أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راغب الركابي - التغيير و الإصلاح














المزيد.....

التغيير و الإصلاح


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هو حاجة طبيعية لكل مواطن عراقي ، لأنه يرتبط بواقع الحال المُهشم الكثير التصدعات ، واقع الحال الذي كان ولازال يُعيد إنتاج نفسه عبر وجوه أخرى ، واقع الحال الذي صنعه الظلم والأستبداد مما أفقد المواطن معنى الهوية وأفقده معنى الشعور بالغد وبالمستقبل ، والتغيير والإصلاح حاجة شعبية تلامس كل وجدان وكل ضمير حي ، ذلك لأنه شعور في العمق يشمل في عمله مستويات الحياة كافة ، إذن فهو مطلب ضروري لازم لبناء الدولة العصرية قُبيل الدخول في المرحلة الإنتقالية الموعودة .




ويجب ان لا يغرب عن البال إن : - جدلية التغيير والإصلاح - هي جدلية واقعية إفتراضية و رغبة ونزوع يسعى له الجميع في حال يشبه حالنا نحن في العراق ، فتغيير قواعد البناء القديم يعني تغيير في سلوك الفعل تجاه ذلك القديم ، من خلال تغيير في السلوك الإجتماعي وتغيير في البناء الإجتماعي والتنظيم الإجتماعي ، كذلك هو تغيير في مناهج التربيه والتثقيف والتعليم من رياض الأطفال إلى كل المراحل الدراسية ، يتبع هذا بل يلزمه تغيير في الوعي السياسي وفي الفهم المتبادر لمعنى ومضمون الحرية الإقتصادية للدولة وللمجتمع ، وفي هذه الحالة يكون التغيير هو هدم مبرمج ومقصود ، لكل ماهو فاسد سوى في أصله وجذره أو في طبيعة إنتاجه وتوزيعه ، وكل ماهو غير صالح للعيش أو للإستخدام في بلدنا الحبيب فهو فساد وإفساد .




وفي ذلك التوجه الذي ننشده ، لا أظن من يخالف سوى بعض التراثيين من السلفيين وعناصر الفاشية المعلومين لدى أبناء وطننا ، والتغيير في مذهبنا شامل لكل شيء قابل للحركة أو غير قابل من الجماد وسواه ، ويلزم ذلك التغيير إصلاح موجه ومدروس يكون أوسع وأشمل ، لكل قواعد الدولة ومؤوسساتها وسلوك الأفراد وتنظيماتهم الإجتماعية ، ننطلق في ذلك من واقع حال يعيشه المواطن العراقي في ظل تفشي الفساد والرشوة والمحسوبية ، وشراء الذمم وخلق جيل من الإنتهازيين والوصوليين عديمي الضمير ، نرى فعل ذلك في كل مفصل من مفاصل الدولة وهياكلها .




فالسرقة غدت عنواناً وعلامةً فارقة يتميز بها مسؤولي النظام الجديد ، وصار تضليل الناس جزء من لعبة يعيشها المواطن ، من خلال التسويف والكذب والخديعة وتزوير كل شيء ، وفي ذلك دليل على أهمية - التغيير والإصلاح - فمن يتابع حركة الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد ، فإنه يلمس كل تلك الخروقات وكل تلك المفاسد ، ويلاحظ حجم وسعة جملة الإختلاسات والسرقات في العراق الجديد ، فالعبث والمحسوبية والرشوة وعدم الإحساس بالمسؤولية الوطنية ، سمات يتصف بها من هم في سدة المسؤولية والحكم ، كما إن التسابق على نهب الثروات ، وتضييع الفرص ، والغش في العمل ، وعدم الجدية وعدم الإيمان بالمستقبل ، يجعل من التخريب المتعمد سُنة يعيشها الجميع كلاً من موقعه وكلاً حسب إستطاعته ، يظهر ذلك في كل بقعة من بقاع العراق ، خاصة في مناطق الجنوب والوسط المعذبه بجيش من المفسدين ومصاصي قوت المحرومين والمعذبين ، يحدث كل هذا من دون رقيب ومن دون مسآئله ، والكل يحاول مرضات الآخر على أمل ان يحمل عنه في المرة الأخرى ، إن أُتيح له وتولى منصباً ما ، هؤلاء من شيدوا الدور والعمارات ، وبنوا من قوت الشعب مساكن ومصانع ، كل هذا يجري طبعاً ، ولا أحد هناك يقول : من أين لك هذا ؟ فالكل يسرق الكل !! والكل غارق !! في فوضى الحديث عن الإرهاب وجيوش الردة ، وأصبح الكلام عن الأخلاق ، وعن الضمير ، وعن الوازع الديني ، والوازع الوطني ، كلام العاجزين في ظل فوضى التخلف والجهل وإنعدام الشعور بقيمة الوطن وأهمية ذلك .


لهذا تكون الدعوة والكلام عن - التغيير والإصلاح - تنطلق من واقع حال ، ومن مطلب شعبي يعيشه الكافة ، وهو المطلب الذي يُحيي الأمل بالغد وبالمستقبل ، الذي هو بعيد عن أعين المتبارين في سوق السياسة العراقية ، التي تكرار وإعادة إنتاج لتجربة الحكم البائد في وجوه مختلفة وشعار الديمقراطية البراق ، ولكن الحقيقة هي هي في لغة الخطاب والسلوك والتبجح ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لله والوطن للجميع
- الإسلام بالمفهوم الليبرالي
- الأخلاق الليبرالية
- الليبرالية الديمقراطية في الوعي التاريخي
- المرأة في الإسلام
- كلمة في اليوم العالمي للمرأة
- كيف هرب الدايني أو هُرب ؟
- العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي
- الإسلام السياسي
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راغب الركابي - التغيير و الإصلاح