أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - في ذكرى نكبة فلسطين














المزيد.....

في ذكرى نكبة فلسطين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 07:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


يحيي الشعب الفلسطيني هذه الايام الذكرى الستين للنكبة الكبرى التي حلت بهذا الشعب في 15 ايار 1948 . والتي تمحضت عن اقامة دولة اسرائيل على 78.4% من اراضي فلسطين التاريخية ، وتشريد الشعب الفلسطيني في ارض اللجوء في كافة ارجاء المعمورة . وقد رافقت هذه النكبة مذابح جماعية وجرائم حرب ضد الانسانية ، ولم تكن مذبحة دير ياسين الا واحدة من سلسلة مذابح كانت تستهدف ترويع ما تبقى من الفلسطينيين لإجبارهم على الهرب من وطنهم طلبا للنجاة بأرواحهم ، لأن قادة الفكر الصهيوني يريدون دولة عبـرية خالصة نقيـة مـن " الاغيار " الغرباء .
ومن المفارقات التي لم تعد عجيبة ان يهود اسرائيل يحتفلون بهذه المناسبة كعيد استقلال لدولتهم ؟ وهذه المفارقة تؤكد من جديد ان " مصائب قوم عند قوم فوائد " . وهذه المفارقة هي التي وضعت المنطقة في صراع تناحري حصد ارواح مئات الاف الضحايا بين قتيل وجريح من الطرفين . وواضح ان هذا الصراع منذ بدايته وحتى الان يستمر في ظل عدم وجود توازن قوى بين الطرفين او الاطراف المتصارعة .
ومعروف ايضا ان اسرائيل التي ما كانت لتقوم كدولة ، لولا تواطؤ قوى عظمى مع الحركة الصهيونية . فبريطانيا التي خرجت من الحرب العالمية الاولى منتصرة ، اصدرت وعد بلفور في الثاني من تشرين عام 1917 وتعهدت فيه باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، وتزامن ذلك مع اتفاقية سايكس – بيكو بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم العالم العربي الى دويلات ،وهذا يؤكد ان التخطيط لاقامة دولة لليهود في فلسطين لا علاقة له بضحايا النازية من اليهود، وبريطانيا التي فرضت انتدابها على فلسطين بعد الحرب الكونية الاولى وحتى 15 ايار 1948 هي التي سلحت ودربت العصابات الصهيونية ، وسلمتها قواعدها العسكرية عند انساحبها ، كانت تعدم الفلسطيني شنقا حتى الموت اذا ما ضبطت معه رصاصة فارغة ،وللتذكير فقط فقد كان الحلم الصهيوني باقمة دولة لليهود في فلسطين قد سبق ذلك بكثير ،فالمؤتمر الصهيوني الاول عقد في مدينة"بازل" في سويسرا عام 11897 وحسم الصراعات حول مكان اقامة دولة اليهود،فبعضهم كان يقترح الارجنتين في امريكا الجنوبية،وبعضهم اقترح اقامتها في أوغندا في افريقيا.
واسرائيل التي استمدت شرعية وجودها من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم -181- المعروف بقرار التقسيم والصادر في 29 نوفمبر 1947 ، لم تكتف بالحدود التي اعطاها اياها قرار التقسيم ، والتي بموجبها تسيطر على ما مساحته حوالى 52% من فلسطين، بل تعدته الى اكثر من ذلك بكثير . كما انها قبلت بجزء من البند الذي ينص على اقامة دولة يهودية ، ورفضت جزءه الثاني الذي ينص على اقامة دولة عربية فلسطينية، ورغم صغر مساحة فلسطين التي لا تزيد عن 26 الف كيلو متر مربع ، فإن التداخل السكاني بين اليهود الذين هاجروا الى فلسطين ، واصبحوا مواطنين في دولة اسرائيل ، وبين المواطنين الفلسطينيين العرب المواطنين الأصليين لهذه البلاد أمر ظاهر للعيان.
وهذا التداخل الناتج عن الاطماع الصهيونية التوسعية ادى الى حروب متواصلة حتى حرب حزيران 1967 والتي اوقعت كامل اراضي فلسطين التاريخية تحت السيطرة الاسرائيلية، اضافة الى اراضي عربية اخرى . وهذا التداخل السكاني له تعقيداته الأخرى ، فمثلا تبقى في الاراضي التي قامت عليها اسرائيل مائة وخمسون الف فلسطيني عضوا على تراب وطنهم بالنواجذ ، تكاثروا واصبح عددهم الآن حوالي مليون ونصف انسان ، جزء كبير منهم لاجئون داخل وطنهم ، فاسرائيل التي تعتبرهم مواطنين فيها، ويحملون حنسيتها صادرت غالبية اراضيهم ، ورحلت الآلاف منهم من مدنهم وقراهم ، وتعاملهم كمواطنين ناقصي المواطنة في مختلف المجالات ، حتى ان بعضهم عبر عن ذلك بسخرية قاتلة عندما قال : " دولتي تحارب شعبي ، وشعبي يحارب دولتي " وهؤلاء الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة التي حلت بهم ، فاستقلال " دولتهم " هو نكبة لهم ، فدولتهم " تضطهدهم وتسلبهم انتماءهم القومي وتحارب شعبهم وأمتهم ، ويعي قادة الفكر الصهيوني مدى التناقض الذي يعيشونه ، ومن هنا فانهم يطرحون " يهودية الدولة " ليتخلصوا من مواطنيهم الفلسطينيين ،ولتكون اسرائيل دولة لليهود فقط وليس لكل مواطنيها،وهذا غير موجود في أي دولة أخرى في العالم.
واسرائيل الصهيونية القائمة على الاستيطان والتوسع ، قامت ببناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ، وفي الجولان السورية ، ونقلت اليها مستوطنين يهود في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع ، ونكلت بالفلسطينيين في الضفة الغربية وفي جوهرتها القدس شرّ تنكيل في محاولة منها لاجبارهم على الرحيل عن وطنهم ، كما أنها تشن حربا مفتوحة على قطاع غزة منذ انقلاب حماس وسيطرتها على القطاع،وتتمثل هذه الحر بالحصار التجويعي وبالقصف الجوي ،ووصلت الحرب ذروتها في 27 ديسمبر -كانون اول - الماضي بالحرب التدميرية الحارقة على القطاع المنكوب ،ويتواصل الحصار ويتواصل الدعم لاسرائيل من دول العالم وخصوصا من الدولة الاعظم في العالم .
واذا كانت اسرائيل وامريكا تعيان ما تقومان به ، وما تخططان له ، فإن غالبية الدول العربية إمّا موافقة أو ساكتة على ذلك ، أو لا يعنيها الامر شيئا ، فالسفارات الاسرائيلية في اكثر من عاصمة عربية ، والدبلوماسيون الاسرائيليون يدخلون غالبية العواصم العربية ، والغاز المصري يتدفق الى اسرائيل ، والحصار مستمر على قطاع غزة ، والاستيطان مستمر في الضفة الغربية .
وتستمر الدعوات لاستئناف المفاوضات دون تحديد سقف زمني لها ،ودون اعتراف اسرائيل بانها دولة محتلة ودون استعدادها لقبول قرارات الشرعية الدولية ، ودون موافقة اسرائيلية على وقف الاستيطان أو ازالة الحواجز العسكرية التي حولت الحياة في الضفة الغربية الى جحيم لا يطاق .فهل اسرائيل جاهزة لمتطلبات السلام ؟ والجواب ان كل الدلائل تشير الى عكس ذلك تماما ، وواقع الانقسام الفلسطيني يساعد على ذلك ، ولتبقى النكبة مستمرة وتبقى المعاناة مستمرة .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب في العراق وغيره
- وقفة مع الاول من ايار
- قراءة في ديوان الشاعر تميم البرغوثي
- سرّ الرائحة قصة أطفال تدعو للحفاظ على البيئة
- اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه
- القدس مدينة التعددية الثقافية
- الثقافة المحلية ليست بالحسبان
- -السنجاب الخائن- حكايات على شكل قصص
- ثقافة - العصرنة -
- القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية
- السحر - حكاية شعبية
- أخلاقيات الحروب وجرائمها
- في انتظار فارس الأحلام
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - في ذكرى نكبة فلسطين