أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - راغب الركابي - الدين لله والوطن للجميع














المزيد.....

الدين لله والوطن للجميع


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 08:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من المناسب جداً التذكير بهذه الحقيقة ، ليس من أجل تعميم معناها وحسب ، بل وكذلك لتسهيل روح الخطاب المتداول بين أطراف البيت العراقي ، يأتي هذا الكلام منا بعد إنقضاء ست سنوات من عمر التغيير ، ذلك التغيير الذي كان أملاً منشوداً ، وأملاً واعداً ساهم الجميع بل شارك الجميع فيه ، ومن أجل تحقيقه كلاً حسب موقعه وكلاً حب قدرته ، وهنا يجب الإعتراف بان التغيير الذي جرى إصطدم بحواجز الجهل والطائفية والشوفينية ، وأصطدم بنوع من التفكير غريب ، ونزوعات في فكر بعض الساسة لترجيع عقارب الساعة إلى الوراء ، هذا ما حدث بالفعل وحدث مثله كذلك التفسير الخاطئ لمعنى ومفهوم الديمقراطية ، وتنازع القوم فيه وفيها على أعتاب الأعجاز الخاوية ، فخسر الجميع قيمة التغيير وخسر الناس قيمة الدماء والجهود التي بذلت من أجل صناعة الغد الأفضل الغد المأمول .

وكلامنا هذا ليس موجهاً لطرف دون سواه ، إنما هو لنا جميعاً ، فنحن شركاء في تغييب مقاصد التغيير عن عمد أو عن غير ذلك ، وشراكتنا لا تعفينا من المسؤولية الوطنية والمسؤولية الأخلاقية تجاه شعبنا وتجاه أمتنا ، نقول هذا لا لكي نراكم الخطأ ، بل من أجل الوقوف عند حدود ذلك لتصحيحه ومحاولة إستخراج الدروس والعبرمنه .

وكنا شهوداً على التجاوز المقصود الذي حدث على العملية السياسية وعلى العملية الديمقراطية برمتها ، تجاوزاً أخذ أنماطا وأشكالاً متنوعة و ممنوعة كلها ، تدخل الدين السياسي والدين الشوفيني فيها ليمزج بين القيم والمشاعر ، تدخلاً صادر فيها ومنها : حرية الرأي وحرية القرار وحرية المُشاركة ، ولم يتورع الراديكاليون وأنصار هذا السلوك من رمي المخالفين بكل قبيح ، حدث هذا وحدث غيره تحت سمع وبصر وتبرير المرجعيات والمؤوسسات الدينية الرسمية .
هذا السلوك كان ولازال مسموحاً به في تلك الأوساط ، وكنا نحن معشر الليبراليين الديمقراطيين نقول : ليكن الدين حياة للشعوب في توكيد قيم الله ومثله العليا ، وكنا نقول : وليكن ذلك كله بعيداً عن تجاذبات السياسة والسياسيين .

وقد تنبه البعض إلى أقوالنا هذه حين رفعوا سقف الحديث ليكون الوطن هو الأساس ، حدث هذا قُبيل الإنتخابات المحلية التي جرت في وقت سابق من هذا العام ، لكن لم يكن ذلك سوى مناورة ولعب على إرادة الناخب وعلى قراره ، لأن واقع الأمرهو غير ذلك تماماً .
وكلنا يعلم إن شعب العراق هو ليس واحداً من جهة مذاهبه الدينية أو الأثنية أو القومية بل هو مزيج من هذا كله ، ولأن ذلك كذلك يتعذر ان نفرض عليهم ديناً بعينه ، أو سلوكاً في الحكم مستوحى من تجارب الأحزاب ، بل الصحيح هو المشاركة في القرار والحكم ، والصحيح كذلك هو الإعتراف بحقوق الغير الثقافية والمناطقية وحرياتهم في التصرف باموالهم والثروات المحلية ، يأتي هذا منسجماً مع روح الدستور المُستفتى عليه ، ليكون بالإمكان في هذه الحالة تحريك عملية التغيير نحو العراق الجديد على نحو منضبط ومعلوم .
وليس تبعاً لرغبات قلقة ومزاج الناخب المُتغير ، ولنتذكر في ذلك القول اللاهوتي - الدين لله والوطن للجميع - الذي جعلناه عنواناً لمقالنا هذا ، ولنجعل منه واقعاً نعممه على شعبنا ، ليكون ذلك القول المأثور ثقافة له وأسلوب حياة في المرحلة المقبلة ، وفي هذا التعميم صوناً له ولمستقبله ، ولتقدم أبناءه وقدرتهم على التعايش من دون منغصات وهواجس وهموم وخوف وقلق ، فست سنوات من عمر العراق بعد التغيير : كافية للتعريف بنوع وشكل الوطن الجديد ، وهي كافية بعدما تعب الشعب من الموت والفرار والمنافي وفقدان الأمل بالحياة الحرة الكريمة ، ست سنوات كافية لنتجاوز بروح المسؤولية كل ضلالات الماضي وعقده وعنفه وسوداويته ، هي كافية من دون شك إن أحسنا النظر بعين الرعاية لمصالح شعبنا وقضاياه وحاجاته اليومية اللازمة والواجبة ...



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام بالمفهوم الليبرالي
- الأخلاق الليبرالية
- الليبرالية الديمقراطية في الوعي التاريخي
- المرأة في الإسلام
- كلمة في اليوم العالمي للمرأة
- كيف هرب الدايني أو هُرب ؟
- العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي
- الإسلام السياسي
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة


المزيد.....




- سترة منفوخة في اليابان ستجعلك تنام بأي مكان
- أجمل إطلالة حمّام في العالم؟ هذا ما ينتظرك داخل فندق معلّق ع ...
- على الخريطة.. المواقع المستهدفة في إيران وإسرائيل
- صراع إيران وإسرائيل.. نائب الرئيس الأمريكي يوضح ما يدور بذهن ...
- معضلة إسرائيل في فوردو.. ماذا يعيقها في هجوم برنامج إيران ال ...
- الأولى موجودة والثانية بطريقها للشرق الأوسط.. ماذا نعلم عن ا ...
- الإمارات.. توجيه من محمد بن زايد للتعامل مع الإيرانيين ممن ت ...
- لماذا فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ الإيرانية؟
- نشأة الكون – دراسة جديدة تُشكك في نظرية الانفجار العظيم
- تصعيد بين إسرائيل وإيران وسط دعوة أمريكية لطهران بالاستسلام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - راغب الركابي - الدين لله والوطن للجميع