أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - اللعب على حبال غزة..!؟















المزيد.....

اللعب على حبال غزة..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالي السابق والموسوم (غزة والطريق الى الحل)(*)، كنت قد حددت ثلاث محاور أساسية للتحرك من خلالها من أجل التوصل الى صيغة مناسبة للخروج من المأزق السياسي والدرامي الذي وضعت فيه القضية الفلسطينية، سواء من قبل أعداء القضية أو من قبل أبنائها أنفسهم، من السياسيين الفلسطينيين..!

وقد كانت الأرضية التي أنطلقت منها في تحديد سبل الحل المطلوب ومحاوره، تتحدد في الحالة التراجيدية المأساوية التي يعيشها شعب غزة الصابر، مؤكداً بالأساس عل أهمية التفكير؛ بأن شعب غزة هو اليوم من يحتاج الى الحماية، وما يؤكد ذلك ما وصل اليه سوء الحال الآن بعد أن بلغ عدد الضحايا من الشهداء أرقاماً كارثية لا يمكن لأي إنسان مهما بلغ من برودة الدم أن يتحملها، حتى لو سارت في عروقه دماء (بليتسي ليفني) وزيرة خارجية إدارة الحرب الإسرائيلية..!


لقد كتبت منتقداً ولا زلت، تلك الكتابات التي حاولت ولم تزل تحاول، الشماتة وتوجيه الأنظار فقط الى حركة حماس بإعتبارها تتحمل مسؤولية ما يقع في غزة من مجزرة ضد الإنسانية، صارفة تلك الأنظار عن حقيقة تحمل إسرائيل مسؤوليتها الكاملة عن هذه المجزرة وبسبق إصرار وتعمد، ومع ذلك فإن حماس لا يمكن أن تكون في منجى من أخطائها التكتيكية والسياسية، ونظرتها العدمية للإنسانية، ولا يمكن أن تفسر تلك الأخطاء وتلك العدمية لصالحها، رغم تأطيرها بالشعارات التعبوية والحماسية، أو منحها مسحة دينية قدسية..!؟


فما يتعرض له شعب غزة اليوم من مجازر دموية بيد الآلة العسكرية الإسرائيلية المجنونة، لم يكن مجرد "أذى جسدي" على حد قول السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إنه الشعب من يقدم كل هذه التضحيات، وليس عبثاً أن قدمت العديد من الشعوب التضحيات من أجل التحرير من العبودية والإحتلال، ولكن كان لمثل هذه الشعوب دورها في تحديد الوقت والعدة والإستعداد عند خوضها غمار تلك المجابهة ضد أعدائها، كما ولها حساباتها الدقيقة في تحديد اللحظة المناسبة لكل ذلك، وفي مقدمتها وحدة الصف الوطني..!


لا أظن ان قادة حماس لا يدركون طبيعة الظروف التي يمر بها شعب غزة اليوم، وفي مقدمتها حالة الحصار التي تفرضها العسكرية الإسرائيلية، كما لا أظنهم لا يدركون بأن من فرض هذه الحرب البربرية على شعب غزة هي نفسها سلطة المحتل، وهي سلفاً من حددت متى وأين وكيف ستنفذها، وهم يدركون بأن الهدف الحقيقي وراء الموقف الإسرائيلي من هذه الإبادة البشرية لا ينحصر في إنهاء دور حماس كما يروج له حسب، بل يتعداه ليشمل القضية الفلسطينية نفسها، ولينتهي الى منع قيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية الموحدة، وإن كان هناك من حل لدى إسرائيل لهذه القضية، فهو لا يعدو عن كونه تفتيت لوحدة الشعب الفلسطيني، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وشرذمة الشعب الفلسطيني هناك في كانتونات متفرقة تحت الإدارة الإسرائيلية، وغيرها من السيناريوهات التي تتحدث عن ضم قطاع غزة الى الإدارة المصرية، وتصفية القضية الفلسطينية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، فهل ستكون الأولوية في تفكير السياسيين الى ذلك..؟؟!


ما يؤلم في الأمر، ومع تصاعد وتيرة أعداد الضحايا من الشهداء الفلسطينيين وتضخم أعداد المصابين، فأن ما يعتبر إلتزاماً على أي فصيل سياسي فلسطيني، وفي ظل ظروف العدوان التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، هو ما يقدمه هذا الفصيل من أجل هذا الشعب، وهو في أقل الدرجات، موقف التوحد ولم الشمل، والتعاون المشترك بين جميع أبناء الوطن الواحد والوصول الى وحدة القرار الفلسطيني، ولكن ما يراه المرء وعلى العكس من ذلك، وكأن الأخوة في قيادة حركة حماس، قد عزموا أمرهم، وإستُدرجوا الى موقف العزلة من خلال التمسك، بما رسمته بعض الأوساط العربية والإقليمية، من حالة التفرق والشرذمة لوحدة الصف الوطني العربي والفلسطيني، والإنقياد وراء أجندات أجنبية لم تُظهر ذلك الحرص المطلوب، ولم تقدم أقل ما يمكن أن تقدمه من موقف المؤازرة والمعاضدة الحقيقيين الى الشعب الفلسطيني في محنته الراهنة..!؟ وإلا ما معنى تجميد العلاقات القطرية الإسرائيلية والموريتانية الإسرائيلية القائمة "مؤقتاً"، مع علم الجميع بأن قطر هي من بح صوته لعقد مؤتمر للقمة في الدوحة يوم 16/1/09 ، أم أنه حقاً وكما يقال؛ " تمخض الجمل فولد فأرا"..!!؟


فأي مقاومة تتحدث عنها قيادة حركة حماس لا تأخذ بعين الإعتبار كل ذلك، إنما يضع مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية في موقع لا تحسد عليه من الضعف والإنعزال. أما التشبث بعامل الفرقة الحاصل في الوسط العربي، من قبل حركة حماس، ومحاولة المراهنة عليه في خططها المستقبلية، وبالذات في نطاق محور قطاع غزة، فهو الآخر يفقدها قرارها الفلسطيني المستقل، ويضعه نهباً بين المصالح المتباينة للآخرين، خاصة وإن حماس قد لمست موضوعياً ما تعنيه حالة الإنشقاق وسياسة المحاور في الوسط العربي ومقدار ما يمكن أن يقدمه ذلك من أجل القضية الفلسطينية، وليس بعيداً ما إنتهى اليه مؤتمر قمة الدوحة الطاريء الذي لم يقدم جديداً في هذا الإطار..!


لقد حضرت القيادة الإيرانية ممثلة برئيس الجمهورية أحمدي نجاد الى مؤتمر قمة الدوحة فما تراها قدمت تلك القيادة أكثر مما قدمه البلاغ الختامي لذلك الإجتماع، وكم فاد قادة حركة حماس حضورهم منفردين الى الإجتماع في غياب السلطة الشرعية الوطنية..؟ وهل كان الأمر ضرورياً لدرجة سحب إجندات الصراع العربي الإيراني الى قمة عربية كان هدفها المعلن نصرة الشعب الفلسطيني، إن لم يكن في ذلك تعبير عن تعميق شقة الخلاف الفلسطيني على خلفية تلك الصراعات..؟


يحدونا الأمل أن يتمكن مؤتمر القمة العربية المنعقد في الكويت، تدارك ما آلت اليه حالة التمزق في الصف العربي التي هيمنت على المناخ العربي منذ وقت ليس بالقصير، وأن بتخذ من القرارات الواقعية ما تساعد على رأب الصدع في البيت العربي والفلسطيني، لتداخلهما من حيث الأسباب والنتائج، مع الأمل أن تدرك الفصائل الفلسطينية جمعاء حقيقة الأمر، وأن تتفهم ما تسفر عنه من نتائج مأساوية، سياسة اللعب على حبال غزة التي تنتهجها بعض الأوساط القريبة والبعيدة ذات الأجندات الخاصة، وتداعياتها الكارثية على مصالح الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية، فإسرائيل وحدها المستفيد من كل ذلك، وما حدث ويحدث في غزة إلا البرهان على ذلك، والدرس الذي ينبغي أن يستوعبه الجميع، عندما تفتقد الوحدة الوطنية..!
_____________________________________________________
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=158914









#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1860 والموقف الإسرائيلي..!
- غزة والطريق الى الحل..!
- يعترفون بالمجزرة ويعاقبون ضحاياها..!؟
- أوقفوا العدوان على غزة..!؟
- غزة تقطر دماً..!
- العراق: الإتفاقية الأمنية والبدائل..!
- العراق: ملاحظات سريعة حول الإتفاقية الأمنية..!
- ومع ذلك فهي تدور..!
- الإتفاقية الأمنية والمأزق المزدوج..!
- -البداوة - وسرقة التراث..!
- العراق: توافق الكبار هدر لحقوق الصغار..!؟
- الديمقراطية التوافقية- والدستور..!؟ 2-2
- الإغتيال السياسي: من المقصود..؟!
- صدى العراق
- ثورة الرابع عشر من تموز/1958..! اليوبيل الذهبي
- فريدمان: -صديق- العراقين..!!؟
- الإتفاقية الأمريكية – العراقية..!* -بين التنويم الإيحائي وال ...
- الإتفاقية الأمريكية – العراقية: بين الرفض والقبول..!2-2
- الإتفاقية الأمريكية - العراقية في الميزان..!؟
- شهداء أحياء..!(*)


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - اللعب على حبال غزة..!؟