أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الجندي - أنت ورام الله وجهان للعشق














المزيد.....

أنت ورام الله وجهان للعشق


نبيل الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 07:59
المحور: الادب والفن
    



مقالة هاربة على عجل من منبر المقالات، وحمّى السّياسة المستعرة تطلب لجوءا ًإنسانياً في قلوب روّاد سوق عكاظ، إن وجدت هذه الحرّة فيه مكاناً؟!

!!
تلك هي رام الله..
عبقة ككل المدن العاشقة.. ازدحام على الرّصيف، وصخب في أبواق السيّارات، مخطوطة كنعانية على ثوب فلاحة تجاوزت الخمسين، وتطايرٌ في شَعر البنات الذّاهبات في شرق الشّمال إلى بير زيت..
بياع فلافل يدمن وجوه المتعبين فيرمي الكرة الأرضيّة بنزق ليقليها في الزّيت.. وسيّارة فاخرة تقف لحظة على الرّصيف لتشكو صاحبتها لكلبها وخز عرق النسا..
وفقراء في قلب المدينة..
ولقلب رام الله في الصّيف طقس متقلّب كقصيدة غزل، أو كرقصة حجل..
لها غواية ليست عابرة.. لها علوّ في شغب القرميد، ولها انكسار في بيوت من صفيح، ولها توت تسقط أوراقه عن بابها الخلفي!! ولها نضال يعانق في حرقته صوت (جوليا) الصّادح من آلة تسجيل..
(بنرفض نحنا نموت).

!!!
تلك هي رام الله..
إخاء شفّاف بين الحرير وناعم الجّسد، ومقص يطيل لسانه على فستان في أعالي الرّكبة، وحلاق تنحني له الرؤوس وقاراً وصلاة في محراب مدينة عاشقة..
وأنت..
لقلبك -كما لقلبها- في كلّ الفصول فضاء بارح للبراءة والجنون، ما همّني حين لا يفيض بغير التباريح: فيا قلب لا تكن قلبي إن لم تكن قلبي!! وقلبك مضغة - يا الله- كم أصلحها الشّوق، وكم سقاها الحنين.

!!!!
أنت ورام الله صفحتان من شقائق النعمان..
يلبس قلبك الطّفل أقواس قزح، يرتدي العواصف.. يحمل دمىً خرافيةً.. يشرب حليب الفصحى.. يرتّب بعض القوافي.. يضحك.. يبني خيمة من صراخ.. ينظم إكليلاً من الغار والنّجوى، فأدرك الفارق بين النّساء وبين المدن، واستبين لماذا المدينة أنثى والغاصب شبه رجل!

!!!!!
أيّ رام الله..
يا حوريّة القرميد.. يا يمامة (كليب) إذ آوى إلى شِعبِها ذات حصار، وإلى ترابها ذات ارتحال واكتحال..
يا بوابة القدس الشّمالية.. أيّتها المكتوية في اقتتال بكر وتغلب.. كوني مدينة عشق لا مدينة فجور.. فأعلني باسم العزيز التّصالح بين القبائل، والتّسامح بين الجدائل، والصّفح بين سيوف الفصائل؟
وهل المدن كما النّساء خطايا.. ومن كان بلا خطيئة فليرمها بطلق ناري؟!

!!!!!!
أنت ورام الله بوصلتان خائبتان.. تختلطان في الجّمال وفي التّشابه
فوجهك بدر في خمار ليل تراخى فاحماً على الكتفين..
وفيك كبرياء.. وأناقة.. ولغة تبالغ أنوثة في سلّم الموسيقا.. وثقافة في القول تستطيب صوتك في مقطوعات من الفكر والشدو.
ولكِ عيون كحيلة..
ولكِ عَزْفُ الرّوح وكلّ الوجدِ لَكْ.
(وبـ سألَ كْ..
بـ تحبني و آلا الهوى عمره ما زاركْ..)

ورام الله.. هي أنت!!
قد كنت للتو أباهي بشدوها عصافير الصّبح والمساء.. ومدناً لا تنجب رجالاً.. وقمحاً.. وعرقاً.. وغضباً.. وفقراء.
فكوني يمامة الكليب.. وصاياه العشر كوني.. إن شئت مدينتي أن تكوني، وأعلني لجمع المذكّر ذاك الزير المخمور المكسور السّالم أنّ الجّموع المقهورة المكسورة في حصارها أبت إلا نحو مغتصب القدس سهامها تصوّب.



#نبيل_الجندي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول الحبر وآخر النشيد
- مرثيّة إلى رجل طيب
- أوفدني إليك فارس داحس يا صاحب الغبراء وسيّدها.. والعكس بالعك ...
- سيمفونية الغياب والضجر
- إلى أين سيأخذني ظلّك هذا المساء؟
- قالت لي النّجوم في انقطاع الكهرباء..
- عندما عملت طباخا: خلطت التّين في العجين... وغضب مني الطّهاة
- مرثية الشهيد عماد أعمر
- يا خضر قد ملّني الصّبر: معلقة على بوابة الخضر
- عتاب.. وجلد.. وانتصار


المزيد.....




- لماذا تراجع نفوذ مصر القديمة رغم آلاف السنين من التفوق الحضا ...
- موريتانيا تطلق الدورة الأولى لمعرض نواكشوط الدولي للكتاب
- انطلاق الدورة الرابعة من أيام السينما الفلسطينية في كولونيا ...
- سطو اللوفر يغلق أبواب المتحف الأكبر وإيطاليا تستعين بالذكاء ...
- فساتين جريئة تسرق الأضواء على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة ...
- ورشة برام الله تناقش استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ...
- أسماء أحياء جوبا ذاكرة نابضة تعكس تاريخ جنوب السودان وصراعات ...
- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الجندي - أنت ورام الله وجهان للعشق