أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - باقر الفضلي - ومع ذلك فهي تدور..!















المزيد.....

ومع ذلك فهي تدور..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:07
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


(( صودرت أفكار العالم الإيطالي غاليلو غاليلي ،
وأُستدعيَ للمحاكمة، وأمام مجمع الكرادلة حكموا باعدامه وإعدام مؤلفاته ،
ولكن نظراً لكبر سنه، واعتلال صحته، وإعلانه لتوبته،
اكتفت المحكمة بسجنه في ديوان التفتيش طول عمره ،
بعد أن يشجب أمام الجمهور وجهة نظره وهي أن الأرض تدور حول الشمس...
وقد قام العالم البالغ من العمر 69 عاماً بهذا التصريح أمام الجمهور ،
ثم خرج من المحكمة وهو يقول كلمته المعروفة : (ومع ذلك فهي تدور ) ،
وظل سجيناً في مدينة أركتيري الى ان توفي عام 1642م.))
فاجئتنا الصحافة المحلية والعالمية ووكالات الأنباء والفضائيات ليوم أمس وهي تزف بشرى التصديق الرمزي على مشروع الإتفاقية الأمنية الأمريكية العراقية من قبل السيد هوشيار زيباري والسفير الأمريكي كروكر، بعد أن صادق عليها مجلس الوزراء يوم أمس بأغلبية 27 وزيراً وإمتناع إحد الوزراء..!(1)

لا جديد في الأمر فكل شيء متوقع في عالم العراق الجديد، وإن كان من قبيل الإستغراب أن يتسابق أو يسبق السيد الزيباري مجلس النواب العراقي، في إسبقية وضع توقيعه على ورقة الإتفاقية لتسجل بإسمه هذه اللفتة أو المبادرة التأريخية في تأريخ العراق الحديث بإعتبارها الثمرة الفريدة التي أنضجتها خمس عجاف من مآسي الشعب العراقي، وقد حان قطافها، وليس أحق بهذا القطاف غير السيد وزير خارجيتنا طال بقاؤه..!!؟

جاء في نصوص اتفاقية فينا لقانون المعاهدات لعام 1969 والنافذة المفعول منذ 27/1/1980 ما يلي:

المادة 7: وثيقة التفويض الكامل
1- يعتبر الشخص ممثلاً للدولة من أجل اعتماد نص المعاهدة أو توثيقه، أو من أجل التعبير عن رضا الالتزام بالمعاهدة في إحدى الحالتين التاليتين:
(أ) إذا أبرز وثيقة التفويض الكامل المناسبة؛ أو
(ب) إذا بدا من تعامل الدول المعنية أو من ظروف أخرى أن نيتها انصرفت إلى اعتبار ذلك الشخص ممثلاً للدولة من أجل هذا الغرض وممنوحا تفويض كامل.
2- يعتبر الأشخاص التالون ممثلين لدولهم بحكم وظائفهم، ودون حاجة إلى إبراز وثيقة التفويض الكامل:
(أ) رؤساء الدول، ورؤساء الحكومات، ووزراء الخارجية، من أجل القيام بجميع الأعمال المتعلقة بعقد المعاهدة؛
(ب) رؤساء البعثات الدبلوماسية من اجل اعتماد نص المعاهدة بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمدين لديها؛
(ج) الممثلون المعتمدون من قبل الدول لدى مؤتمر دولي أو لدى منظمة دولية أو إحدى هيآتها وذلك من أجل اعتماد نص المعاهدة في ذلك المؤتمر أو المنظمة أو الهيئة.
المادة 12: التعبير عن الرضا بالالتزام بالمعاهدة بتوقيعها
1- تعبر الدولة عن رضاها الالتزام بالمعاهدة بتوقيعها من قبل ممثلها في إحدى الحالات الآتية:
(أ) إذا نصت المعاهدة على أن يكون للتوقيع هذا الأثر؛ أو
(ب) إذا ثبت بطريقة أخرى أن الدول المتفاوضة كانت قد اتفقت على أن يكون للتوقيع هذا الأثر؛ أو
(ج) إذا بدت نية الدولة المعينة في إعطاء التوقيع هذا الأثر من وثيقة التفويض الكامل الصادرة لممثلها أو عبرت الدولة عن مثل هذه النية أثناء المفاوضات.
2- لأغراض الفقرة الأولى:
(أ) يشكل التوقيع بالأحرف الأولى على نص المعاهدة توقيعاً على المعاهدة إذا ثبت أن الدول المتفاوضة قد اتفقت على ذلك؛
(ب) يشكل التوقيع بشرط الرجوع إلى الحكومة من قبل ممثل الدولة توقيعاً كاملاً على المعاهدة إذا أجازت دولته ذلك.
ولست هنا في وارد الدخول في تفاصيل نصوص إتفاقية فينا الدولية لقانون المعاهدات/1969 فبإمكان من يرغب الزياد في البحث العودة الى الرابط أدناه، (2) ولكن ما يثير فضول التساؤل، هو إحتفالية التوقيع "الرمزي" بين الوزير والسفير، في وقت لم يصل فيه ملف الإتفاقية المنشودة بعد الى أبواب مجلس النواب..؟!
وحيث، وطبقاً لنصوص إتفاقية فينا المادة /12- 2 أعلاه ، لا ندري إن كان الهدف من إسراع السيد وزير الخارجية بالتوقيع بالأحرف الأولى على مشروع الإتفاقية الأمنية، كان يراد منه الإيحاء للنواب وللعراقيين ؛ بأن الإتفاقية قد تم التصديق عليها سلفاً، وأن على النواب أن لا يُتعبوا أنفسهم، وخلال أربعة أيام، من التدقيق والمناقشة أو تفسيرغوامض ومتاهات الإتفاقية، أو البحث في حقيقة التغييرات التي أدخلها الجانب الأمريكي" إستجابة " لطلب السيد المالكي، ومدى حقيقتها وتجاوبها مع المصلحة العراقية..؟!
ولعل التهليل والتطبيل وتبادل التهاني الذي أعقب مصادقة مجلس الوزراء يوم 16/11/08 من قبل الكثير من "العقلاء" ، على حد تعبير أحد الكتاب وهو منهم، ممن كتبت الإتفاقية من أجلهم، يصب هو الآخر في نفس الإتجاه..؟!
وكي لا يذهب المرء بعيداً في الخوض في بنود مسودة الإتفاقية الأمنية بصيغتها الأخيرة ، نكتفي بالإشارة الى مدلولات النص أدناه الوارد في المسودة والذي يقول:
[[وتنص المسودة على إنهاء العمل يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 2008 بالولاية والتفويض الممنوحين للقوات متعددة الجنسية بمقتضى الفصل السابع المتضمن في قرار مجلس الأمن الدولي (حيث) ينبغي أن يسترد العراق مكانته القانونية والدولية التي كان يتمتع بها قبل تبني قرار مجلس الأمن الدولي رقم 661 (1990)، ويؤكدان كذلك على أن الولايات المتحدة سوف تبذل أفضل جهودها لمساعدة العراق على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك بحلول يوم 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2008.]] (3)

والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا هو؛ ألا يعني العمل على إسترداد العراق لمكانته القانونية والدولية الذي تشير اليه المسودة، بأنه إقرار من قبل طرفي الإتفاقية بشائبة نقص الآهلية التي تشوب سيادة الدولة العراقية بسبب من تواجد قوات أجنبية على أرض العراق، وكدولة طرف في الإتفاقية المزمع إقرارها في مجلس النواب قريباً جداً، و بهذا الشكل المستعجل؛ ألا يمثل ذلك إخلالاً بالإجماع الوطني في تقرير قضية سيادية ومصيرية بهذا المستوى، حيث واجه إقرار الحكومة العراقية المستعجل لمسودة مشروع الإتفاقية الأمنية بصيغته الأمريكية الأخيرة وتوقيع السيد وزير الخارجية بالحروف الأولى على مشروع الإتفاقية قبل طرحها على مجلس النواب والكتل السياسية، موقفاً متحفظاً على الإقرار المذكور من قبل هذه الكتل ، (4) (5) مما خلق بلبلة في الأوساط الشعبية، كما وإنه يشكل تعارضاً مع بنود إتفاقية فينا لقانون المعاهدات لعام/1969 التي إعتبرت آهلية الدول، أحد أركان أية معاهدة يمكن توافقها مع أحكام إتفاقية فينا الدولية/ المادة السادسة..
الفصل الأول: عقد المعاهدات
المادة 6: أهلية الدول لعقد المعاهدات
لكل دولة أهلية لعقد المعاهدات
لقد بذلت الإدارة الأمريكية الحالية، جهداً خارقاً من أجل أن تتوصل قبل نهاية هذا العام، الى إبرام الإتفاقية الأمنية مع الحكومة العراقية، ومن أجل ذلك سلكت مختلف الطرق والوسائل التي تسمح لها بالوصول الى هذه النتيجة، سواء من خلال الترغيب أوالترهيب، وقد تحقق لها ذلك أخيراً في خطواته الأولى، وهي غير آبهة بما ستكون عليه بنود الإتفاقية المذكورة مستقبلا، بل ودون تردد ولما بعد يجف حبر توقيع السيد الزيباري والسيد كروكر، بالحروف الأولى على الإتفاقية الموعودة، حتى فاجئنا الأميرال مايكل مولن رئيس أركان الجيوش الأمريكية، [[ خلال مؤتمر صحافي الاثنين ان الانسحاب الاميركي من العراق المقرر عام 2011 بحسب مشروع الاتفاق بين بغداد وواشنطن سيكون مرتبطا بالوضع على الارض.]] (6)
وبعيداً عن أي تعليق، أود أن أشير الى أن أية محاولات لإضفاء شرعية على وجود القوات الأمريكية بعد الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول / 2008 ، لا يغير من أمر كونها قوات إحتلالية في نظر العراقيين، ولا يدرك هذه الحقيقة إلا العراقيون أنفسهم والعقلاء من أمثال (غاليلو غاليلي) وليس " العقلاء" من الذين كتبت من إجلهم الإتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية..!!؟



(1) http://www.alcauther.com/html/modules.php?name=News&file=article&sid=6470

(2) http://www.ashrfmshrf.com/wp/?p=208
(3) http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/10/20/iraq.us/index.html
(4) http://www.baghdad-news.com/
(5) http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20081118-57764.html
(6) http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20081118-57764.html



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتفاقية الأمنية والمأزق المزدوج..!
- -البداوة - وسرقة التراث..!
- العراق: توافق الكبار هدر لحقوق الصغار..!؟
- الديمقراطية التوافقية- والدستور..!؟ 2-2
- الإغتيال السياسي: من المقصود..؟!
- صدى العراق
- ثورة الرابع عشر من تموز/1958..! اليوبيل الذهبي
- فريدمان: -صديق- العراقين..!!؟
- الإتفاقية الأمريكية – العراقية..!* -بين التنويم الإيحائي وال ...
- الإتفاقية الأمريكية – العراقية: بين الرفض والقبول..!2-2
- الإتفاقية الأمريكية - العراقية في الميزان..!؟
- شهداء أحياء..!(*)
- العراق: الإنتخابات والحرية الدينية..!؟
- -الدولة ذات الرأسين-..!!؟(*)
- لبنان ينتخب السلام..!
- -الهدية المرتقبة-..!
- فلسطين في الذكرى الستين للنكبة..!*
- لبنان
- لبنان: منطق العقل أم منطق القتل..؟!
- يا بصرة الطيب...!*


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - باقر الفضلي - ومع ذلك فهي تدور..!