أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - عثرت على البرهان














المزيد.....

عثرت على البرهان


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 05:08
المحور: الادب والفن
    


مرة أخرى بعد ربع قرن ٍ من الزمن يعاود ذلك الكابوس فصلاً من نشاطه المعهود
بهيئةٍ لا تشبه سابقاتها من حيث الزمان والمكان
وإستبدال القناع بآخر يبدو أكثر وسامة ً من أول وهلة .
ربما كان دخوله يشكل حدثاً بعيد التوقع إن لم ْ يكن مستحيلاً .
إذ كان موته قد دخل في عمق الزمن المنسي منذ تاريخ ٍ بعيد ،
وهذا هو مفتاح المفاجأة التي تشل القدرة على التصرف .
وبالرغم من كلِّ موجبات الذهول لمْ أرتعب منه ، وكانت فرحتي بقدومه جدُ عظيمة ٍ
وكأني كنت واعياً لما يجري وعلى علم ٍ بأنه قد جاءني من ذلك العالم المجهول
بوجهٍ ملائكي بشوش ، يُدخل البهجة الى القلب كعهدي به في حياته بلطفه ورقة خصاله .
تلك الجاذبية التي إمتلكها ( الخال ابو بشار ) وهبتني القدرة على إختراق الفضاء ،
وجعلتني أطير لإستقباله بجناحي شوق ٍ ومحبة ٍ ،
وكم ٍ هائل ٍ من شعور ٍ وإحساس ٍ فريد يغيب عنه الوصف .
يبدو انّه قد تهئ لهذه الحالة فأطبق على فمي براحة كفه التي أشعرتني بإقتراب نهايتي
وحتمية إفتراق الروح عن الجسد .
وفي لُجّة الصراع بين الرفض والقبول أوشكت على الإستسلام له راضياً ،
لو لا حالة الرفض التي جمحت في آخر لحظة ٍ من تلك المواجهة .
فكان لابد لي من رفسة ٍ قويةٍ للتخلص من ذلك الكابوس ،
الّذي جثم فوق صدري فجمعت كل إرادتي له .

* * *
إنزاح الكابوس وإنفرج عن تأجيل رحلتي الى العالم الآخر .
ولمْ تكن مقاومتي العنيفة لتحصل لولا إحتياج أهلي وأطفالي الصغار ،
لبقائي بينهم في أوج صعوبات هذا الزمن العجيب .
لم أُخبر أحداً بتفاصيل ما جرى وكنت على موعدٍ مع كابوس الليلة الثانية ،
فتوضح لي بأني جالس خلف مقعد ٍ إمتحاني في قاعةٍ كبرى ،
وإنتهيت ُ من الإجابة عن الأسئلة ، وهممتُ بتسليم إجاباتي للمراقب المكلف بالأمر .
وبين لحظات التسلم والتسليم علمتُ باني قد أجبت عن ثلاثة أسئلةٍ من أصل خمسة .
أمسك المراقب بطرف الدفتر وأنا بطرفه الآخر متوسلاً إليه أن يعيده إليَّ لإستكمال الاجوبة .
وهو يجابهني بالرفض المطلق .
وبينا أنا في دوامة التوسلات والقلق المستمر على الأوراق من التمزق ،
إستجاب لطلبي وسلمني الدفتر مع ورقة الأسئلة الإمتحانية ،
تركَّز بصري على سؤال ٍ صيغ بطريقة ٍ غامضة :
( صورٌ لساعاتٍ بأحجام ٍ وأشكال ٍ غريبة ٍ .. وجميعها تشير بعقاربها لأوقات ٍ مختلفة ٍ )
إستشكل عقلي في التوصل الى ذلك اللُغز الغامض .
رفعتُ رأسي عن الورقة وإذا أنا في مكان ٍ غير تلك القاعة .
وقد مَرَقَ من جانبي الأستاذ ( برهان ) ،
أومأ إليّ بإبتسامةً قد تعني شيئاً وتوارى مسرعاً ... !
حاولت اللحاق به ............. إلا إنني إستيقضت من نومي وقد إهتديتُ للجواب
بعد أن عثرت على البرهان ... !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر ــــ 1/ 8 / 2006
من مجموعتي القصصية ( أصداء تدوي في فضاءات أحلامي )



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيقاعات تغازل دموع الفرح
- ليلة القبض على حمورابي
- لا... انها ليست كفي !
- ما قيل عن فراسة المارشال
- الزائر الغريب ما عاد غريباَ
- العجوز لمْ تمت بعد /قصة قصيرة
- ما زلت بيننا يا عادل كوركيس
- قصص قصيرة جداً
- البحث عن الحقيبة الضائعة
- اسم الوليد القادم ابوذر
- الغراب وبيض العصافير
- رحلة الصعود / قصة قصيرة
- نابو / مسرحية
- الوردة البيضاء تغني / قصة قصيرة
- ماء يتدفق من بئر بترول
- النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال
- هذيان عند أطراف السماء
- الضباب في امريكا / مسرحية
- العجوز الشمطاءعند خط الشروع / قصة قصيرة
- نهاية الثعلب الماكر / مسرحية للاطفال


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - عثرت على البرهان