|
القراء وأتوبيس القاهرة العام
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2646 - 2009 / 5 / 14 - 08:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا المقال ننشره لاول مرة بموقع الحوار المتمدن . حيث سبق لنا نشره منذ ما يقرب من 4 سنوات بموقع ايلاف الالكتروني وبالتحديد يوم الثلائاء 18 أكتوبر 2005 * . وبعد أن فتح موقع " الحوار المتمدن " . الباب لتعليقات القراء . علي مقالات كتابه . – وبنهح متمدن لعله جديد من نوعه بين المواقع الالكترونية . يحافظ علي كتابه ويحترمهم . بأن يترك لهم حق قبول التعليقات وتنقيتها . من عدمه .. تذكرنا هذا المقال . ورأينا اعادة نشره لكم . نص المقال : في البداية لابد وأن نحدد ونقول اننا نقصد القراء أصحاب التعليقات علي المقالات التي تنشرها ايلاف للكتاب.. ولا يفوتنا الاقرار بأن نسبة من هؤلاء القراء أصحاب التعليقات - قليلة - ، هم من أفضل وأفاضل قراء الموقع كلما قرأت تعليقات قراء ايلاف علي ما يكتبه الكتاب ، فانني أتذكر علي الفور أتوبيس القاهرة العام.. وأتوبيس القاهرة العام يضم المثقف - الفقير -، والأمي الذي لا يعرف القراءة أو الكتابة..، والمتعلم ولكنه بلا أدني ثقافة ، والمتعلم المثقف الذي حظه من الوعي الفطري قليل ..، ومن يتمتع بوعي فطري كبير ولكن حظه من التعليم قليل ، ورجل الدين الواعظ ، واللص والنشال..، والبائعة التي تبيع الخضروات علي الرصيف بالشارع ، والموظفة بادارة حكومية ، والطالب الجامعي المهذب ، والحرفي الفج - أو العكس . ممكن أيضا - ، وذي اللحية المكتئب المقطب الجبين ، ولابس القميص المشجر ويمضغ اللبان والسلسلة الذهبية معلقة برقبته ، والمرأة المتوشحة بنقاب أسود يخفيها ، والفتاة ذات الملبس القصير الضيق.. وبسبب هذا التباين الغريب في نوعية من يستقلون الأتوبيس العام بالقاهرة فانه لو قام حوار جماعي تلقائي – وكثيرا ما يحدث هذا - ( ندوة شعبية أتوبيسية ) فسوف نسمع أيضا تباينا وتناقضا مماثلا لنوعيات الركاب في الآراء والأفكار والأسلوب والأخلاق والمفاهيم والمعتقدات.. ولو حدثت مشادة بين اثنين – وهذا كثير الحدوث نظرا للزحام - فانك سوف تسمع أشياء كثيرة.. عجائب وغرائب من الشتائم والقفشات المرحة والتعليقات الظريفة ، وأيضا بذاءات ووقاحات.. و كذلك ستسمع آراءا حكيمة عاقلة وأخري عميقة في حمقها ، أو فارغة لفرط جهل أصحابها.. وأذكر مشادة بالأتوبيس حدثت بين اثنين.. فسب أحدهما الدين للآخر.. فاذا براكب ثالث بآخر الأتوبيس وقد غضب واستنكر بشدة أن يسب أحد الدين.. فصاح فيه غاضبا : " يا ابن دين الكلب.. لا تسب الدين ، نحن في شهر رمضان. خلوا عندكم شوية ايمان ." فضج من بالأتوبيس جميعهم بالضحك..، بينما صاحبنا راح يتلفت حوله وينظر الي ملابسه ويراجع هندامه بحثا عن السبب الذي جعلهم يضحكون.. ! وكلما قرأت أغلب تعليقات قراء ايلاف الذين يعلقون علي المقالات المنشورة تذكرت أتوبيس القاهرة العام... قراء يكتبون تعليقاتهم بأسماء مستعارة . ليقولوا ما يحلوا لهم ، ويسيئون لمن يحلو لهم الاساءة اليه سواء كاتب المقال أو أحد المعلقين عليه . أو معلق ثالث يسيء الي معلق ثاني لم يعجبه تعليقه علي ما كتبه معلق أول قبلهما (!!) قراء مشاغبون..، وقراء سطحيون..، وقراء لا يحرصون علي منطق أو عقل فيما يكتبون، فلا تستطيع أن تفهم بالضبط ماذا يقصدون..، وقراء يسخرون لمجرد الرغبة في السخرية.. وقراء يتركون الكاتب ، ويتركون موضوع المقال ويشتبكون مع بعضهم البعض في خناقات لاصلة لها بالقضية المطروحة بالمقال ..! - تماما كما بأتوبيس القاهرة العام - ! ولذلك اشتكي أكثر من كاتب من كتاب الموقع من نشر تعليقات القراء..، وطالب أحدهم بعدم نشر تعليقات القراء علي مقالاته - سواء المؤيدة له في الرأي أو المعارضة.. ولعل آخر من كتبوا في هذا الشأن كان الأستاذ / أحمد أبو مطر يوم 18/9/2005 في مقال له بعنوان " جواسيس وخونة " ويلاحظ أن صاحب أكبر نصيب من تعليقات القراءعلي مقالاته هو كاتب جزائري ( سفسطائي ) وكذلك، مقالات الكتاب الذين ردوا علي سفسطته - بالذات - !!! ، وهم كتاب كبار ..! ولا أدري ان كان ذلك وعيا ، وحساسية ، وشدة حيوية في جهاز المناعة الطبيعي لدي القراء – والكتاب أيضا - ضد السفسطة ؟.. أم أن جاذبية السفسطائيين والبراعة الخبيثة التي تحملها دائما السفسطة . وشغف البعض بمنازلة السفسطائيين وحب مواجهة براعتهم الخبيثة تلك بما هو أبرع منها .. ربما كان ذاك الشغف أكبر شدا للقراء – وللكتاب أيضا - من أي شيء آخر ؟!.. لقطة من أدبيات قراء ايلاف : اسمحوا لنا بأن نقدم لكم لقطة واحدة من تلك الأدبيات " الي محمد البرجيلي : أنت الأوباش، وأهلك ، تعلم الكلام يا وسخ وتأدب " تلك اللقطة كانت من تعقيب لقاريء أسمي نفسه " أنور وجدي ".. - ردا علي تعليق لقاريء آخر - ضمن تعليقات علي مقال الباحث والكاتب " مجدي خليل " يوم 16/10 الجاري
وللأمانة هناك تعليقات لقراء لا ينقصها الكثير لكي تنشر كمقالات جيدة.. وأذكر من أصحاب تلك التعليقات علي سبيل المثال الأستاذ ابراهيم المغربي 12/10 الجاري-، والأستاذ فؤاد شباكا..ولا أقول د. جاك عطا الله – الذ كثيرا ما يكتب تعليقات - . لكونه كاتبا - بالاضافة لكونه طبيبا -
باحدي الصحف الكبري بالقاهرة - الأهرام - باب بعنوان بريد القراء - لعل المشرف عليه كان المرحوم عبد الوهاب مطاوع.. الذي رحل مؤخرا - وذاك الباب لا ينشر تعليقات القراء علي ما يكتبه الكتاب ، وانما آراء وخواطر وانتقادات أو انطباعت قراء.. ويبدو أن المشرف علي ذاك الباب كان يختار المقالات بعناية شديدة.. لدرجة أن تجدهم قراءا في مستوي الكتاب ، بل ان البعض منهم يفوق مستوي بعض الكتاب (!) ولكن للحق نقول أن كم الضحك والمفارقات والطرائف بذاك الباب.. لا يمكن مقارنته بما في ندوات أتوبيس القاهرة العام، أو بما في طرائف تعليقات قراء ايلاف.. فهو يفوقها بكثر . ويتميز بالنظافة وانعدام التجاوزات اللفظية . نظرا لانتقائها بعناية .
* رابط المقال . كما نشر أول مرة بموقع ايلاف http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2005/10/98789.htm قد تكون للمقال حلقة أخري بعنوان " أتوبيس القاهرة و قراء الحوار المتمدن " .. **********
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ومضات - 10
-
ومضات – 9
-
من فضائل وشمائل نبي الرحمة
-
ومضات – 8
-
ثقافة عربية وحضارة اسلامية : في لبس النعال وخلعها !
-
ومضات - 7
-
كلية طب الدجل . جامعة بعيركو
-
ثقافة الكشري ..!
-
الميكنة لخدمة الانسان لا لتهميشه وتجويعه
-
كتاب - الشرق يعوي - – عن المثلية
-
الترتيب الصحيح لسور القرآن
-
ومضات - 6
-
لغز الغاء ترخيص مجلة مصرية !
-
أيهما افضل مساجد المسلمين ام معابد البوذيين؟
-
- صديقة محمد - أم كلثوم الصعيدية . وصفحة منسية في تاريخ الغن
...
-
ومضات - 5
-
الله المصري ، وباقي الآلهة .
-
مذكراتي في كندا - 8
-
المجلس الأعلي لآل بيت العنكبوت
-
ومضات – 4
المزيد.....
-
بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم
...
-
مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ
...
-
الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا
...
-
مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي
...
-
نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول
...
-
بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص
...
-
أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
-
فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟
...
-
فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
-
بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|