أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - لبنان يسترد المبادرة..!














المزيد.....

لبنان يسترد المبادرة..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كُتِب الكثيرُ عن نتائج الإنتخابات اللبنانية الأخيرة، كما تناولتها الفضائيات في ندوات تباينت بين الشد والجذب، فما ميز هذه الإنتخابات، هو إنشطارها بين جناحين أو شقين بل فريقين سياسيين متعارضين، ولكل وجهته الخاصة وميله المعلوم، دون وسط مناور، وإن وجد، فهو على ما يبدو، وسط محايد..!


وكما يقال عن السياسة، بأنها فن الممكنات، وحيث أن كل فريق من المتنافسين في هذه الإنتخابات، قد بذل كل ما في وسعه من إمكانات وشطارة وتاكتيكات إنتخابية ليكون له قصب السبق في إحراز التفوق الإنتخابي، وذلك بالحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين لحصد العدد الأكبر من كراسي مجلس النواب والفوز بالأغلبية، ولكن حسابات الحقل لن تتطابق دائماً مع حسابات البيدر ولأسباب عديدة، وهكذا جاءت نتائج الإنتخابات..!


إنها لعبة الديمقراطية التي ليس عليها أي غبار، فقد إنتهت اللعبة في موعدها المقرر، وأعلنت لجان التحكيم نتائج اللعبة وإشهار أسماء الفائزين وإقرار الفريق الفائز في النهاية، وبإقرار جميع الأطراف..!


الى هنا وتكون اللعبة الإنتخابية قد وصلت الى نتائجها ومبتغاها، وقد جرى كل ذلك في جو من الهدوء والأمان والديمقراطية، بعيداً عن الصخب والإستفزاز؛ ومن خلال روح الإبتهاج والأفراح الشعبية، أظهر الفريقان المتنافسان، روحاً من الشعور بالمسؤولية وإحترام الآخر، والتمسك بمستلزمات روح الديمقراطية، ليثبت الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته، أنه نفسه ذلك الشعب العريق بمثله وتقاليده الديمقراطية، وليؤكد حقيقة كونه نفس الشعب الذي كان دائماً سباقاً في تنوره ومستويات وعيه العالي، وباعه الطويل في مسالك الثقافة ودروب الحضارة، ليثبت بحق وجدارة، أنه جدير بأن يكون جسراً منيراً للعلم والمعرفة بين الشرق العربي والعالم المتحضر، حيثما كان..!


ذاك هو الجانب المرئي من اللعبة السياسية الإنتخابية، وإن بدى زاهياً وإيجابياً، مثلما وصفه وتعاطى معه العديد من السياسيين اللبنانيين والمعلقين السياسيين، ولكنه وحده في التقدير المتأني، لا يعطي صورة متكاملة ونهائية عن الواقع السياسي الحقيقي وعن طبيعة التوازنات في الساحة السياسية اللبنانية؛ فإن إلتزام كافة الأطراف اللبنانية بقيود ومشترطات العملية الإنتخابية، وإن عكس ظاهرياً، حالة من الإستقرار الإجتماعي والسياسي، إلا أن قراءة حقيقة الأوضاع السياسية في البلاد وإمتدادات جذورها في عمق الواقع الإجتماعي اللبناني، وطبيعة هيكلية مكوناته الطائفية، وحالة الصراع بين هذه المكونات، المتأجج جمرها تحت رماد المظاهر الديمقراطية للعملية الإنتخابية، وما تخفيه أحداث التأريخ القريب ومنها أحداث مايس/2008 ، كل ذلك يدفع بالمراقب الى الترقب الحذر عما ستؤول اليه تداعيات النتائج الإنتخابية البرلمانية، بما جاءت به من توقعات غير محسوبة لكلا الفريقين المتنافسين، حيث رجحت كفة أحدهما بشكل يتيح له ، وطبقاً للأغلبية الديمقراطية، التحكم في طرق ونهج وإسلوب السياسة الداخلية والخارجية للبلاد، في نفس الوقت الذي يضع فيه على عاتقه، مسؤولية الإلتزام بالتقيد وتنفيذ ومراعاة كافة التعهدات التي أخذها لبنان على نفسه كدولة، صوب المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ومنها بالذات قرار مجلس الأمن المرقم/1701 المتعلق بإيقاف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقراره المرقم/1757، الخاص بالمحكمة الدولية..!


أما ما ترتب على تلك النتائج الإنتخابية بالنسبة للفريق الثاني، ومن زاوية النظر للأمور من خلال طبيعة الخلافات بين الفريقين، وأسباب الصراع، وهي التي تنحصر بالذات بإشكالية القرارين المذكورين في أعلاه على وجه الخصوص، فأنها تضع أمام هذا الفريق، وطبقاً لنتائج الإنتخابات، مهمة النظر للأمور بواقعية موضوعية، والتي تتأكد واقعياً من خلال إعلان الفريق المذكور تمسكه بنتائج الإنتخابات، وإعترافه على لسان قيادة الفريق بصحتها..!


أن هذا الفريق مدعو الى الأخذ بعين الإعتبار إنعكاسات نتائج تلك الإنتخابات على الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية، ومن هذا المنظار، لا تغدو السياسة مجرد فن للممكنات، بقدر ما هي دروس وعبر للأحزاب وللسياسيين؛ ولقد أثبت الشعب اللبناني من خلال تلك الإنتخابات بأنه شعب ميال للسلم والتوحد والديمقراطية، أكثر مما هو منقاد الى التشرذم والتناحر، رغم تحكم قواعد النظام الطائفي في تقسيم مكوناته الإجتماعية..!


ولعل ذلك من أبلغ الدروس التي يمكن أن يستخلصها المرء من النتائج التي تمخضت عنها الإنتخابات الأخيرة؛ ومن هنا يمكن القول، بأن تلك النتائج قد رسمت عملياً، الطريق أمام لبنان وكل قواه السياسية للبحث وراء الحلول الوطنية، ونبذ كل مؤثرات التدخلات الأجنبية والإقليمية، للتوحد وراء سياسة لبنانية وطنية موحدة، تفتح الطريق أمام لبنان لتحرير أراضيه المحتلة، وبناء دولته الحرة الديمقراطية الموحدة..!


فهل حقاً ستنهل القوى السياسية اللبنانية على مختلف مشاربها والوانها، العبر والدروس من حقيقة ما آلت اليه العملية الإنتخابية الفريدة في مسارها في ظل ظروف لبنان الحالية، وهل سيدفع ذلك الى تصاعد مناسيب التفاؤل؛ بأن لبنان سيجد طريقه لينعم بالهدوء والتوحد، وبناء إقتصاده المستقل وسيادة القانون، إنه الأمل الذي ينتظره كل اللبنانيين ومن ورائهم الشعوب العربية وكل الخيرين..!






#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية والأدب الساخر..!
- بين الإستذكار والإِعتبار..!
- المرأة العراقية في يوم المرأة العالمي..!
- العراق: آفاق زيارة رفسنجاني..!
- التميمي..قد مر عام..!؟*
- محمود درويش.. إنها غزة..!
- صورة الإنتخابات..!
- غزة وإشكالية الإنتصار..!؟
- أهمية الإنتخابات..!
- اللعب على حبال غزة..!؟
- القرار 1860 والموقف الإسرائيلي..!
- غزة والطريق الى الحل..!
- يعترفون بالمجزرة ويعاقبون ضحاياها..!؟
- أوقفوا العدوان على غزة..!؟
- غزة تقطر دماً..!
- العراق: الإتفاقية الأمنية والبدائل..!
- العراق: ملاحظات سريعة حول الإتفاقية الأمنية..!
- ومع ذلك فهي تدور..!
- الإتفاقية الأمنية والمأزق المزدوج..!
- -البداوة - وسرقة التراث..!


المزيد.....




- صانعة المحتوى بيوتي يومي تتزوج في إيطاليا.. ماذا كشف بسام فت ...
- تقرير: بريطانيا تستعين بشركة أمريكية لتنفيذ طلعات تجسس فوق غ ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- الجزائر ترد على باريس وتلوح بـ-نقض- الاتفاق حول إعفاء حاملي ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- فرنسا تواجه أكبر حريق منذ 1949.. دمار هائل في كوربيير وإجلاء ...
- قرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة يثير قلقا دوليا وحماس تعت ...
- رئيس الكونغو الديمقراطية يعيّن شخصيتين معارضتين في الحكومة ا ...
- تنديد دولي بخطة إسرائيلية لاحتلال غزة
- نيويورك تايمز: هكذا سقطت جماعة مؤيدة لفلسطين ضحية قانون بريط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - لبنان يسترد المبادرة..!