مصطفى العوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل نحن مجتمع قارئ ؟ ، سؤال استنكاري كثيرا ما يتردد طرحه في محافل عديدة و من طرف هيئات متعددة ، دون أن يحصل إجماع في الإجابة عنه ، سؤال أخر يجب أن يطرح ، هو هل نحن مجتمع يكتب ؟
قد نجانب الصواب و نقول نعم نحن مجتمع يكتب ، لكن و على العكس من ذلك فالصحيح في الأمر هو أن مجتمعنا كسول عن هذه الحرفة ، فكم هو عدد الكتاب الموجودين على الساحة و المبدعين بشكل مستمر ، و كم هو عدد الكتب التي نصدرها سنويا ، و كم هي عدد المعارض الخاصة بالكتاب التي تقام بالبلد ؟ .
إذا ما راجعنا حساباتنا و أرقمنا في الموضوع فإننا سنفاجئ حقا بهزالة و ضعف هذه الأرقام ، طبعا لحد الساعة يصعب الحصول على ذلك بما أن الجهات المسئولة و العاملة في القطاع كوزارة الثقافة متمثلة في مديرية الكتاب ، و اتحاد كتاب المغرب ، لا تحمل نفسها عناء القيام بدراسات إحصائية تخلص فيها إلى نتائج و معطيات دقيقة تحدد لنا حجم و شكل الإصدارات الوطنية و عددها و الطريقة التي تقدم بها ، و ما من شانه تنوير الرأي العام و المتتبع المتخصص و الباحث في المجال ، حتى المواقع الالكترونية للجهات السالفة الذكر لا يتم تحينها بشكل مستمر فتظل بها المعطيات القديمة عالقة إلى أجل غير مسمى ، و هذا ما يدفعنا إلى طرح تساؤل بسيط ، كيف يمكن أن نعرف صحوة بشرية في غياب سياسة ثقافية تطال أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع ؟ تخرجهم من دوامة جهل ثقافي يجر إلى الوراء بكل ما أتي من قوة .
تساؤل نتمنى لو تتبنى أحزابنا السياسية عناء الإجابة عنه ، و بالتالي نرى سياسات عمل حزبية تستحضر البعد الثقافي بشكل له تأثير فعال و تترجمها على مستوى برامجها الانتخابية ، ثم فيما بعد نراها تطبق ذلك في عملها الميداني عندما تبلغ غايتها المتمثلة في الوصول إلى السلطة ، هل فكر يوما أو يفكر مرشحوا الأحزاب في خطة عمل ثقافية تتضمن عناصر كالتشجيع على القراءة و خلق معرض للكتاب و دعم النشر الأدبي و العلمي ، و تطوير المهارات الإبداعية للشباب عن طريق ورشات و مسابقات دورية . إذا ما توفر ذلك فإننا سنكون ساعتها قد قطعنا أشواطا هامة في طريق اللحاق بركب الحضارة و التي بدون ثقافة لن ترى النور أبدا .
#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟