أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - الشاعرة التونسية أمال جبارة… في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

الشاعرة التونسية أمال جبارة… في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2671 - 2009 / 6 / 8 - 08:42
المحور: مقابلات و حوارات
    


- الحلقة 37 -
تفتش عن لغة مجروحة يتعثر المشي بين أمواجها، تختار الكلمة بعناية فائقة لتؤثث قصائدها الشعرية، تنشر أريجها هنا وهناك بابتسامتها الراقية وإبداعاتها الساحرة، كان لقاءنا الأول عبر منتدى إنانا الإبداعي، ولم أستغرق وقتا طويلا في اقتناص هذه اللحظات الجميلة ...

من هي أمال جبارة؟

هي المتورّطة في الطفولة إلى حدّ الآن ولم تخرجني الأمومة من هذا الشعور مدرّّسه ولم يكن اختيارا ولم يندرج يوما ضمن أمنياتي... لكنني أحببت عملي بعد التورّط فيه بقدر شعوري بالمسؤوليّة في البناء وبقدر إيماني بدوري التأسيسي.
أمارس الاطمئنان كما ينبغي من أجل تواصل عاديّ وهادئ أبتكر لي عوالم من حلم لأضيئ متى أشاء كيفما أشاء بعضي يحب الحياة بجنون وبعضي الآخر يكرهها وكلّما نشب خلاف بين أنواتي كتبت شعرا...
لا أكترث بالجدوى مطلقا وأكره النهايات في كل شيء حتى حيث تكون شرط اكتمال.

كيف جئت إلى عالم الكتابة؟

لم تكن بيننا مسافة لأتكبّد عناء المجيء، أذكر أنني منذ السّنوات الأولى من التعليم الثانوي كنت أبحث في كل ما أجده أمامي من كتب أو مجلات....عن القصائد لأقرأها بشغف كبير، أعتقد أّن حبّي للشّعر قد جاء قبلي إلي،
- أوّل الشعراء محمود درويش ونزار قباني (الآن اقرأ خارج الأسماء )،
- أوّل نص نشرته كان في مجلة " الأجيال"،
- أول جائزة كانت في مسابقة "القصه " وكنت حينذاك في السنة الرابعة ثانوي، أمّا ما بين البدايات وبين نشر مجموعتي الأولى "أرق الكلمات " فقد كان غائما... ولم أخض معي أسباب هذه الفجوة رغم أنها قضمت شطر التجربة.

كيف تقيمين وضعية المرأة التونسية والمبدعة بشكل خاص؟

رغم أن وضعيّة المرأة التونسية جديرة بالتّنويه مقارنة بالدّول العربية الأخرى بما تحقّق لها من سيادة وكرامة ورغم أن تواجدها في مختلف المجالات أصبح واضحا وايجابيّا، ورغم ما حقّقت من نجاحات في ميادين مختلفة بما يضمن لها استقلالها المادي والمعنوي... إلا أن المرأة لا تزال أسيرة الآخر وأسيرة نفسها من خلال رؤى ولدت معها وساهمت في تشكيل شخصيتها قبل وعيها بها، لا زالت مشغولة بأسئلة التأسيس العائلي القائم على عطائها المطلق والاكتراث الشّديد بتفاصيل حياتها، وكمبدعة، لازالت تكابد الإبداع لغة ومضمونا داخل أسوار الخجل والعقد اللذان لا يزالان يحولان بينها وبين طبيعتها الخلاّبة كأنثى، المرأة في العمل الإبداعي ليست على اتصال مباشر بأنوثتها ممّا يجعل خطواتها متلعثمة أحيانا، غير أنّ هذا لا ينفي وجود تجارب اخترقت الواقع السّكونيّ وأثبتت قدرة المرأة على التأثيث الصّائب والإضافات الجميلة.

ما هي طبيعة المقهى في تونس الخضراء؟ وهل هناك مقاهي ثقافية؟

المقهى في تونس هو فضاء لملأ الفراغات في لعبة اليوميّ ... هو المكان الموغل في الفراغ من حيث انتمائه إلى المساحات المفرغة المنسحبة من الزّمن إلى مشانق يضمرها روّاده لقتل الوقت، من هنا لا أومن بجدلية العلاقة بين كلمتي " مقهى" و"ثقافي" في واقعنا، إذ كيف يكون المقهى ثقافيا ما لم يكن روّاده أدباء حقيقيّين وما لم يشهد سجالات طويلة في الأدب والصّحافة والسّياسة وما لم يرتفع بالمشهد الثّقافي الحقيقيّ ........................؟
تعرف بعض المقاهي بالتقاء المثقفين أو حتى من يدّعون الثقافة ولكن الأمر لن يبلغ الارتقاء بهذا الفضاء إلى التّسمية فتواجدهم هناك قد يتيح تناولا لمواضيع قيّمه أو في مستوى معيّن بشكل عاديّ استجابة لرغبة في التّموضع الاجتماعي الأنيق وارتشاف القهوة بنرجسيّة تذكي نكهتها، ولن يتجاوز الأمر بأيّ شكل من الأشكال إلى العمل الثقافي خارج مساحات التنظير أو الخوض العابر ... مما يضمن الانفصال التلقائي بين طبيعة المكان وما يحيل إليه المعنى الحقيقي ل "ثقافي" ثم أن مؤسسي هذه الفضاءات لم ولن يكونوا من المثقفين بالمعنى الحقيقي للكلمه مما لن يوجد غايات خارج دائرة التحصيل الماديّ الذي لا يناسبه التّخصيص، الثقافة فعل داخل الزّمن، والجلوس في المقهى فعل خارج الزمن.

المقهى فضاء محظور تقريبا على المرأة العربية ، ما رأيك في هذه الوضعية؟

أعتقد أن الوضع أصبح مختلفا ففي أغلب البلدان العربية، أصبح تواجد المرأة في المقهى أمرا عاديا كذلك الأمر في المدن التونسية، باستثناء المناطق الريفيّة حيث أنّ هذه الفضاءات هناك لا ترتقي إلى أنوثة المرأة كما أن المرأة نفسها (مواكبة لعقلية تتمسك بجذورها )، تمتنع عن ممارسة هذا " الانحراف" فيكون الحضر من تلقاء المرأة ومن تلقاء المكان.

هل هناك علاقة بين أمال جبارة والمقهى؟

نعم، من أجل مشاكسة الرّتابة و خدش التّشابه الرّهيب بين النهارات أذهب إلى المقهى مع زوجي أو مع بعض الصديقات من وقت لآخر، عادة أحب أن يكون الفضاء أنيقا ومريحا، ولا علاقة لي بالإبداع هناك ان قراءة أو كتابة ، هذا عامّة.
أما إذا تعلق الأمر بمقهى "سيدي سالم " بالمهديه فيمكنني التّحدّث عن علاقة خاصة جدا بهذا المكان حيث أن تواجدي فيه يحقق لي متعة شاسعة، مكان ساحر يحيطه البحر من ثلاث جهات و يحدث فيّ اختلاجات خفية تشعرني بالانتشاء والسعادة، هو المكان الذي أضيّع فيه كلاما عذبا... أقوله صمتا في لحظة أختلسها لأتوحّد مع البحر... لألتحم بالكون ... فأقول شعرا أو ما يشبه الشّعر سرعان ما أضيّعه بالاندماج مع من حولي و أهمس لي " قد أتذكّره ذات صمت أو ظلام "، ولا أتذكر....أحب المكوث فيه رغم انه لا يميّزه غير ما يتاح للبصر في رحابه و رغم أنّه لا يعتمد في استقطاب "الحرفاء " على غير فرادة تموقعه.

ماذا يمثل لك: الوطن، الحلم، الشعر؟

" الشّعر وطن من حلم"
الشعر: بوصلة تنتهك الاتجاهات بانحرافاتها نحو الشرق وقت الغروب، لحظة تربك التعاقب وأنظمة الزمن القاسيه لتسحبنا إلى أوطان من حلم حيث افتتان أزرق يجعلنا نتنفّس تحت الماء...الشعر اشراقات كونية و لحظة انسجام انزياحي مع الحياة.
الحلم: عبث بنوايا الزمن و ابتكار لعوالم أجمل.
الوطن: مساحة تضيق بقدر اتساع الحلم و تتّسع بقدر ضيق الوعي.

كيف تتصورين مقهى ثقافيا نموذجيا؟

"المقهى" ارتبط بحالات تشبه التّداعي والممارسات الخارجة عن الضّوابط المنظّمة للحياة العمليّة... وهو المساحة المفتوحة لكل الشرائح الاجتماعية ، كما أنه أصبح أكثر تألّقا وتجذّرا في المنظومة الاقتصادية، انطلاقا من حمولات هذا اللفظ المستقرّة كما ينبغي في السّلوك الاجتماعي، وانطلاقا من أنّ باعثي هذه " المشاريع " لا ينتمون الى الحقل الثقافي بالمعنى المقصود في هذا الطرح... فانّني لا أحمل أيّ تصوّر لمقهى ثقافي نموذجي لأن هذا الفضاء لن يؤسس للمفهوم بما يفترض من تكامل بين مختلف ميكانيزمات الفعل الثقافي للثقافة فضاءات أخرى تكون اقرب لمضامين هذا المفهوم كالنادي أو الصالون....

*****
شكرا لك فاطمة العزيزة





#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نادي -رحاب- بمدرسة أولاد عنتر يحتفي بعيد الأم
- القاصة والروائية العراقية تصدر مجموعتها القصصية - الثابوت-
- مشرع بلقصيري تحتفي بالملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة
- القاص والناقد المغربي محمد معتصم... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة المغربية البتول العلوي تصدر ديوانها - تداعيات قلب-
- المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الرابع -
- المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثالث -
- المرأة ... الشعوذة أية علاقة؟؟! - الجزء الثاني -
- شعراء في ضيافة المطعم الثقافي الأندلسي بأصيلة
- القاص المغربي زهير الخراز... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة والروائية المغربية بديعة بنمراح.. في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة والإعلامية اللبنانية ابتهال بليبل... في ضيافة المقهى ...
- الشاعر والناقد المغربي إبراهيم القهوايجي... في ضيافة المقهى؟ ...
- المرأة... الشعوذة أية علاقة؟؟
- الشاعر المغربي حسن الوسيني... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر العراقي عبد الوهاب المطلبي... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعرة السورية ندى الشيخ ... في ضيافة المقهى؟؟!
- الكاتب و الناقد المغربي محمد الكلاف... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة و الروائية العراقية صبيحة شبر... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي مبارك حسني... في ضيافة المقهى؟؟!


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - الشاعرة التونسية أمال جبارة… في ضيافة المقهى؟؟!