أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - مابعد إعتقال وزير التجارة !














المزيد.....

مابعد إعتقال وزير التجارة !


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-257-
طارق حربي
مابعد إعتقال وزير التجارة !
حَجزَ وزير التجارة المستقيل (عبد الفلاح السوداني) تذكرتيّ سفر بالطائرة، إلى دبي وعمان في وقت واحد للتمويه، بعد أيام قليلة من قبول استقالته، على خلفية فضائح فساد إداري ومالي، وجهها قبل فترة صباح الساعدي رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب قائلا (بأنه يملك مستمسكات ودلائل ووثائق بتورط وزارة التجارة بالفساد الاداري والمالي) وأن الوزارة (تعاقدت مع شركات لجلب مواد غذائية لا تحمل الشروط الصحية وتعاقدت مع شركات وهمية) كما اتهمها بـ (هدر المال العام) و (التلاعب بمذكرة التفاهم التي ابرمت سابقا (مذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء) وتهم كثيرة اخرى، وكان من تداعيات ذلك استدعاء الوزير إلى البرلمان ورده غير المقنع على سيل الاتهامات التي وجهها الساعدي إليه.
في غضون إطلاق الحكومة للحملة الوطنية لمحاربة الفساد هذا العام، باعتباره معول هدم العراق الجديد، جاء تصريح السيد نوري المالكي رئيس الوزراء بأنه ( لن يدافع عن أي وزير أو موظف مفسد، بل يحيل الجميع ممن يثبت تورطه الى القضاء والنزاهة)، ليضع النقاط على حروف الجرائم الاقتصادية البشعة، المتمثلة في ملفات الفساد الادراي والمالي بعد التغيير.
وبدا تصريح المالكي رسالة إلى بقية الوزراء الفاسدين، والمدراء العامين وحتى الكوادر الوسطى بانكشافهم، حسبما فهمت من تصريح السيد رئيس الوزراء، ووزير التجارة محسوب على حزب الدعوة والمالكي زعيم الحزب، مايعني أن الرجل جاد – وذكر ذلك في مناسبات عديدة - في مشروع محاربة الفساد، في الطريق لأن يكون رجل دولة لاحزب، في خضم التحولات الجارية على الساحة السياسية، بما فيها التخلي عن المفسدين مهما كانت أحزابهم أو انتمائهم الطائفي، مايعزز من حظوظ رئيس الوزراء، في قيادة العملية السياسية إلى بر الأمان أكثر وأكثر، بعد الضربات التي وجهها إلى فلول الإرهاب، وإحراز النجاحات الأمنية المتلاحقة، مثلما يعزز دور الحكومة ويحرر إرادتها الوطنية.
أول وزير يتم اعتقاله في العراق الجديد، على خلفية اتهامات بالفساد، في سابقة اعتبرها الساعدي تأريخية ولاتخضع إلى مساومات سياسية، والتجارة تأتي في المرتبة العاشرة في سلم الفساد بين الوزارات (الأولى الداخلية) حسب تقرير نشرته مؤخرا صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والسؤال الذي يطرح نفسه : ماذا بعد اعتقال وزير التجارة!؟
(إن الفساد الإداري والمالي باعتباره ظاهرة ملفتة للانتباه، حسب عالم النفس العراقي البروفسور قاسم حسين صالح)، حتى أن منظمة الشفافية الدولية أدرجت العراق، في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، هذا الفساد لايقوم به مواطنون عراقيون بسطاء، موظفون أو طلبة أو كسبة وسواهم، بل (الرؤوس الكبيرة) في الحكومة العراقية والأحزاب الدينية والبرلمان، وكأن الأحزاب الدينية التي ضحت بالعديد من كوادرها وقواعدها، دفعت ثمنا باهضا في مقارعة النظام البائد، ماأن استلمت الحكم واستنشق رموزها وزعماؤها عبير الحرية، ونعيم السلطة والنفوذ والمال، حتى سال لعابهم وأفسدوا وهدروا المال العام وسرقوا وكبرت أرصدتهم في دول الجوار وأوروبا وغيرها، وكنت ذكرت في مقالات سابقة أن المافيات البشعة، التي ظهرت بعد تداخل الاداري بالسياسي، وربّاها المال العام السائب في العراق الجديد، ربما تجاوزت بشراستها واستفحالها، أسوأ المافيات في بولونيا وروسيا والولايات المتحدة وغيرها، إذاعلمنا أن للفساد غطاء سياسي وبرلماني وشرعي تغذيه الأحزاب الدينية، التي تسوق الدين والطائفية للشعب العراقي، فتفسد حياة العراقيين وتحرمهم من ثرواتهم الوطنية، وبالتالي تؤخر تقديم الخدمات الضرورية للحياة اليومية : الغذاء والكهرباء على سبيل المثال لاالحصر.
وينخر الفساد - من جانب آخر- الاقتصاد العراقي الذي مايزال ريعيا، وتقوم المافيات بإرسال المال الحرام إلى أعداء العراق، من طائفيين وإرهابيين، لقتل أبناء شعبنا الأبرياء وتدمير البنية التحتية، وكان غياب القانون وضعف أداء المؤسسات وانعدام الشفافية، التجاذبات السياسية والتحديات الأمنية والمحاصصة، تحول الوزارات كإقطاعيات للعوائل والقبائل وأولاد العمومة، هذا وغيره أدى إضافة إلى عدم وضوح الرؤية السياسية، إلى الشلل شبه التام وعجز الحكومة عن متابعة مسارات المال العام، وفي النهاية أدى إلى تقصير حكومي واضح في تقديم الخدمات وتحسين نوعيتها للمواطنين، ووجه ضربة قاصمة لمشاريع إعادة إعمار العراق، وبرامج التنمية وخطط النهوض بأعباء اقتصاد منهار اصلا.
باختصار : مثلما استثمرت الحكومة صولاتها على بؤر الإرهاب، في بغداد والبصرة والأنبار، فقلعتها من أوكارها، وانعكس ذلك على حياة العراقيين بتحسن أمني ملحوظ، واجب على الحكومة أيضا - لكي تديم الزخم - استثمار قضية اعتقال الوزير، والاسراع بتقديمه إلى القضاء العراقي، ليقول فيه كلمته الفصل، ولاأستبعد اعتقال المزيد من الفاسدين ووقوفهم في قفص العدالة قريبا، وهنا لابد أن تجعل الحكومة مشروع مكافحة الفساد ضمن أولوياتها، وتسعى إلى تفعيل آليات القضاء العراقي، وسنِّ المزيد من القوانين والتشريعات في بند الجريمة الاقتصادية، ومساءلة الوزارات والمؤسسات والكوادر الوسطية، عن تقديم قاعدة بيانات، تكشف مسارات المال العام بكل وضوح وشفافية، وعرض نتائج التحقيقات على وسائل الاعلام في دولة القانون، ليفهم الشعب العراقي مصير ثرواته الوطنية، ويتقدم خطوات في ميدان المطالبة بحقوقه المشروعة، وتوفير متطلبات حياته اليومية وضمان مستقبل أجياله.

30/5/2009
[email protected]
http://www.summereon.net





#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلال الصغير يطلق حملة إيمانية!
- لا -ديتول- في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية!
- مهزلة وزير النقل العراقي في حضرة وزير النقل الايراني!
- هل تسهم عودة الصدر في إعادة الهدوء والاستقرار إلى العراق!؟
- تسليم إرهابيي القاعدة إلى حاضنتهم السعودية ..مرة أخرى!
- هذه هي مطاليب أهالي ذي قار الكرام من الحكومة المحلية الجديدة ...
- هدر ثروات الشعب العراقي في قمة الدوحة!؟
- دام ظله وفخامته وصاحب المعالي!
- سمره ومسعده وبيتج على البحر الميت!!
- المالكي أول رئيس وزراء عراقي يكشف عن مصالحه المالية..ولكن!
- رحيل المعلم الأول
- وقفة مع الموازنة العامة لسنة 2009!
- تصدير أزمة الأحزاب الكردية إلى بغداد!
- ليدوم حبهما طويلا
- بين مطار النجف الدولي وهيئة الحج والعمرة!
- دعوة للشيخ الناصري بعدم التدخل في أسماء المرشحين لمنصب محافظ ...
- هل يعين محافظ ذي قار الجديد من خارج الأحزاب الدينية!؟
- لاتنتخب..انتخب!
- دموع حرّى على قبر الصديق أمير الدراجي
- التطبير والتعشير والانتخابات!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - مابعد إعتقال وزير التجارة !