أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راغب الركابي - كيف هرب الدايني أو هُرب ؟














المزيد.....

كيف هرب الدايني أو هُرب ؟


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 03:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا السؤال نوجهه لمن يهمه الأمر للحكومة ولرئيسها نوري المالكي بشكل مباشر الذي ما أنفك يتحدث ويبشر كل يوم عن أستتباب الأمن وعن قدرات أجهزة الدولة على حماية البلاد والعباد من العبث والعابثين من مخلفات الماضي أو من جنود أبليس الإرهابيين !! ، فالأمن والقوات الأمنية بعد هروب أو تهريب الدايني أو إخفائه تبدو غير جاهزة وغير مهيئة لتولي زمام الأمر في العراق وفي هذا الحادث تراودنا جملة من الأفكار عن الجهوزية والإستعداد المزعوم .
ولابد من التذكير إننا حين بدأت خطة فرض القانون تتحرك كنا معها إيدناها خطوة خطوة ووقفنا معها وإلى جانبها في كل محطاتها ومواقفها شجعناها من غير تحفظ ودعونا الناس للإلتفاف حولها ، وكنا في ذلك متفائلين ومسرورين لهذا العمل الوطني ، الذي جاء بعد ما مر العراق وشعبه بحقبة هي الأسوء في تاريخه من القتل والقتل المضاد والتدمير المقصود للبنية ولقواعد الدولة ولمؤسسات المجتمع .
ولكننا اليوم وبعد هذا الهروب أو التهريب أو الإخفاء المقصود لا نجد غير التشكيك بمقدرة الحكومة والشك في جاهزيتها ، والشك في كلام المالكي عن الأمن وعن الإستقرار الموعود وعن سيادة القانون وفرضه على الجميع من غير مخاتلة أو تدليس ، و كلامنا هذا نوجهه للجميع وباعلى صوت .
فهروب شخص من الطائرة أو تهريبه من المطار أو إخفائه من قبل قوات الأمن أمر يثير الحيرة والإستهجان ، كما يجب ان لا يمر هذا الحادث من غير مواجهة مباشرة مع المتسببين والمشاركين فيه ، والمتلاعبين بحياة الناس ومصيرهم والمتجاوزين على سيادة الدولة والقانون ، إذ كيف يتم هروب شخص من بين يد قوى الأمن التي أعتقلته في الطائرة ؟ وهذا الشخص كما يقولون وكما تقول مذكرة الجلب الصادرة من محكمة الجنايات :متهم بالقتل والذبح والتدمير و إدانته لا لبس فيها !!! ؟

والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن لأول وهله هو : من هرب الدايني أو من ساعد في تهريبه أو في إخفائه ؟ هل هي قوات الأمن العراقية ؟ أم هي قوات الأمن الأمريكية ؟ أم هناك قوى خفية في الحكومة لا ترغب بإفتضاح سرها فعمدت على تهريبه وإخفائه ؟ وهل كان تهريبه مقصود ومراد في ذاته ؟ أعني هل كان يقصد من التهريب هو الإمساك بغيره من القتله من جماعته والتابعين له ؟ هل كان هذا هو المقصود بالفعل ؟ أم إن ذلك تسريب هدفه ذر الرماد في العيون ؟ لكي تطمئن القلوب و العقول على حال العراق وبانه يسير في الإتجاه الصحيح ، وهل صحيح إن قوات الأمن وضعت في أغراضه إجهزة للتنصت تراقب حركته وجماعته والمنتمين له ؟
هذه أسئلة تراود العراقيين وهم بحاجة إلى من يُجيب عليها من دون مراوغه ، ونقول يجب على موفق الربيعي أو نوري المالكي أو وزير الأمن الوطني أو وزير الداخلية الإجابة عن هذه الأسئلة من دون تأخير ، خاصة وأمريكا على أبواب تدشين مرحلة جديدة في العراق تبدأ بالسحب المسؤول لقواتها العسكرية .

فهل نحن لازلنا في المربع الأول ، أي في المربع الذي كنا فيه قبل أربع أو خمس سنيين من الآن ، إذا كان ذلك كذلك وهو كذلك : فلماذ نقول لأمريكا أو نطالبها بالرحيل مادمنا نعيش الهشاشة والضعف وعدم السيطرة وعدم المقدرة وحادثة الدايني دليل على ما نحن بصدده ؟ الواجب الأخلاقي يفرض علينا ان نقول لها لا ترحلي فواقعنا مر وأمننا ضعيف ولازلنا نعيش الفتنة والمحسوبية والعجز ، ولازلنا نجتر آلامنا وهواننا ، والواجب ايضاً يقتضي الخروج من دائرة الكذب المقصود لنواجه الحقيقة ، ونقول لمن حولنا إن كلامنا عن الأمن وفرض القانون لم يكن سوى تسويق لجر البسطاء والمغرر بهم كي يكونوا حطباً في سوق التنافس والتدافع الذي أجدى و أثمر في الإنتخابات التي جرت في الشهر المنصرم .
إن مواجهة الحقيقة من غير شك تفرض علينا الفصل بين المشاعر ومستقبل العراق ، وتفرض علينا كذلك الفصل بين الشعارات والخطب الحماسية ومايمكن ان يكون عليه حال العراق ، خلل العراق كبير ومصيبته كبيرة بل عميقة جداً ، فتهريب أو هروب شخص مطلوب للعدالة بتهم واضحة لا لبس فيها أمر يجب الوقوف عنده طويلاً وعدم تجاوزه فهو خط أحمر .
وبدى لي كما بدى لغيري : إن تنفيذ الأحكام لا يتم إلاّ على الغلابه والمساكين وابناء السبيل من شعبنا المنكوب !! وأما جوقة المفسدين فلا يطالهم قانون ولا يطبق عليهم نظام ولا يلزمهم عرف ،

لهذا أقول : انا حقاً في حيرة من أمري !! هل العجز هو في قدرة الدولة على ضبط وإحضار المجرمين وتقديمهم للعدالة ؟ أم العجز في أصل تطبيق النظام وفي إجراءاته وتنفيذه ؟ وإذا كان ذلك كذلك فلماذا التبجح والصراخ من قبل المسؤولين ومن على منابر الفضائيات : إن الأمن مستتب وإن الدولة قادرة على حماية نفسها وحماية التجربة الديمقراطية !! ، وإن الحرب الأهلية أصبحت من الماضي!! وإن المصالحة والعيش المشترك هو سمة المرحلة المقبلة …
يبدو ان الأمر كله كلام في كلام وكذب متعمد وضحيته الناس البسطاء من الشعب المسكين ، الشعب الذي مافتئ يهرول عند كل نائحة ويهرول للإنتخابات على أمل أو ظناً منه إن في ذلك حمايته وسعادته وحماية مستقبلة .

وقبل الختام اقول : صرح السيد محمد الحيدري إمام جمعة جامع الخلاني في بغداد مايلي : تم التصويت من قبل أعضاء مجلس النواب على قانون يتيح لأعضاءه وعوائلهم : الحصول على جواز سفر دبلوماسي دائم ، مع أراضي سكنية !!!!!!!!

وهذا القرار هو التطبيق المثالي لمعنى ومفهوم الحواسم الذين فرهدو البلد وعاثوا فيه خراباً ، وهنا نسأل هل يحق لهم ذلك ؟ وأين هي المحكمة الدستورية من ذلك ؟ ولماذا هذه الضمانات المخالفة للقانون والشرع ؟ وهل أصبح أعضاء البرلمان معصومين من الخطأ ولا ندري نحن بذلك ؟ وهل بُشر أعضاء البرلمان بالجنة ؟ وأين هو رئيس الوزراء من ذلك ؟ وكيف يسمح لهذه المسخرة بالمرور والتصويت ؟ وصدق من قائل هي فوضى !!!



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي
- الإسلام السياسي
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راغب الركابي - كيف هرب الدايني أو هُرب ؟