أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - بين مطار النجف الدولي وهيئة الحج والعمرة!














المزيد.....

بين مطار النجف الدولي وهيئة الحج والعمرة!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: كتابات ساخرة
    


كلمات
-240-
أقدر دائما أن العراق لايمكن أن يتجاوز الماضي بسهولة تامة، لكن يحتاج إلى زمن طويل وأجيال، حتى يبعد الماضي الصدامي من حياته وسلوكه ويمضي بثبات نحو المستقبل، بكل مافيه من معاني إنسانية وديموقراطية، من جهة ثانية أشعر أن العراقي بخير بعد الخطوات المهمة التي خطاها بعد التغيير، بوضع رجله على الطريق الصحيح، وصوت لحياته ومستقبل أجياله عبر صناديق الاقتراع (إنتخابات مجلس المحافظات التي جرت في 31/1/2009).
حسنا دعونا ننسى الماضي اللهم إلا في التوثيق وكتابة التأريخ، فهذا مالايمكن تجاوزه بحال، لكن علينا أن نعيش الحاضر والمستقبل ليس إلا.
بشرتنا هيئة الحج والعمرة اليوم بشراء طائرتين من شركة بوينغ الامريكية، حسنا فعلت!، لتسييرهما من مطار بغداد الى مطار النجف، لكن ليتها بشرت، هي أو مطار بغداد الدولي، أو أية جهة معنية في ميدان النقل الجوي حتى لو كان تاجرا متواضعا، بشراء المزيد من الطائرات لنقل المنفيين والمهاجرين العراقيين!؟، لكن البشرى لم تكتمل لأن مسافة ليست طويلة، ولا تحتاج إلى بوينغ وتوقيع عقود ونشر أخبار مغرضة مضحكة، لأن العراقيين النشامى، ومعهم الزوار الشباب وماأكثرهم في المواسم الدينية، يمكنهم قطع المسافة بـ (البايسكل)، جيئة وذهابا في نفس اليوم تقريبا، دون أن يشكوا من آلام الأطراف وتنملها، كما يشكو الأوروبيون والأمريكيون منها أو من مرض السمنة، لكن أحزاب الاسلام السياسي التي قعدت على صدر العراق بدعم إيراني وثروات النفط العراقية المتدفقة باستمرار، تسعى دائما إلى أن تسخر منا بإعلانات الحجاج والزوار في الفضائيات والمواقع الالكترونية، للخلو لها الجور فتنهب الأموال المرصودة لهكذا مشاريع ضخمة في جدول الاعمار!
إن تسيير الرحلات بين (مشهد والنجف) و(بيروت والنجف)، والاعلان عنها منذ أشهر طويلة والترويج لها، مما تتباهى به أحزاب الاسلام السياسي في النجف، وكأنها تسير مركبات فضائية إلى كوكب المشتري، أو تبدل برمجة الحاسوب في دماغ مسبار هابل المداري، هذه الرحلات أصبحت اليوم سهلة وبمقدور أي وكيل تجاري من تجار الخليج مثلا أن يستثمرها، ولاداعي لكل هذا الضجيج والطحن والاعلان وحجز الساعات الفضائية، إنها ببساطة ليست أكثر من حجز وجبة شاي من سريلانكا، أو جوز الهند من مدغشقر، أو كرات القدم من باكستان، والجميع يعرف أن تجارا بسطاء في أيامنا هذه، ومن جنسيات مختلفة، يقومون بتسيير رحلات من أوروبا إلى الشرق الأوسط وبالعكس يوميا تقريبا!
لاتكذبوا علينا بأعداد الزوار الشيعة تره شبعنه وداعتكم!!
إن أعداد الزوار الشيعة القادمين من بيروت ومشهد إلى الأضرحة المقدسة، النجف وكربلاء وسامراء، يجعل أي مواطن عراقي يتساءل : إلى متى تقدم أحزاب الاسلام السياسي مصلحة الايرانيين واللبنانيين على مصلحة المواطنين العراقيين المنصوص على حقوقهم في الدستور!؟، أليس حريا بالعراق أن يتفقد أبناءه البررة، الذين فقدهم منذ عشرات السنينن قبل انتفاضة آذار الخالدة وبعدها!؟، أن يلمَّ شعثهم مرة خرى في مطارات آمنة ويقدمهم على الزوار الإيرانيين واللبنانيين والبحرينيين وغيرهم!؟، أليس العراقيون أولى بمطاراتهم في بغداد والنجف والبصرة وأربيل، إن كانت أربيل تعد نفسها عراقية!؟، أليس أفضل من (البهذلة) البدوية في مطار الكويت مثلا، حيث تسرق حاجياتهم ولاتعاد إليهم إلا بمحامين وشكاوى، في غفلة من الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية!؟، ولدينا أدلة على ذلك إذا رغبت الحكومة فنحن مستعدون لإرسالها عبر الفاكس أو التلفون أو أية وسيلة اتصال أخرى!؟
مثل هذا الكلام لايجعل العراقيين الوطنيين بطبيعة الحال، أن يطمئنوا لا إلى الاستثمارات في بلادهم، ولا إلى التقدم والرقي الذي يقاس بحركة المطارات والسفر والاستثمار وغيرها، ثم أن اختصار مالايقل عن أربعة ملايين من العراقيين المشردين في أصقاع العالم المختلفة، إلى بضعة آلاف من الزورار الايرانيين واللبنانيين من حزب الله، المشهود له بالمواقف العدائية من الشعب العراقي بعد سقوط صنم العرب، يبدو وكانه تجسيدا لماتريده أحزاب الاسلام السياسي : كأنما هذا هو العراق ياناس ياعرب ليس أكثر من سياحة دينية، وزيارة أضرحة مقدسة في النجف وكربلاء ودفن الموتى في مقبرة السلام!، مايعني الترويج لاشاعة ثقافة الموت بدلا من التثقيف لبناء المؤسسات الديمقراطية في العراق الجديد، وتبشيرنا بأن مقبرة السلام أوسع مقبرة في العالم (يابه والله ندري!؟)، وبهذا يكون مايدره البازار النجفي على المسؤولين التوابين في هذا المشروع الطائفي، أكثر مما يدره على خزينة العراق، فيفلسونه من مطاراته وثرواته وتطوير مشاريعه الخدمية والعمرانية.
لو كان هنالك عقل تجاري مسؤول في النجف وليس طائفيا، أعني من أصحاب الحل والربط وليس المواطنين العاديين، لحول مطار النجف إلى مطار عالمي بحق وحقيق، نظرا لوجود المقبرة وتواتر مواسم الزيارة والسياحة الدينية، فضلا عن كون النجف مركزا تجاريا وثقافيا، لا يقل شأنا عن مركز مكة التجاري في التأريخ، دون نسيان الأربع ملايين مشردا عراقيا، وحقهم في النزول في مطاراتهم آمنين، مايجعل العملة الصعبة تتدفق على خزينة العراق وليس النجف، لتحقيق التطور في المجال الجوي على الأقل، فلايحق لرجال الدولة الدينية الذين أخذوا العراق ظهرا لقفا، أن يستثمروا سياسيا مطارات بثروات العراقيين أنفسهم، ويعلنوا في الفضائيات الطائفية مثل الفرات، التي تبرعت بها إيران لعمار الحكيم بعد السقوط مباشرة، أن مطار النجف جاهز لاستقبال الطائرات من جمهورية إيران الاسلامية، الجمهورية التي لايعترف بها الإيرانيون أنفسهم، كما لاتعترف السعودية نفسها بمساجدها وهيئة الإغاثة الإسلامية التي تدعمها بالمال، وتسخر منها ومن منجزاتها الوهابية في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية.
كم حاج عراقي يقصد الديار المقدسة سنويا وكم عراقي منفي يدثره الجليد في الدول الاسكندنفية، لايقبل بأقل من أن تكتحل عيناه بمرآى بلده الحبيب!؟
ذلك هو السؤال الموجه إلى هيئة الحج والعمرة التي نسيت المنفيين وانشغلت بالحجيج واضحكت العالم علينا!!؟



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للشيخ الناصري بعدم التدخل في أسماء المرشحين لمنصب محافظ ...
- هل يعين محافظ ذي قار الجديد من خارج الأحزاب الدينية!؟
- لاتنتخب..انتخب!
- دموع حرّى على قبر الصديق أمير الدراجي
- التطبير والتعشير والانتخابات!
- نداء عاجل لإنقاذ أرواح (600 لاجئا) في السجون الوهابية السعود ...
- حتى يعلو الدخان الأبيض من قبة البرلمان العراقي!؟
- السيد زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للآثار المصرية .. ...
- موسم الانتخابات : هل تصوت عشائر ذي قار للوطن دون الطائفة وتم ...
- إستخارة رئيس البرلمان العراقي!
- إنطلاقة جديدة للعراق بخروجه من طائلة البند السابع
- حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في ...
- بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟
- في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عر ...
- مطاليب صدام من قبره تؤجل التوقيع على الاتفاقية الأمنية!
- موسم الهجرة إلى العشائر!
- اليوم الموعود لنهاية كل الأحزاب والتيارات الدينية والطائفية ...
- جمهورية رفحاء : تغلق أبوابها بعد 17 عاماً.. بوداع آخر 77 لاج ...
- الشاي في الناصرية : سيلاني إيراني شكل تاني!
- أوباما والعراق!


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - بين مطار النجف الدولي وهيئة الحج والعمرة!