مشرع بلقصيري تحتفي بالملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة

فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 04:24
المحور: الادب والفن
    

منذ سنة 2004 ومدينة مشرع بلقصيري تحتفي بالقصة القصيرة عبر ملتقاها الوطني، الذي أصبح تكريسا سنويا تنظمه "جمعية النجم الأحمر للتربية والثقافة والتنمية الاجتماعية" احتفاءا بالقصة ومبدعيها، هذا العرس القصصي الذي اخترق صداه الحدود الجغرافية الوطنية ليصل إلى مختلف أرجاء الوطن العربي، وقد حملت هذه الدورة اسم القاص المغربي إدريس الخوري، وطيلة أيام 10،9،8 ماي 2009 بفضاء قاعة دار الشباب القدس شهدت مشرع بلقصيري فعاليات الملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة.

كانت الساعة تشير إلى حوالي 7 مساءا عندما بدأ المبدعون والنقاد بالتوافد على قاعة دار الشباب القدس، ليشهدوا فعاليات الملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة التي أعطت انطلاقتها الأستاذة ثريا بدوي ( عضو الجمعية) مرحبة بالمبدعين الذين تكبدوا مشاق السفر من مدن مختلفة للاحتفاء بالقصة القصيرة بمشرع بلقصيري، كما شكرت كل الحاضرين الذين لبوا دعوة المساهمة في هذا الملتقى، وبدأت الأمسية بالنغم والعزف الدافئ مع الفنان/العازف علي بن سعيد القادم من مدينة أصيلا ليتحف الحاضرين بمعزوفات موسيقية وموصولات غنائية أطربت المتعطشين إلى الفن والطرب الأصيلين، قبل أن تعطى الكلمة للأستاذ بنعيسى الشايب (رئيس الجمعية) الذي رحب بالمشاركين والحاضرين مؤكدا على أن ملتقى القصة القصيرة أصبح تكريسا سنويا بهذه المدينة، كما حيى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا الملتقى، وقد تخلل هذه الأمسية تكريم القاص المغربي إدريس الخوري الذي ألقى كلمة بالمناسبة شاكرا جمعية "النجم الأحمر" على هذا الاحتفاء والتكريم الذي خصه به ملتقى القصة، وتوج التكريم بصور تذكارية مع القاص المحتفى به من طرف المبدعين المشاركين في الملتقى.
وبعد حفل الشاي الذي نظم على شرف الضيوف، انطلقت فعاليات الندوة التكريمية للكاتب إدريس الخوري بمشاركة الأساتذة: نجيب العوفي، مليكة نجيب، أحمد زنيبر، بنيونس عميروش، محمد تنفو، عمر العسري، أحمد لطف الله، وقد قام بتسيير هذه الجلسة القاص أحمد بوزفور الذي أعطى الكلمة للأستاذ نجيب العوفي الذي تحدث عن عن حياة إدريس الخوري وأسلوبه في الكتابة، متطرقا إلى قصصه الحافلة بالموضوعات الذاتية والمنهجية والوصفية والاجتماعية، ثم تناولت الكلمة الأستاذة مليكة نجيب التي أكدت على أن إدريس الخوري يعبر عن ضجر وتأفف وتضحية فهو سارد حاضر ينطلق قلمه المبهم المنتشي بعوالم المبدع المتجددة فهو مبدع استثنائي تشرفت بالقراءة له، وفي السياق نفسه كانت مداخلة الأستاذ أحمد زنيبر الذي تحدث عن جمالية المكان في قصص الخوري التي تعبر عن الإنصات للواقع ودواخل المجتمع، وبعض المقاطع التي تعكس وضعية المرأة وواقعها في كتاباته ، وقد أشار الأستاذ بنيونس عميروش في مداخلته إلى خاصية البساطة لدى الخوري ودقته في اختيار التراكيب المناسبة لجعل إبداعاته في متناول القارئ المغربي، واعتماده على البعد التشكيلي وتداخل البصري باللغوي والوصف الدقيق في أدبه، وقد أكد الأستاذ محمد تنفو على أن الخوري مثل زفزاف وشكري لم يولد في قماط من ذهب، يحب الصدق ويعشق الحياة والبساطة ويكره والزبونية، في حين اعتبر الأستاذ عمر العسري إدريس الخوري ظاهرة منفلتة يستحق المتابعة متحدثا عن الوظائف التي يضطلع بها في الوصف والسرد والطرافة، وقد أكد الأستاذ أحمد لطف الله في مداخلته على ضرورة إعجاب القارئ بنصوص إدريس الخوري لأن كتاباته فوق أي مجاملة مقدما تأملات في جل أعمال الأديب الخوري، وبعد الاستماع إلى المداخلات فتح باب النقاش أمام الحاضرين الذين طرحوا عدة تساؤلات وأفكار ساهمت في إغناء هذه الندوة التكريمية للقاص المحتفى به "إدريس الخوري".
وقد انطلقت فعاليات اليوم الثاني من الملتقى على تمام الساعة الحادية عشر بندوة حول موضوع: « القصة القصيرة جدا في المغرب » بمشاركة الأساتذة : حميد لحمداني، سلمى براهمة، سعاد أمسكين، جميل الحمداوي، محمد رمصيص، عبد الهادي الزوهري، وقد أعطى الأستاذ محمد الشايب ( مسير الندوة) الكلمة للأستاذ حميد لحمداني الذي تطرق إلى القصة القصيرة جدا في المغرب باعتبارها جنسا أدبيا يتطلب نوعا من التركيز والعمق الشديد والتكثيف والمفارقة والانزياح وانتقاد الواقع وتوجيه النقد اللاذع، مستشهدا ب(عبد الله المتقي، السعدية باحدة، سعد سرحان، عز الدين الماعيزي...)، ثم تناولت الكلمة الأستاذة سلمى براهمة التي طرحت عدة تساؤلات حول الحاجة إلى ظهور القصة القصيرة جدا وأسباب غياب ثقافة جمالية ومبادئ التشظي وغياب الأسئلة الكبيرة في المشهد الثقافي، وأشارت إلى أن تجربة القصة القصيرة جدا في المغرب تجربة واضحة الملامح تعمق الوعي الجمالي والخصوصية الأدبية، وفي السياق نفسه تحدثت الأستاذة سعاد أمسكين عن القصة القصيرة جدا باعتبارها جنسا أدبيا تتقاذفه الرياح بين الرفض والقبول خاصة وأن ملامحها لم تتوضح بعد في المغرب، وأن القارئ هو بطل القصة القصيرة جدا وتساءلت إن كان القارئ المغربي في حاجة إلى القصة القصيرة جدا أم أنها فرضت نفسها عليه ، وقد أشار الأستاذ جميل الحمداوي في مداخلته إلى أن هناك من يقارب القصة القصيرة جدا من البعد النفسي أو التاريخي أو السردي أو الاديولوجي وهناك من يقاربها من خلال البعد الفيزيولوجي، ودواعي هذه المقاربة وشروطها وأركانها والمقومات الداخلية والخارجية للقصة القصة جدا، والمعايير التي يجب أن تتوفر فيها، ثم تناول الكلمة الأستاذ محمد رمصيص الذي تحدث عن أهم الرهانات الجمالية في القصة الومضة بالمغرب باعتبار هذا الجنس مغامرة وان قصر حجمه لا يتضاد مع الهموم الكبرى ويعمل على خلخلة الاطمئنان لدى المتلقي، في حين كانت مداخلة الأستاذ عبد الهادي الزوهري عبارة عن قراءة في قصص القاص المغربي المصطفى كليتي من ناحية اللغة الأنيقة والمفهوم والشفافية وشعرية اللغة، السرد الوصفي، ثم فتح الفضاء للحوار والنقاش الجاد حول «القصة القصيرة جدا بالمغرب» بحيث تبادل المبدعون المتواجدون بالقاعة الأفكار والتساؤلات التي تشغل الساحة الأدبية حاليا حول القصة القصيرة جدا.
وفي مساء اليوم نفسه، وعلى تمام الساعة السابعة مساءا كان سكان مشرع بلقصيري على موعد مع أمسية قصصية فنية بالهواء الطلق بفضاء قاعة دار الشباب القدس، بحيث تناوب على القراءات القصصية القصاصون التالية أسماءهم: أحمد بوزفور (صمت)، عبد الحميد الغرباوي (سخط، تيه)، زهرة رميج ( الأرجوحة، دعوة)، مصطفى لغتيري (خداع، غزل)، السعدية صوصيني (موسم العمل بالشمال)، شكيب عبد الحميد (بياض)، حسن البقالي (مرة غير قابلة للتكرار، غروب)، حسن برطال (وسيلة إيضاح، خدود وهمية)،
عز الدين الماعيزي (راس الخيط، رعشة)، ليلى الشافعي (بدون شروط)، جبران الكرناوي (سحاب)، أنيس الرافعي ( البارود)، محمد سعيد الريحاني (مناضل، ثورة)، صخر المهيف (عتاب، علي بن يوسف بن تاشفين)، المصطفى كليتي (رنين الروتين، فرجة الفصل الأخير)، صبيحة شبر ( بالثمن، حرية رأي)، محمد تنفو(ثور ، رأس)، خديجة موادي (الميلاد الأخير)، إسماعيل البويحياوي (رأس المال، الدقة المراكشية)، حميد ركاطة (معطاف كاكي، زوايا)، طاهر لكنيزي (حديث النسوة، حديث الرجال)، السعدية باحدة (شظايا)، إدريس الواغيش (الزعيم والتغيير، الغريب)، عبد الهادي الفحيلي (يكفي أنه كلام)، عبد العزيز الراشدي (غواية الصيف، الأزرق)، وقد تخللت هذه القراءات القصصية معزوفات وموصولات غنائية للعازف والملحن علي بن سعيد الذي شد أنفاس جميع الحاضرين بألحانه الهادئة وهو يردد لاعب النرد ويعزف نغم الرحيل...
و على مشارف الساعة الحادية عشر من صبيحة يوم الأحد توافد أطفال وتلاميذ المؤسسات التعليمية بالمدينة على فضاء دار الشباب القدس للمشاركة في ورشات قصصية من تأطير مبدعين ونقاد مشاركين في الملتقى، وقد أشرف على تسيير هذه الورشات القاص أنيس الرافعي والتي قام بتأطيرها المبدعون التالية أسماؤهم: إدريس الواغيش، صخر المهيف، عبد العزيز الراشدي، المصطفى كليتي، السعدية الصوصيني، عبد الهادي الزهري، جبران الكرناوي، عمر العسري، محمد الحاضي، أحمد زنيبر، أحمد بوزفور، عبد الحميد الغرباوي، وقد أفرزت هذه الورشات 10 قصص قصيرة توالى على قراءتها الأطفال المشاركين في هذه المسابقة القصصية فاطمة الزهراء التسولي (عندما كنت في بطن أمي)، عميرات خديجة (الأصدقاء)، حكيمة بشار (الورقة الرابعة)، ليلى الطاهري (القط فرفور)، صفاء الزياني (أول يوم في ساحة المدرسة)، هدى التسولي (جرح عميق)، أيوب قيشو (زفير)، فاطمة الزهراء شحيطات (العيد)، رحاب الطويل (الفأر الخياط)، سمية العلوي (حنين)، وقد حصلت قصة "عندما كنت في بطن أمي" على الجائزة الأولى، والجائزة الثانية لقصة "زفير" والجائزة الثالثة مناصفة بين قصص "القط فرفور" و"الأصدقاء" و"الورقة الرابعة"، ثم تم الإعلان عن جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة حسب الترتيب التالي: الجائزة الأولى للقاص سعيد الشقيري والجائزة الثانية مناصفة بين القاصة وئام المدني والقاص إدريس خالي، والجائزة الثالثة مناصفة بين القاصين أحمد شكر وعبد القادر حميدة، وتجدر الإشارة إلى أن الجائزة الثانية كانت من حق القاص عبد الهادي الفحيلي عن قصة (ياك جرحي) إلا أنها ألغيت بسبب نشر النص في مجموعته قصصية وهذا مخالف للشروط المسابقة، وقد أدى يافعو الجمعية شعارات وأناشيد كما أدى الفنان علي بن سعيد أغان للأطفال، واختتم الملتقى الوطني السادس للقصة القصيرة الذي دام طيلة 3 أيام حافلة بالإبداع والنقاش والحوار الجاد بين مختلف المبدعين الذين شاركوا في دورة إدريس الخوري، بتوقيع الانتاجات الأدبية التالية الصادرة مؤخرا عن دار التنوخي للطباعة والنشر " اعتقال الغابة في زجاجة" مجموعة قصصية لأنيس الرافعي، "عري الكائن" مجموعة قصصية لعبد الحميد الغرباوي، "جمالية المكان في قصص إدريس الخوري" دراسة نقدية لأحمد زنيبر، "شجرة الحكاية" مجموعة قصصية لعبد الهادي الفحيلي.

#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات