أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ثقافة - العصرنة -














المزيد.....

ثقافة - العصرنة -


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 00:47
المحور: الادب والفن
    



بدون مؤاخذة :
ثقافة " العصرنة "
ذكرت وسائل الاعلام أن " عقدا " ذهبيا للمطربة الراحلة أمّ كلثوم قد بيع قيب يضعة شهور في مزاد علني في دبي بمبلغ مليون وثلثمائة وخمسة وثمانين ألف دولار ، في حين كان يتوقع المشرفون على المزاد أن يباع بمبلغ ثلثمائة وخمسين ألف دولار ، ومع احترامنا للفن الطربي الرفيع الذي قدمته الراحلة أمّ كلثوم ، واستحقت عليه بجدارة لقب " سيدة الغناء العربي " ومع فقداننا لجيل عمالقة الفن الحقيقي الرفيع الذي يتمثل بفنانين كبار أمثال الراحلين :محمد عبد الوهاب ، فريد الاطرش ، عبد الحليم حافظ ،ناظم الغزالي وأخرون فإننا نغبط ورثة أمّ كلثوم على الملايين التي حصدوها ،وسيحصدونها من وراء تركة مُورّثتهم- على فكرة أمُ كلثوم كانت عاقرا - ، خصوصا وأنه سيكون مزاد آخر في 28 نيسان الحالي ، مع التذكير أن ثمن " العقد " المباع الحقيقي لا يتجاوز الثلاثين ألف دولار ، وكذلك فإننا نفزع من المغنين الجدد الذين "أبدعوا" لنا أغنيات تليق وتخلفنا الحضاري مثل أغنيات: " ليك الواوا .... بوس الواوا " و " بحبك يا حمار " و " يا البيتجانة " و " يا البردقانة " ويا ويل الذائقة الفنية لجيل الشباب من هكذا فنون ....الخ
لكن الملايين المدفوعة ثمنا لقطعة واحدة من مجوهرات أمّ كلثوم تذكرنا بما رواه لنا أحد الكتاب الذي كان في ضيافة أديب عربي مبدع كبير، وترجمت أعماله الى عدة لغات ، فجاءت طفلة ذلك المبدع التي لم تتجاوز الثلاثة أعوام في حينه، وأخذت ترقص في "الصالون " مقلدة ما تراه على الشاشة الصغيرة ببراء الطفولة التامة ، فخاطبها والدها بسخرية قاتلة قائلا : ارقصي وتعلمي الرقص فدخل راقصة في ليلة واحدة يساوي دخل والدك طيلة حياته ، وهذه اشارة لاذعة الى أمتنا التي يحركها الطبل والمزمار ، ولا تلتفت الى الأدب الرفيع أو الى مواكبة العلوم المتزايدة والمبتكرة في كل دقيقة .
مع التذكير أن الأدباء والمفكرين في وطننا العربي يعيشون على هامش الحياة الاقتصادية لأن أدبهم وفكرهم لا يغني ولا يسمن من جوع في أمّة " اقرأ" التي لا تقرأ .ويحضرني هنا بمرارة ولوعة أن أحد المفكرين العرب الذي ضاقت به بلاده ،ووجد ملاذا آمنا في باريس ،ارتدى معطفا في قائظة الصيف بعد أن وصل حافة الرّدى من الجوع ، ودخل متجرا كبيرا "ليسرق" قطعة معجنات يسدّ رمقه بها،فلفت معطفه أنظار أمن المتجر الذين راقبوه ، وألقوا القبض عليه متلبسا بالجرم المشهود،وعندما تعرفت الشرطة الفرنسية على هوية المتهم ،اعتذرت الحكومة الفرنسية له ولتقصيرها معه ،وصرفت له راتبا شهريا يعتاش منه ،وخصصت له بيتا يسكنه.
وعودة الى صاحبنا الذي اشترى " عقد " أمّ كلثوم ، والله اعلم كيف هبطت عليه الملايين ، بحيث ان ترف الحياة ومجونها دفعه الى صرف بعض منها على " عقد " جواهر بخمسين ضعفا من ثمنه الحقيقي .
وبما ان الغناء هو ايضا من النتاج الثقافي لأيّ أمّة ، وبما ان وزراء الثقافة العرب قد اجمعوا على اعتبار " القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 " فهل سمع اصحاب الملايين العرب بالقدس وبالفاجعة التي تعيشها ؟؟ وهل هم مستعدون للتبرع لانقاذ ثقافتهم العربية وحضارة أجدادهم المهددة في القدس ؟؟ وهل هم مستعدون حتى لطباعة كتاب عن تاريخ القدس وترجمته الى اللغات الأخرى كي لا يسلب تاريخ المدينة كما سلبت جغرافيتها ؟؟ وهل القدس بتاريخها وموقعها الديني وحضارتها وجلها وجلالها تساوي عندهم أغنية من أغاني مطربيهم المفتونين بهم ؟ انني أشك في ذلك ، فهذه أمور خارجة عن حساباتهم وعن دائرة اهتماماتهم ، ومعرفتهم بها قد يسبب ازعاجا لهم ، وهل تضدقون أن أحد " المثقفين العرب الأشاوس " ظهر على احدى الشاشات العربية مفاخرا بانتمائه قائلا :" بانه يتعاطف مع ضحايا فيضان أصاب احدى الدول العربية المجاورة لدولته أكثر من تعاطفه مع الضحايا الذين يسقطون في فلسطين والعراق بدون ذنب اقترفوه؟ وحجته في ذلك أنهم بعيدون عنه . ونحن اذ نتعاطف مع ضحايا الفيضانات وكوارث الطبيعة وغيرها في كل الاقطار العربية بل وفي العالم اجمع ، الا أننا نتساءل عن مدى انتماء هذا " المثقف " ليس للعروبة فحسب بل للانسانية ، عندما لا يرف له جفن على اطفال تـُمزق الأسلحة التدميرية المحرم استعمالها دوليا اجسادهم في فلسطين والعراق ؟ ولا نملك الا أن نردد " لك الله يا قدس " وأن نغني بحسرة " أمجاد يا عرب أمجاد " وأن نرقص طربا على أشلاء شهدائنا لأننا لا نملك "اذا رأينا أناسا يعبدون العجل الا أن "نحش"- نجمع له الحشيش- ونطعمه" .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية
- السحر - حكاية شعبية
- أخلاقيات الحروب وجرائمها
- في انتظار فارس الأحلام
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال
- السمك لمن يعمل
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - ثقافة - العصرنة -