أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه














المزيد.....

اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2620 - 2009 / 4 / 18 - 06:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما يشترط بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل اعتراف العرب باسرائيل كدولة لليهود قبل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، فإن الذي لم يقله في نفس اللحظة وقاله سابقاً بأن لا انسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967 ، ولا تنازل عن القدس المحتلة ، ولا لوقف الاستيطان ، ولا لتفكيك المستوطنات .
ونتنياهو واضح وضوح الشمس في معتقداته وفي رؤيته للسلام المنشود ، وقد ذكر ذلك في كتابه " Place Between Nations " الذي تُرجم الى العربية تحت عنوان " مكان تحت الشمس " فهو يريد السلام مقابل السلام في ظلّ اسرئيل قوية وعرب ضعفاء ، ويتنازل للعرب عن أراضي المملكة الأردنية الهاشمية لتكون وطناً بديلاً للفلسطينيين ، فهي حسب رأيه أراض اسرائيلية، لأن أراضي اسرائيل تطل على الصحراء العربية ، والمقصود الجزيرة العربية .
ونتنياهو يزداد في مطالبه ،ففي حين لا يعارض بوجود " أقليات " في دولة اسرائيل ويستشهد في كتابه برأي معلمه ( جابوتنسكي ) " بأنه لا يضير الديمقراطيات وجود أقليات فيها" ، فباشترطه الجديد ومطالبته بدولة يهودية فإن ما لم يقله هو طرد الفلسطينيين من وطنهم لتبقى اسرائيل دولة يهودية نقية من " الغوييم " الغرباء .
ونتنياهو بهذا يدغدغ عواطف حليفه وزير خارجيته ليبرمان الذي تنكر لقرارات مؤتمر أنابوليس وخارطة الطريق ، ودعا سابقاً الى ضرب السدّ العالي في مصر لاغراق مصر وابادة شعبها بالكامل .
ونتنياهو بتصريحاته هذه أكثر وضوحاً من أسلافه الذين فاوضوا منذ مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991 وحتى الآن ، ولم يقدموا أيّ تنازل ، وقد صدق اسحق شامير رئيس وزراء اسرائيل في حينه عندما ضغط عليه جورج بوش الأب لحضور مؤتمر مدريد عندما قال : سأفاوض العرب عشر سنوات ولن أعطيهم شيئاً " وقد مضى على مؤتمر مدريد عشرون عاماً ، ولم تقدم اسرائيل شيئاً ، اللهم إلا اقامة السلطة الفلسطينية على السكان وليس على الأرض ، لتبرئة ذمة اسرائيل كدولة احتلال من التزاماتها تجاه مواطني الأرض المحتلة .
والعرب الذين طرحوا " المبادرة العربية " التي تقدم بها العاهل السعودي ، عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت عام 2002 عندما كان ولياً للعهد ، لم يسوقوا هذه المبادرة ،ولم ينشطوا دبلوماسياً لتطبيقها، وتركوا اسرائيل تحقق أطماعها التوسعية في الأراضي المحتلة بعد أن أسقطوا خيار الحرب بعد حرب أكتوبر 1973 ، ولم يستعملوا أيّ وسيلة ضغط لتحقيق خيار السلام بالمفاوضات .
وكان الأجدر بالعرب عموماً وبالفلسطينيين تخصيصاً أن يشترطوا على اسرائيل قبل البدء بأي مفاوضات شروطاً عادلة ، ولا تتناقض مع القانون الدولي ومع قرارات الشرعية الدولية ومنها : اعتراف اسرائيل الواضح بأن الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 هي أراضي محتلة لا يجوز استيطانها ، ولا ترحيل مواطنيها ، ولا يجوز تغيير ملامحها ، وأن لا سلام عادل ودائم دون الانسحاب الكامل منها ، ويجب وضع فترة زمنية محددة للمفاوضات ولتحقيق هذا الانسحاب. ولو فعلوا ذلك لما وصل الشطط والتعنت الاسرائيلي الى ما وصل اليه .
لقد اقتطعت اسرائيل من المبادرة العربية جزئية " اقامة الدول العربية والاسلامية علاقات طبيعية مع اسرائيل " وأرادت الحصول على ذلك قبل تحقيق شرط الانسحاب، وقد نجحت في ذلك ولو جزئياً ، واقتطاعها هذه الجزئية شبيه بموافقتها على قرار التقسيم 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 والذي ينص على اقامة دولتين هما اسرائيل ودولة فلسطين ، فقبلت بجزئية اقامة دولة اسرائيل ورفضت جزئية اقامة الدولة الفلسطينية .
ان العالم الذي قاطع حكومة حماس التي تشكلت بناء على انتخابات ديمقراطية في العام 2006 لعدم رضوخها لشروط الرباعية ومنها اعترافها باسرائيل ، ومحاصرته لقطاع غزة منذ انقلاب حماس في حزيران 2007 ومشاركة الدول العربية في هذا الحصار ، لم يحرك ساكناً أمام حكومة نتنياهو التي ترفض شروط الرباعية ، ومنها الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967 وفي مقدمتها القدس الشريف ، كما ترفض اتفاقات أنابوليس وخارطة الطريق وكافة قرارات مجلس الأمن الدولي ، وما الكيل بمكيالين في الصراع العربي الاسرائيلي الا نتيجة حتمية للضعف العربي وللتشرذم العربي ، واذا ما قالت الحكمة : "بأن العزم يأتي على قدر أهل العزائم " فإن لا عزم لدولنا العربية مع الأسف ، واذا ما أكدت الدول العربية أن المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة الى الأبد ، فإن أحداً لم يسمع شيئاً عن البديل



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس مدينة التعددية الثقافية
- الثقافة المحلية ليست بالحسبان
- -السنجاب الخائن- حكايات على شكل قصص
- ثقافة - العصرنة -
- القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية
- السحر - حكاية شعبية
- أخلاقيات الحروب وجرائمها
- في انتظار فارس الأحلام
- حكاية -أبناء السلطان- فيها حكمة كبيرة
- القدس من قبل ومن بعد
- رواية -التبر- لابراهيم الكوني والأصالة
- ليس دفاعا عن البشير
- الاستيطان حرب مفتوحة
- الإشاعة - حكاية شعبية
- ليبرمان يفهم العربية
- الثرثرة - حكاية شعبية
- الجحيم...
- مدينة الصمت والتميز في الابداع
- الأمنية - حكاية شعبية
- شرعنة الاحتلال


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - اسرائيل دولة يهودية وللفلسطينيين التيه