أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - ماء يتدفق من بئر بترول














المزيد.....

ماء يتدفق من بئر بترول


حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2625 - 2009 / 4 / 23 - 07:07
المحور: الادب والفن
    



اخذ اليأس والملل يدب في نفوس الجموع المحتشدة في صفوف طويلة امام محطة تعبئة الوقود بعد ان تسربت اخبار عن توقف ضخ البترول من المصفاة الرئيسية للمدينة .... !
لليوم الثالث يمضي واقفاَ في السرب المزدحم ،
لعل الشاحنة المنتظر قدومها تأتي ، وعلى افتراض اتيانها ، فهل بأستطاعته ان يملأ صفيحته بين قطيع لا تسمع غير صريخهم وعراكهم المستمر ؟
ان مدفئته الصدئة الواهنة كجسمه ستظل عطشى بأنتظار المغيث . وما فائدة الوقود ما دام الماء قد انقطع عن الضاحية منذ ان بدأ الحصارالرهيب حولها ؟..
الناس جميعاَ صاروا في حيرة من امرهم ما بين البحث عن الماء أوالانتظار في محطة الوقود .
ترك صفيحته الفارغة في الحشد المصطف بعد ان اوصى عليها شاباَ كان يقف في طابور الانتظار،
وجلس بعيداَ ليتشمس وليدفع عن مفاصله برد الشتاء القارس .
اشعل سيجارة ونفت من شفتيه زفيراَ قاتماَ نحو السماء المصبوغة بالدخان الاسود بديلاَ عن الوان قوس قزح كان يغطيها ايام زمان .
كان يتأمل الشمس التي اوشك قرصها ان يحتجب عن النظرعندما صاح احدهم :
لقد تدفق الماء من البئر .
تركتْ الصفوف المنتظرة للوقود اماكنها وهرولتْ بأتجاه البئر المتدفقة بالماء .
حاول ان يشق طريقه بحثاَ عن صفيحته التي اشرفت على الهلاك تحت الاقدام ،الا ان حشوداَ عصفت به خلاف رغبته فوجد نفسه امام البئر المغدقة .
ولم يدر كيف حلت قدماه في ذلك المكان .
اغترف بكفيه شربة من ماء البئر الغروف لم يهنأ بلذة مذاقها فقد امتصها منه صوت من بين الحشد : لا فائدة لما تفعل ،عليك ان تجمع منه تحسباَ للايام الصعبة التي في طريقها الينا .
انتبه لصحة ذلك الكلام ، وانسحب بحثاَ عن وعاء كي يملأه ماءَ ..
لمح في الرصيف المقابل برميلاَ صغيراَ، ركض نحوه فلم ينله اذ سبقه اليه شخص آخر .
اسرع نحو البناية التي يقطنها فلم يعثر على مفتاح شقته ، اشرأب بعنقه من الشرفة العالية للبناية ،رأى الجموع في حشد متزايد حول الماء المتدفق بقوة .
ظل حائراَفي طريقة للحصول على الماء لحظة سماعه لصوت غليظ منبعث من المذياع :
( ايها المواطنون ... اشاع نفر من المغرضين خبراَ كاذباَ عن تدفق الماء من بئر ناضبة في محاولة لأثارةالفوضى والبلبلة بين الناس ،
ندعو من الجميع التزام الهدوء وعدم تصديق تلك الشائعات المغرضة ،
ان الماء قادم اليكم وما عليكم الا الصبر على العطش...ايها المواطنون ...ايها الموا ... طنون .......)
استمر المذياع في تكذيب الخبر ، بينما ظل مبهوناَ بين ما يراه امام عينيه وما ذاقه وما يسمعه من المذياع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر 18 / 12 / 1981
من مجموعتي القصصية ( أصداء تدوي في فضاءات أحلامي )



#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبع العظيم في الارض الطيبة / مسرحية للأطفال
- هذيان عند أطراف السماء
- الضباب في امريكا / مسرحية
- العجوز الشمطاءعند خط الشروع / قصة قصيرة
- نهاية الثعلب الماكر / مسرحية للاطفال
- أنا.. وأنا
- الصنم الذي هوى وتهشم / قصة قصيرة
- ذلك الرجل كان اسمه صخي / قصة قصيرة
- الانتظار /قصة قصيرة
- رسالة متأخرة الى صديقي كامل شياع
- س..ايها الرجل المسكين/قصة قصيرة
- المسرح الاليزابيثي وتطور الدراما في انكلترا 1576 1603
- وأنا احلمُ .....


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الحيدر - ماء يتدفق من بئر بترول