أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - القدس من قبل ومن بعد














المزيد.....

القدس من قبل ومن بعد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 08:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع ان اسرائيل لم توقف ممارساتها التهويدية لمدينة القدس الشرقية منذ اليوم الاول لوقوع المدينة تحت الاحتلال في حرب حزيران .1967 الا انها ما أن أوقفت حربها التدميرية الهائلة الأخيرة على قطاع غزة ، حتى أعادت حملتها على القدس بطريقة مسعورة وتدميرية ومتسارعة بشكل لافت ، تهدف من ورائه الى فرض حقائق على الارض تخدم اهدافها وأطماعها التوسعية في المدينة ، فقد اصدرت قرارات في أقل من اسبوع بهدم ثمانية وثمانين منزلا في حيّ البستان في القدس ، وخمسة وثلاثين منزلا في راس خميس عند مدخل قرية عناتا ، ورصدت مبلغ ستمائة مليون شاقل لتغيير ملامح القدس الشرقية القديمة ، وقررت بناء مخفر شرطي قرب الحائط الغربي للمسجد الاقصى ، وسمحت في ذكرى المولد النبوي الشريف لمجموعة من المتطرفين اليهود باقتحام المسجد واقامة الصلوات والطقوس الدينية فيه تحت حماية الشرطة ، اضافة الى القرار بالاستيلاء على ثمانية وعشرين منزلا في حيَ الشيخ جراح .
واسرائيل لا تخفي أطماعها في السيطرة الكاملة على ما تسميه " مدينة داود " وهو الجزء الأعظم من قرية سلوان الواقع ما بين وادي الحلوة وطنطورة فرعون ، وتمتد الى محراب المسجد الاقصى وبابي المغاربة والنبي داود ، اضافة الى ما تسميه " الحوض المقدس " وهو السفوح الجبلية الغربية لجبل الزيتون - حيّ الصوانة - ومنطقة واد الجوز وحيّ الشيخ جراح .
وهذه الاجراءات المتسارعة ، تأتي بعد احكام اغلاق المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها الفلسطيني وامتدادها العربي بجدار التوسع الاحتلالي ، وتمزيقها باقامة اثنتي عشرة مستوطنة يقطنها حوالي مائتين وعشرين الف مستوطن ، اضافة الى احاطتها بسوار آخر من المستوطنات الأخرى خارج جدار التوسع ، ويضاف الى كل ذلك الحفريات الاسرائيلية التي مزقت أحشاء المدينة ، ونخرت أساساتها بما في ذلك اساسات المسجد الاقصى أحد اقدس مقدسات العالمين العربي والاسلامي،وأحد المساجد الثلاثة التي تـُشد اليها الرحال.
واسرائيل التي بدأت اجراءاتها التهويدية منذ اليوم الاول لاحتلالها للمدينة قامت بهدم أحياء باب المغاربة والنمامرة وحارة الشرف المحاذية لحائط البراق الحائط الغربي للمسجد الاقصى ، وشردت مواطنيها ، وبنت مكانها حيّا استيطانيا يهوديا ، تسابق الزمن لطمس المعالم العربية والاسلامية في المدينة في محاولة منها لتكريس ما تسميه " القدس الموحدة العاصمة الأبدية لدولة اسرائيل " ولتنفيذ هذه السياسة فإن قوانينها المطبقة على القدس والمقدسيين الفلسطينيين ، تستهدف تهجيرهم من مدينتهمم ، وحصر عددهم الى ما يقل عن 12% حسب مخطاطاتهم ، في حين يشكلون الآن ما معدله 35% من سكان القدس الشرقية والغربية ، وغني عن القول ان سياسة التطهير العرقي في القدس هي انتهاك صارخ لحقوق الانسان ، وللقانون الدولي ، ولقرارات مجلس الأمن الدولي .
وما التسريع الاسرائيلي في سياسة تهويد القدس الا استباق لأيّة حلول مستقبلية قد تفرض من قبل الأطراف الدولية الفاعلة في المنطقة .
ومع ان الاسرائيليين يعلمون علم اليقين ما تمثله القدس بالنسبة للعرب والمسلمين ، خصوصا المسجد الاقصى الذي يعتبر جزءا من العقيدة الاسلامية ، وهذا ما عبرت عنه جولدة مائير رئيسة وزراء اسرائيل الراحلة عندما أشعل أحد المجرمين النيران في المسجد الأقصى في آب 1969 بقولها ان ذلك اليوم كان اصعب يوم في حياتها لخوفها من ردة الفعل العربية والاسلامية على تلك الجريمة ، واذا كان الشيء بالشيء يقاس فإن التخاذل العربي والاسلامي ، والسكوت الدولي هو الذي يشجع اسرائيل على ممارساتها في القدس وغيرها من المناطق العربية المحتلة .
وما الاجراءات التهويدية الاسرائيلية في القدس الا دليل ساطع على عدم جاهزية اسرائيل الرسمية لأيّة حلول للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، وهي بالتالي تتحمل كافة المسؤولية عن نتائج استمرارية هذا الصراع .
فالقدس بشكل عام والمسجد الاقصى بشكل خاص ملك لجميع العرب والمسلمين وكافة المؤمنين في الارض ، وشاء قدر الفلسطينيين ان اختارهم الله ليكونوا سدنة لأماكنها المقدسة الاسلامية والمسيحية نيابة عن العرب والمسلمين والمسيحيين ، ولا يمكن ان يسود السلام العادل والدائم في المنطقة الا بعودة القدس الى مواطنيها الأصليين ، كعاصمة لدولتهم العتيدة بعد زوال الاحتلال للارض العربية المحتلة في حزيران 1967 وايجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، وعنوان هذه الحلول هو عروبة القدس كونها مفتاح السلم ومفتاح الحرب أيضا .





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال
- السمك لمن يعمل
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - القدس من قبل ومن بعد