في حال الصدام، اعطاء فرصة للابرياء وللسكان الآمنين، للابتعاد عن مناطق الصدام وان تهيء لهم كل مستلزمات تجاوز الازمة من مسكن ومساعدات طبية. ليس صحيحا ان تغلق الطرق التي توصل الى المراكز الصحية او تعيق تقديم المساعدة الطبية للجرحى. كما ليس صحيحا ان يترك الناس بدون مأوى وطعام..الخ يجب اتخاذ الخطوات التي لا تعطي الفرصة للاستفزازيين للتصعيد. هناك عناصر فتنة تريد، وتفيد، من التصعيد، فلماذا تتاح لها هذه الفرصة وينطبق هذا على الاعلام المغرض المحرض على القتل والمغامرة من دون وازع من ضمير، من استوديوهات مريحة، بارواح الابرياء من ابناء وبنات شعبنا، لا يكلفهم ذلك شيئا. فيما يكلفنا نحن الدماء والحاضر والمستقبل. فلنعمل معا من اجل انتصار العقل من اجل منع الكارثة من اجل حماية الابرياء ومن اجل انهاء الاحتلال وانتصار الديمقراطية في العراق.



#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريح المكتب السياسي: حول الإحداث الأخيرة
- تفعيل دور الأمم المتحدة مهمة آنية
- شعـارات الذكرى السبعون لتأسيس الحزب
- بيان استنكار منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فنلندا
- الحزب الشيوعي العراقي يستنكر جرائم الارهابيين في كربلاء والك ...
- استنكار وتنديد من الشيوعي العراقي في استراليا
- رسالة من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الى الجبهة ال ...
- كتاب سري من مديرية امن بغداد يكشف عن اعدام 31 رفيق ورفيقة ، ...
- نحو اوسع حوار حول ”قانون ادارة الدولة العراقية-
- الجزء الثاني من الحوار مع الرفيق حميد مجيد موسى
- على طريق الشعب 8 شباط الاسود حتى لا يتكرر.. حتى لا يعود
- حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ...
- بيان استنكار وتضامن
- القرار 137 ضد حقوق ومصالح المرأة
- اعتداء غادر يستهدف أحد مقرات الحزب الشيوعي العراقي في بغداد
- القرار 137 يسلب المرأة حقوقها ويسيئ الى العلاقات الاسرية الش ...
- الرفيق حميد مجيد موسى يقدم الى مجلس الحكم رؤية الحزب للمبادئ ...
- نداء ... احتفاءً بالذكرى السبعين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراق ...
- سبيلنا الى تعزيز التآخي القومي والاخوة العربية – الكردية وال ...
- لا مكان للطائفية في عراق ما بعد صدام


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - الحزب الشيوعي العراقي - سكرتير اللجنة المركزية: لو تم التغيير بأيد وطنية لكان الامر مختلفاً