أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - سمره ومسعده وبيتج على البحر الميت!!















المزيد.....

سمره ومسعده وبيتج على البحر الميت!!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2593 - 2009 / 3 / 22 - 01:07
المحور: كتابات ساخرة
    


كلمات
-245-
لم أكد أفيق من صدمة تصريح وزيرة حقوق الإنسان السيدة وجدان ميخائيل، حول فقدان أكثر من تسعة آلاف مواطن عراقي، في مسلسل العنف الطائفي منذ سنة 2004، (في السجون التابعة للقوات الامريكية والعراقية/ المستشفيات/ دوائر الطب العدلي/سجون دول الجوار أو مخيماتها/ وغير ذلك) حتى صدمني خبر افتتاح بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، مؤتمراً بعنوان "لا زالت تدفع الثمن - المرأة العراقية - بعد سنين من الحروب والعقوبات والنزاع الداخلي" في منطقة البحر الميت في الاردن، وفكرت أن الإنسان العراقي ذكرا كان أم أنثى لافرق، مايزال مهملا أو مغيبا أو مفقودا أو مسلوب الحقوق في الحالتين آنفتي الذكر، ويعلم الله كم استقطعت البعثة من قوت العراقيات المحتاجات، لتعقد مؤتمرا للمراة العراقية في البحر الميت، على طريقة سفرات عضوات المجتمع المدني إلى عمان لتعلم التطريز والطرشي المكبوس!!
وضعت المرأة العراقية يدها بيد اختها في شعوب العالم المختلفة، منذ ثلاثينيات القرن الماضي في نضال مشترك، وأسست الرائدات الأوائل رابطة المرأة العراقية سنة 1952 ، فعملت على استصدار قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 ، الذي اعترف بحقوق المرأة ومساواتها مع أخيها الرجل، وما أن حلت لعنة العهد البائد حتى فقدت المرأة معظم حقوقها، (رغم وجود قانون الرعاية الاجتماعية رقم 80 ورعاية القاصرين والمعاقين، وهذه القوانين تضاهي ما موجود لدى العديد من دول المحيط الإقليمي)، حسب إحدى الناشطات العراقيات في الدفاع عن حقوق المرأة، وهذه هي وزيرة شؤون المرأة تستقيل قبل فترة لعدم وجود دعم من الحكومة للمرأة، وأن ( وزارتها غير قادرة على تقديم أي نوع من الخدمات التي تحتاج إليها المرأة العراقية في هذا الوقت بالذات.)، وأن (وزارتها عنوان كبير، لكنه دون فاعلية، وعدد كوادر وزارتها لا يتجاوز العشرين، في حين تعيش المرأة أوضاعاً اجتماعية وأمنية مزرية.) وأن ( مشاكل المرأة العراقية كثيرة جدا، فإذا بدأنا من الأرامل فإننا نقف أمام جيش جرار، ورغم أنه لا توجد إحصاءات رسمية فإن الخبراء يقدرون عددهن بمليونين إلى ثلاثة ملايين، في مختلف مناطق العراق، إضافة إلى من اضطررن إلى المغادرة إلى دول الجوار)، وأن (فئات أخرى وهي اليتامى والجوعى والفقراء والمشردون) وتؤكد الوزيرة (بأنها حاولت مع رئاسة الوزراء إيجاد حلول حقيقية لهذه الشرائح الواسعة التي يقدر أعدادها بالملايين، لكنها لم تتمكن من تحقيق ما أرادته وزارتها) على حد تعبير السيدة الوزيرة.
ومن البديهي أن الأحزاب الدينية الحاكمة اعتبرت منذ البداية، أن وزارة المرأة ليست سيادية، لذلك أرجعت المرأة وحقوها كمواطنة إلى الدرجة الثانية، إستنادا إلى أحد الأخطاء القاتلة في البعد الديني، الذي يركن المرأة ويسلبها آدميتها ويجعلها تابعا للرجل، ناهيك بتخلف المجتمع العراقي، وعدم معاملة المرأة فيه بشكل متحضر ومساواتها مع الرجل، (يجلس الرجال في المقاعد الأمامية والنساء في الخلفية على سبيل المثال لاالحصر!!) وفسح المجال أمامها على الصعيد السياسي، ليس في التصويت على قضايا تهم البلد وهي ماتفعله، لكن المشاركة في صناعة القرار السياسي،النروج التي أقيم فيها تديرها النساء إدارة ناجحة والقانون كما في كل اوروبا الغربية، يقف إلى جانب المرأة وقضاياها ومصير حياتها وحريتها وفرديتها واولويتها على الرجل في القانون والدستور، ولايستحي البرلمانيون المنشغلون بحجز المقاعد خلال مواسم الحج وحصد الامتيازات ومناقشة الرواتب التقاعدية، حينما يطالب ديمستورا المبعوث الأممي برواتب للأرامل والمشردات العراقيات، وهذه البعثة الدولية للصليب في العراق تدعو(إلى تجنيب المرأة آثار الحروب والصراعات الدائرة هناك منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، في حين طالبت باتخاذ إجراءات ضرورية لمعالجة مشكل تزايد أعداد الأسر التي تعليها نساء)، فيما صمتت الحكومة عن إيجاد مجلس أعلى للمراة العراقية لوضع حد للعنف ضدها، عبر تشريع عدد من القوانين وتمكينها اقتصاديا ورعاية مصالحها، وهذه هي النساء تقتل في البصرة، تنتحر في كردستان بالمئات سنويا، تدفن تحت جنح الظلام خارج المدن في ذي قار بعد قتلها في جرائم غسل العار وغيرها، وتتعرض العراقيات للاصابات في عمليات التفجير، يقتل أزواجهن أو يتم اختطافهم ليواجهن مصاعب الحياة بإعالة أطفالهن، فيتعرضن إلى الاستغلال والاتجار بهن، ناهيك بمن اختطفن وتعرضن للاغتصاب ومن اضطررن إلى اللجوء في تضاريس المنفى العراقي.
باختصار إن الحل في العراق وعلى أرض العراق فقط، بإصدار تشريعات برلمانية ملزمة لحماية المرأة والحفاظ على آدميتها ومنحها حقوها كاملة، وليس خلال مؤتمرات دعائية وانتقائية في البحر الميت الذي لم ولن يجدي نفعا، لأن المرأة العراقية أخذت تفقد كل يوم من هويتها الانسانية ومواطنيتها العراقية، عبر سلسلة من الاعتداءات على كرامتها وهدر حقوقها وعدم وضعها على قدم المساواة مع أخيها الرجل، لتطالب بالحقوق وتحصل على المزيد من المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ودليل على أن العهد الجديد أهملها ولم ينصفها، هو وجود مكتب للمرأة لهذا السياسي أو ذاك، لهذا الحزب الديني أو ذاك، للتنافس وإبراز العضلات الذكورية في استعراضات لاتصمد أمام تردي واقع المرأة العراقية، وكذلك للحصول على تمويل تحت العناوين العريضة للنهوض بهذا الواقع الأليم، ويأتي مؤتمر البحر الميت في هذا السياق حيث لن يأخذ البرلمان بمقرراته ولا الحكومة العراقية ليبقى في نهاية المطاف حبرا على ورق، وأنصح المؤتمرين باغتنام الفرصة والسباحة في البحر الميت لما لمائه من صفات علاجية ممتازة كانت ملكة سبا وكليوباترا استحمتا به كما يورد المؤرخون، ويعرف عن مياه البحر الميت شدة ملوحته حيث تصل إلى عشرة أضعاف ملوحة البحار في العالم وهو مفيد لعلاج الأمراض والمشاكل الجلدية مثل الصدفية والأكزيما وحب الشباب والنمش والزوان والكلف، ناهيك باراحة الجهاز العصبي والتخفيف من التوتر والاجهاد الناتج من عناء العمل اليومي وتنشيط الدورة الدموية واراحة الجهاز العصبي من قضية حقوق المراة العراقية التي لن تنالها إلا المرأة العراقية نفسها بنضالها الدؤوب وصبرها وتفرضها بقوة على أرض الواقع في العراق الجديد.



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي أول رئيس وزراء عراقي يكشف عن مصالحه المالية..ولكن!
- رحيل المعلم الأول
- وقفة مع الموازنة العامة لسنة 2009!
- تصدير أزمة الأحزاب الكردية إلى بغداد!
- ليدوم حبهما طويلا
- بين مطار النجف الدولي وهيئة الحج والعمرة!
- دعوة للشيخ الناصري بعدم التدخل في أسماء المرشحين لمنصب محافظ ...
- هل يعين محافظ ذي قار الجديد من خارج الأحزاب الدينية!؟
- لاتنتخب..انتخب!
- دموع حرّى على قبر الصديق أمير الدراجي
- التطبير والتعشير والانتخابات!
- نداء عاجل لإنقاذ أرواح (600 لاجئا) في السجون الوهابية السعود ...
- حتى يعلو الدخان الأبيض من قبة البرلمان العراقي!؟
- السيد زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للآثار المصرية .. ...
- موسم الانتخابات : هل تصوت عشائر ذي قار للوطن دون الطائفة وتم ...
- إستخارة رئيس البرلمان العراقي!
- إنطلاقة جديدة للعراق بخروجه من طائلة البند السابع
- حقا..ماالعلاقة بين خطبة الوداع وحفل افتتاح مدينة الألعاب في ...
- بوش والزيدي : هل هذا هو واجب الصحافي في العراق الجديد!؟
- في مزاد كريستي العالمي : مسؤولون عراقيون متهمون ببيع آثار عر ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق حربي - سمره ومسعده وبيتج على البحر الميت!!