أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - في انتظار فارس الأحلام














المزيد.....

في انتظار فارس الأحلام


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2592 - 2009 / 3 / 21 - 05:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


معرض الفن التشكيلي " فارس الأحلام " الذي افتتح يوم الثلاثاء 17-3- 2009 في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، ويستمر حتى مساء 24 اذار الحالي ، وما يحويه من لوحات فيها تجديد وتميز للفنان احمد كنعان ابن مدينة طمرة الفلسطينية ، يعني الشيء الكثير لعروس المدائن التي تتعرض لهجمات شرسة من أجل تزييف تاريخها وجغرافيتها . واذا كانت المدينة عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي 2009 فإن هذه اللوحات في هذا المعرض الفني تؤكد من جديد أن القدس وما تحويه من مقدسات هي في وجدان كل فلسطيني وكل عربي ، وكل مؤمن في الأرض ، ففي صدر المعرض لوحة " في انتظار المخلص " تظهر مدينة القدس القديمة بصورة شائهة ، بعض مظاهرها الدينية والتاريخية ظاهر على استحياء ، وبعضها يغيب خلف الألوان ، لتتداخل الألوان ، ومعالم المدينة مشكلة الرسم التاريخي المأثور لصلاح الدين الايوبي محرر القدس من الصليبيين في اواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، فهذه اللوحة تختصر " سيرة المدينة " الأسيرة في مرحلتها الراهنة ، فهي ترفض الأسر ، وتنتظر الفارس المخلص ، في حين أن لوحة " القدس من خلال المشربية " التي تقف على يمين لوحة " المخلص " تغيب ملامح المدينة فيها ، وهذا واقع المدينة الراهن ، التي جرت أعمال كثيرة شوهت معالمها التاريخية والحضارية ، ويجري التخطيط والتنفيذ لتغيير ما تبقى منها ، وتسبق هاتين اللوحتين في صالة العرض لوحة " لاجئون " وفيها آلاف الاشخاص من الرجال والنساء والأطفال الذين يحملون بعضا من أغراضهم ،ويسيرون جماعات في طريق المجهول ، مديرين ظهورهم لوطنهم ، ولمن تبقى من أبناء شعبهم ، لتكتمل ثلاثية النكبة والنكسة وغيرها من المسميات ، وكأنّي باللوحات تنطق قائلة بأ نه لولا نزوح هذه الآلاف المؤلفة من المواطنين ، لما غابت معالم الأصالة والتاريخ عن مدنهم وقراهم، وفي مقدمتها القدس الشريف ، وتفصل بين لوحتي القدس ، وثلاث لوحات على يسارها تحمل اسم " جنين خلف المشربية " لوحة " القافلة " التي تظهر أسرابا عارية من النّوق تمشي في واحة ، وتنعكس ظلالها في الماء . فهل جاءت لوحة " القافلة " تحمل مضامين أبعد من الرسم المجرد ، أم أنها عبثية الفن ؟؟ ولماذا اختار الفنان هذه اللوحة ؟ هل لأن الجِمال " النّوق " جزء من التراث العربي ؟؟ أم أن " النّوق " برمزيتها التراثية تنتظر من يمتطيها لتحقيق " الحلم العربي " في الوصول الى الاهداف الضائعة في القدس وجنين ومحيطهيما ؟؟؟ فلوحات جنين الثلاثة التي تظهر نـُتفا من المدينة ومخيمها تطرق جدران الخزان لما تعرضت له المدينة ومخيمها من مذابح وتدمير ما بين الاعوام 2002 و 2006 تاريخ رسم اللوحات ، جاءت لتكمل صورة القدس التي يجري تشويهها من خلال تغيير ملامحها وسرقة تاريخها على مرأى ومسمع العالم اجمع .

غيرأن الداخل الى المعرض يجد الى يمينه عددا من اللوحات التشكيلية اللافتة ، أولها لوحة " أحلام عازفة كمان " وهي صورة لحسناء قروية ترتدي الثوب الفلاحي ، وتقف على لوحة من بلاط " المزايكو " - الذي كان سائدا استعماله في فترات سابقة -، وتعزف على الكمان ، ومعروف أن الكمان آلة موسيقية غربية ، فلماذا اختارها الفنان ؟؟ ولماذا لم يختر آلة موسيقية شرقية كالعود أو الطبلة أو المزمار أو الناي ؟ ومع أن الفنان غير ملزم بتفسير أعماله إلا أن أحمد كنعان اجاب على سؤال عابر في المعرض حول ذلك ، بأن هذا ما شاهده على ارض الواقع ، ومع ما تحمله هذه الاجابة من خصوصية الا ان الناظر يستطيع أن يقرأ اللوحة كل حسب خلفيته الثقافية ، الا أن لوحة " ملكتي " والتي اثارت هي الأخرى تساؤلاتي الشخصية – على الأقل – والتي طرحتها على فنانين اثنين تواجدا في المعرض ، واللوحة عبارة عن امرأة تثني ركبتيها ووسطها مديرة ظهرها للناظر ، وتعبث بهاتف نقال ، وما لبثت هذه التساؤلات أن تبخرت عندما علمنا أن اسم زوجة الفنان هو " ملكة " وهذا اغراق في الخصوصية لا يستطيع الناظر للوحة أن يفهمها دون أن يعلم تلك المعلومة البسيطة .

واللافت في المعرض هو اللوحات الفنية المختبئة خلف المشربيات ، والمشربيات هي احدى الفنون المعمارية العربية الاسلامية التي ظهرت في الاندلس وغيرها من المناطق ، وهي مبنية من الحجارة أو الخشب ، ولا تزال مستعملة بشكل وآخرحتى ايامنا هذه في بعض البيوت، حيث تحجب رؤية من في البيت عن عيون الناظرين ، في حين أن من في الداخل يستطيع رؤية من في الخارج ، وهذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها أنا شخصيا لوحة تغطيها " المشربيات " واعتقد انها سبق يسجل لصالح الفنان ، فلوحة " فارس مختبئ " واللوحة مغطاة بالمشربية لها قراءات متعددة ، حسب ما يختبئ في نفسية الناظر ، وحسب أحلامه ، فقد يكون الفارس فارس الأحلام لفتاة تحلم بالزواج ، وقد يكون الفارس منقذا في الهمّ السياسي .

لكن لوحة " العروس " هي مثيرة للجدل ايضا ، فاللوحة لفتاة حسناء ، واللوحة الفنية مغطاة بالمشربية ، تنعكس الظلال على ما يظهر من وجه الفتاة ، مما يجعل الناظر " يتلصص " في محاولة منه لاستكشاف ما يختبئ خلف هذه المشربية ، وهذه اللوحة المثيرة للتساؤل .وعندما نعلم أن ما أوحى للفنان برسم هذه اللوحة هو أن العروس تزوجت من غير دينها ، وما أثار هذا الزواج من مشاكل لها ولعائلتها ولزوجها وعائلته ، فإننا نرى أن الفنان هنا يطرح قضية اشكالية كبيرة ، هي الزواج المختلط بين اتباع الديانات المختلفة ، خصوصا وأن الديانة الاسلامية تحرم زواج المسلمة من غير المسلم ، وبالرغم من ان هذه القضية موجودة في مجتمعاتنا ، وان كانت ردود الفعل عليها تتفاوت بين مجتمع وآخر إلا أنه يجري التعتيم عليها أو تجاهلها في وسائل الاعلام .

يبقى أن نقول ان هذا المعرض لافت للانتباه ، ويؤكد من جديد أن الفنان هو ابن بيئته ، وأن اللوحة الفنية قد تختصر رواية معينة في السجل التاريخي لشعب ، وأنها قد تغني عن قراءة رواية اجتماعية أو سياسية،وهنا يأتي دور الفنان.

القدس في 20-3-2009





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال
- السمك لمن يعمل
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - في انتظار فارس الأحلام