أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - الدولة المدنية مفهوم ليبرالي














المزيد.....

الدولة المدنية مفهوم ليبرالي


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:22
المحور: المجتمع المدني
    


الدولة المدنية هي : دولة القانون هكذا هي عندنا ببساطة وبالتالي فهي ليست دولة رئيس الوزراء ولا دولة رئيس الجمهورية أو الملك ، ونريد هنا التأكيد على الطبيعة الموضوعية لتلك الدولة التي تؤسسُ على قاعدة الفصل بين السلطات الثلاث ، الفصل بمعناه الحقيقي وليس الإعتباري ، والفصل هو المُكون الرئيسي لطبيعتها المادية وثقافتها المجتمعية .

فالدولة المدنية يجب إن يُحترم فيها عقل الإنسان وتُحترم فيها إرادته وقراره ، والأحترام الذي نقصده متبادل من شقين وجودي وقانوني دستوري :

1 - ففي الشق الأول وجود الإنسان من حيث هو هو محترم ومُصان ولا يجوز سلب ذلك الوجود لأي سبب كان .

2 - والشق الثاني هو حماية هذا الحق قانونياً ودستورياً ، فالدولة يجب ان تجعل القانون والدستور من أجل المواطن الفرد والمواطن المجتمع .


والدولة المدنية هي القاعدة التي يُمكن من خلالها تحقيق أهداف المجتمع في - العدل والحرية والسلام - و حاجة مجتمعاتنا إليها حاجة ماسة ولازمة ، لتصحح وتعالج إختلالات يعيشها الواقع العربي والإسلامي بكيانه السياسي ووجوده السيكومجتمعي .




وهي إيبستيمولوجياً تسعى لتحرير العقل من النزعة الفردية في السلوك والعمل والممارسة ، وهذا السعي منها ذاتي يرتبط بتكوينها الطبيعي وموضوعي يرتبط بثقافتها ، التي تستهدف تقويض دعائم وقواعد وعمل عقل الأستبداد ، الموؤسس على ذهنية التجييش والعدوان والدكتاتورية ومصادرة الحقوق والقيم .




وهي منظومياً تُحرر العقل بنيوياً من أجل تغيير قواعد السلوك الإجتماعي والسياسي والإداري ، ففي ظلها ينكسر عود التخلف والتركيب البدائي لنظام المجتمع من خلال :

أ - تحرير مفهوم العلاقة بين الفرد والمجتمع وبين الفرد والدولة .

ب - والتحرير يُوخذ في سياقه العام ، أي [ تحرير وسائل الإنتاج المادي والمعرفي العلمي ، وتحرير للعلاقات الإقتصادية ، وتنمية روح العمل لدى الجميع ، والحرص على جعل نظرية المساوات بين الذكر والأنثى واقعية في الحياة وفي المجتمع ، وردم التفاوت الطبقي والعرقي والديني بين مكونات المجتمع ] .




من خلال معالجة الإختلالات أو المورثات البيئية والتاريخية التي خلقت مجموعة من الطبقات تتميز على غيرها من دون وجه حق ، والذي أشرنا إليه في هذا المجال يُعد نقطة البداية في التحول الموضوعي للمجتمع المدني ، والذي بدونه تترسخ صور الأستبداد ، من خلال التطبيل لنوع من البشر أو من خلال التهريج والتملق والنفاق لبعض البشر خاصة إن كانوا في مراكز من السلطة ما ، وهذا التهريج وممالات السلطة هي العورة التي تحطم نظرية ومفهوم المجتمع المدني ، كما إن التأكيد على إبقاء المجتمع ضمن حركة وعمل سلطة التراث الديني والقبلي هي واحدة من مقوضات تكوين ونشوء المجتمع المدني .




ولايغرب عن البال إن موضوعة التطبيل والتزمير للحاكم السياسي هي أمراض من بقايا العهد الأمبراطوري الملكي للدولة الإسلامية ، التي أسسها وبناها معاوية بن أبي سفيان ، إذ الثابت في التاريخ إن الرسول محمد - ص - لم يؤوسس للدولة الإسلامية المزعومة ، كما إن الزعماء الأربعة الذين جاوءا من بعده كذلك لم يؤوسسوا للدولة الإسلامية ، إذ الثابت عندنا هو : إن مرحلتهم كانت تُمثل المرحلة الإنتقالية التي عاشوا فيها صراعاً محلياً أهلياً على السلطة ...




وما نعيشه في مجتمعاتنا هو من بناة فكر معاوية بشقيه السياسي والإجتماعي لدى طرفي النزاع في المذهب الإسلامي ، وهذا ما نلاحظه في لغة وخطاب وممارسة كل حكام العرب والمسلمين ، بل إننا نرى لديهم رغبة أكيدة في عدم تغيير هذا النحو من الواقع ، حتى أُولئك الذين جاءت بهم دول العالم الحر ، أعني حتى بعد أخذ المواثيق منهم للعمل وفق حركة العالم من الديمقراطية وإحترام حريات الناس ، يظهر ذلك عندهم من خلال الدمج القهري بين العادات والأعراف العتيقة وبين الديمقراطية ، والدمج الإكراهي بين الدين وبين السياسة ، مع إن خلل الدمج هذا يكون أوضح وأبين في الدين منه في السياسة ، وهذا من حيث الوضع الطبيعي للدين ككونه منظومة قيمة أخلاقية ، وأما السياسة في الغالب هي ليس كذلك أعني ليس فيها قيماً من هذا النوع في المطلق يمكن الوقوف عندها أو التحاكم على أساسها ..




ونحن نظن بل نعتقد جازمين بان مطلب الدولة المدنية لدى مجتمعاتنا هو مطلب شعبي ، ولأنه كذلك فتحقيقه يتطلب عمل بنيوياً مؤوسساتياً ، تكون مقدمته في ذلك التأكيد على العمل وفق القيم الليبرالية وخياراتها في - العدل والحرية والسلام - إذ بدون ذلك لا يستقيم منهج الدعوة للمجتمع والدولة المدنية ، فهما مرتبطان إرتباط صيرورة وجعل ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير
- كركوك ومفهوم المبادلة
- وحدة الليبراليين في العراق
- لماذا تغيب ملك الأردن ؟
- مأزق الديمقراطية في العراق
- فرض القانون .. بشائر السلام
- قانون الشرايع لدى فلاسفة اللاهوت
- إيران مرةً ثانية


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راغب الركابي - الدولة المدنية مفهوم ليبرالي