أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر الفضلي - محمود درويش.. إنها غزة..!














المزيد.....

محمود درويش.. إنها غزة..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 2562 - 2009 / 2 / 19 - 08:16
المحور: الادب والفن
    


"الذي ما له وطن

ما له في الثرى ضريح"
محمود درويش


كان يصارع مبضع الجَراح.. من أجل أن تكتمل البقية..
كان يعلم الطريق.. يعلم أن الرسالة لم تكتمل..
أن أرض الوطن تطلبه للقدوم..

المشوار قد أزفت لحظته.. القادمون يحملون سلال الورد..
جنته تحتفي بالقدوم.. كلماته تصدح بالوداع..
تنبض بالحياة.. تحمل إسم درويش؛

لافتات مطرزة.. موشومة بـأكف الأطفال..
مسقية بدموع الأمهات..إنها تسلك نفس الطريق..
فمن له وطن، له في "الثرى" ضريح..
هو الآن.. ينعم في الدفء حيث الوطن..

***

تلاقت نياطُ القلوبِ على موعدٍ،
لترسم للقادمين الطريق..
لتحكي لهم قصةَ الملتقى:

هو العشقُ؛ أولُه في الوداع،
وآخرُه في حَنايا الوطنْ..

***

وها هو يدخل كالفاتحين؛
تَمُدُ له أذرعةً من حنان،
وتركعُ ساجدةً في فسيح الجِنان..
تصلي له الركعتين؛
لقد عُدتَ يا أملي،
عُدتَ من غيبة الحالمين..
فقد كنتَ أقوى من الموت،
ومَنْ يحتضرْ كان ذاك الزَمنْ..

***
تعالَ فصدريْ،
أنيسُكَ بعد الغيابْ..
لتلْهُمني كيف يشدو العذابْ..
وكيف تصوغُ الدموعُ الشَجنْ..
***
لقد سرقوا كلَ حزني القديم..
ولمْ يبق لي،
غيرُ نبضِ الوَجعْ..
يُسائلني فيكَ، صوتُ الرجوعْ؛
أنيسُُ بحلمكَ أم مُرتَهنْ..؟

***
لقد ضاقَ دونيَّ صبرُ الرجالِ،
وليس الى العقدِ مِنْ عاقدٍ..
وصار شبيهَ المُحالِ،
نشيدُ المرؤةِ عندَ المِحَنْ..

***
تعالَ فنزْلُك بين الضلوعِ..
نجاذبُ من أمسِنا المُستباح،
بقايا شضاياً من خفايا الهجوعِ..
لنستل منها جِراحَ الوَطنْ..

***
تعالَ لنُشْرِكَ هَمْسَ القلوبِ؛
دواوينَ شعرٍ الى المُرتجى..
لننْسُج منها نشيدَ الحياة..
ليستكمل القادمون المَدى..
لتُبْعِدَ عنها العيونُ،
بقايا الوَسَنْ...

***
‏الاربعاء‏، 13‏ آب‏، 2008

***

وها أنتَ...

أَتيتَ وها أَنتَ بينَ الصفوفْ،
وبينَ الصفوفِ يَذوبُ النَدى..
فَهَلْ لكَ في غَزةٍ ما تَراه،
وهلْ لكَ في غَزةٍ ما بَدى..!؟
أجبْني، غنيُُ قَليلَ الكَلامِ،
وليسَ مُحالاً، رَنينُ الفِدى..
لقد غَصَ في خانِقَيَّ النَشيجُ،
فهل يَسمعُ الصَوتَ غيرُ الصَدى..
أراهِنُ أَنكَ أَنْتَ المُجيبُ،
وذاكَ الذي نِعْمَ مَنْ يُنْشَدا..

***

لقَدْ دَفَنَ القَبرُ مِنا الألوف،
وأسْرَفَ في الدَفنِ حتى المَدى..
وضاقتْ بنا الأَرضُ في وسْعِها،
وفي جَوفِها، ضاقَ فينا الرَدى..
يَخرُ لنا كل لَحظٍ شَهيدُُ،
وفي كلِ لَحظٍ،
نَرى مَولِدا..
أناجيكَ يا سيدي فالجِراحُ
تَنادتْ، الى وَصلِها مَوْرِدا..
فلا هيَ لليومِ إذ تَبتَغيه،
ويأسى لها السَيْفُ إذْ يُغْمَدا..!؟

***

تَمرُ علينا سَحابُ الدُخانِ،
فتَصْهَرُ مِنْ حَرثِنا مَوقِدا..
ومن فَوقِنا تَصْهلُ الصافناتُ،(*)
إذا أبْرَقَ العَصفُ أو أرْعَدا..
تَدِكُ لنا عالياتِ البروجِ،
وتَحْرِقُ في الأرضِ ما يُحْصَدا..
فتَنفرُ في المَهْدِ أطْفالُنا،
عَصافير مِنْ فَزعةٍ تُخْمَدا..
ومِنْ لَعنةِ الشَرِ حَقْدُ النُفوسِ
ونَحْرُ الطفولةِ في المَسْجِدا..


***

"أخي جاوَزَ" الظُلمُ أَطْنابَهُ
وأشْقى على القَومِ جُرْمُ العِدا..
دروب المَنايا وبئسَ الدروبِ..
ودربُ الحَقيقةِ لَنْ يُوصَدا
فأنْطِقْ بصَمْتِك صَوتَ اليَقينِ
وأَنْهِِضْ بقَولِِكَ مَنْ أُرقِدا
بغزةَ طاشَتْ حلومُ الرِجالِ
وضاعَتْ هَباءً وأَمْسَتْ صَدى
تَمادتْ بها ماحِقاتُ الحتوفِ
وأدمى لها الليلُ ما وُحِّدا

***

وزاغَتْ بَعيداً عُيونُ الرِجالِ
فَعْنَّ لها الزَوغُ أَنْ تَرْمَدا
ودَقْتْ لَهمْ شانئاتُ الزَمانِ
عُروقاً مِنَ البُغْضِ والمُعتدى
ليسْلَمَ كلُُُُ ُ الى ما انتهى
وكلُُ ُ نَوى حَيثُ لَنْ يَسْجُدا
أَضاعوا عِناداً مَنارَ الطَريقِ
فهبوا فلولاً بلا مُحْتَدَى
أيا حَسْرةً أَنْ يَطولَ الفِراقُ
وينأى عنْ العينِ مَنْ يَعْضُدا

***

فَمَنْ كان يَبْغي سَبيلَ النَجاةِ
فَخيرُ المُروءةِ ما يُقتَدى
ومَنْ تَصْطَفيهِ قُيودُ الحياةِ
نبياً بها كانَ أو مُرْشِدا
فنِعْمَ الحَياةُ على شَظْفِها
وبِئسَ الحَياةُ على مَرْغدا
فنادي الى السلمِ في غَزةٍ
فَعْهدُ الأخوةِ ما يُحْمَدا
وأكْشِفْ عن القَلْبِ طَياتهِ
نَقاءَ الطفولةِ والسؤدَدا

***

وبارِكْ أخاً لكَ في مقلَتَيك
فَنارُ الطَريقِ وشَمْسُ الهُدى
فإن وَسْوَسَ النَفْسَ شَيطانُها
فَموتُ النُفوسِ هوَ المُبتَدى
وأَََرْخي عِنانَكَ من شَدِّهِ
فجَمعُ الأُخوةِ لَنْ يُفْرِدا
وطاوِعْ أخاً لكَ في قُرْبِهِ
عَضيداً إذا شِئتَ أو مُرفِدا
فلا عُمْرُها دامتْ الشائِناتُ
ولا عُمْرُها قَرَبَتْ مُبْعِدا

***

تَدورُ علينا صُروفُ الزَمانِ،
ويَندى لنا الأَمْسُ والمُغْتَدى..
مِنَ الطِيبِ يَزهو لنا قادِمُُ،
بزهرِ المَحَبةِ ما يُسْعِدا..
ويَملأُ فينا رَبيعُ الحَياةِ،
أَساريرَ نَفْسٍٍ أَبَتْ مَقْعَدا..
قناديلُنا لمْ تَزلْ مُسْرَجاتُُُ ُ،
مَصابيح للظُلمِ إذ تُوقَدا..
نَهَلْنا مِنَ الأَمْسِ طَعْمَ الشَقاءِ،
وآنَ لنا اليومَ أنْ نَصْمُدا..
تَحارُ لنا غفلةُُ ُ في الطريقِ
فتدْنو المَسافاتُ أو تَبْعُدا
تَضيعُ علينا عيونُ المُرادِ
فتغدو سَراباً ونغدو سُدى
***
***
***
***
***
18/1/2009 وقف إطلاق النار في غزة..!
مهداة الى شعب غزة الصابر
__________________________________________________
(*) الصافنات : الخيل؛ تشبيهاً للقاذفات



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الإنتخابات..!
- غزة وإشكالية الإنتصار..!؟
- أهمية الإنتخابات..!
- اللعب على حبال غزة..!؟
- القرار 1860 والموقف الإسرائيلي..!
- غزة والطريق الى الحل..!
- يعترفون بالمجزرة ويعاقبون ضحاياها..!؟
- أوقفوا العدوان على غزة..!؟
- غزة تقطر دماً..!
- العراق: الإتفاقية الأمنية والبدائل..!
- العراق: ملاحظات سريعة حول الإتفاقية الأمنية..!
- ومع ذلك فهي تدور..!
- الإتفاقية الأمنية والمأزق المزدوج..!
- -البداوة - وسرقة التراث..!
- العراق: توافق الكبار هدر لحقوق الصغار..!؟
- الديمقراطية التوافقية- والدستور..!؟ 2-2
- الإغتيال السياسي: من المقصود..؟!
- صدى العراق
- ثورة الرابع عشر من تموز/1958..! اليوبيل الذهبي
- فريدمان: -صديق- العراقين..!!؟


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باقر الفضلي - محمود درويش.. إنها غزة..!