أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الجندي - يا خضر قد ملّني الصّبر: معلقة على بوابة الخضر














المزيد.....

يا خضر قد ملّني الصّبر: معلقة على بوابة الخضر


نبيل الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


(أنصح من أراد الغوص في دلالات النّص بالعودة إلى سورة الكهف من الآية 60-82)

(1)
يا خضرُ... ليتني -يا سيّدي- على مشارف بيت لحم ألقاك، عند البوّابة العتيقة التي حَمَلت اسمك، انتق أنتَ المكان، على قمّة (هيرودوس)/ على حاجز النفق/ أو قرب (بُرَك سليمان)/ بأرض الكنانة/ في هجير الرّبع الخالي/ على جبال أطلس/ بأرض بابل/ على شط العرب/ في بحر القلزم / في البحر الأسود/ في منتجع وادي عربة أو في شرم الشّيخ، أو في نفق (الوهم المتبدد) / أو حتى معبر (كيرم شالوم)/ على أحد مواقع الانترنت، في الجزيرة (دوت نت)/ في حلمي، أو في كوابيسي/ على سفينة معطوبة يعمل عليها مساكين البحر، وتحمل موجة جديدة من فقراء إفريقيا المهاجرين، لك شرف انتقاء المكان والزّمان، علّك لا تخذلني -يا سيّدي- إذ آن من لطفك أوان.
(2)
يا خضرُ أيامنا قهرُ...
يا أيّها الوليّ/ والنبيّ/ والتّقيّ الذي رفع الله له شأناً، فآتاه رحمة من لدنّه وعلماً، أدري -يا سيّديّ- أعلم بأنّي أعظم أهل الأرض جهلاً، فلا علم "موسى" أو معرفة فتاه (يوشع بن نون)، ولا حكمة "لقمان" بين يدي، جاهل يا سيّدي، وفوق كلّ عالم عليم، فلا أسباب ذي القرنين لأتبع سبباً، في الكثير أراني صوفيّ مقهورٌ يحاول أنّ يفهم مما حوله يسراً يسيراً، أو يقبض قبساً منيراً، واثق –لجهلي- أنّي سأستطيع معك صبراً، واتبعك بإذن ربي لآخر العمر- وكلّ نفس ذائقة الموت- حُقُباً.



(3)
يا خضرُ.. "وفي الليلة الظّلماء يفتقد البدرُ"..
ظلماءٌ نهاراتنا وليالينا، وحلكةُ كانون تعشعش في قلوبنا، ظُلمات فرّخت حقداً بملامح شرق أوسط جديد، أو كبير، بفوضى خلاقة، يلازمها إرهاب الدول الأحقد.
يا خضرُ...
إن شئت سأحضر معي ما استطعت، دفاتري، أقلام رصاصي، سيارتي القديمة، وحاسوبي الصّغير، إن شئت أحضر معي عناقيد من عنب الخليل في سلّة، وحوتاً من السّردين في مكتل، أمّا الحيتان الكبيرة والقرش (والهامور) فأمرها -أيّها العارف بأمر الله- مرهونة بموافقة (كونداليزا رايس)، "ولا ترهقني من أمري عُسراً".

(4)
يا خضرُ.. بيدنا قفرُ.. وعفافنا عهرُ..
قل يا سيدي:
لِمَ السّفن الراسيات، والبوارج الجاريات، وحاملات الطائرات تهدر على شط العرب، وتفرّغ فوق رؤوسنا حمماً، لِمَ الناقلات تسرق نفطنا وتمطرنا قنابل عنقودية تحرث الأرض والشّجر والأفئدة ؟؟
قل يا سيّد البحر والماء متى يتوقف قتلنا من خليج الكثبان إلى المحيط المحشو بصواريخ الكروز، وقذائف البارجات.
إلام سيبقى لحمنا العربي أكبر مستهلك لديناميت نوبل؟؟
إلام سيبقى كافور الإخشيدي، وابن أبيّ، وابن العلقمي، وأمراء الحرب يبيعون لحمنا العربي على تجار الموت المدججين بديناميت نوبل؟؟
لماذا الشعب العربي جائع محاصر مصادر مقهور مطرود مقموع، رغم ما خبأت بلاد العرب من كنوز يا عالم الكنز؟

(5)
سلام وصلاة عليك من أكناف مدينة السّلام،
لا سلام في أكنافها، مذ مَرق المارقون على عهدهم القديم، منذ تيه سيناء، وحتى آخر الشّهداء، يشربون دمنا، ويقتلون حلمنا، ويذبحون فرحنا.
على مرمى آهة من هنا يقوم جدار الفصل العنصريّ النّفسي، فقل يا سيّد البحار، إني ما خَبِرتُ مَن أقاموه غير لئام وسُرّاق، لا يكرمون ضيفاً، ولا يحفظون ديناً، فمتى يحول ومتى يزول؟
أيّ سرّ يبقيه ذاك الأسّود اللعين، المعوج كالسّكين، المقطّع للأرض والقلوب؟؟
قل لي يا سيّدي: هل مفاعل (ديمونة) هو الكنز المخبّأ لنا تحت جدار الفصل اللعين؟؟؟؟؟؟

(6)
يا سيّدي..
طائرات الأباتشي تَغير على النّفوس الجَنيّة فتقتلها بغير حق، وكلّ جدراننا تهدمت والسّطوح، وجرافات (كاتربيلر) أعملت مخالب محاريثها فينا، كل جدراننا مثقّبة بالرّصاص والقلوب، لم يبق للمدينة جدار يختبئ خلفه (محمد الدّرة) ليعلن (موت أيوب وموت العنقاء!!!) أو موضع قبر يضع فيه رفاته وينام بسلام.

(7)
عليك السلامٌ من نُزِل إبراهيم الخليل...
سيّدي إذا أثقلت عليك بأسئلتي، أعفيك من كلّها، أعفيك من كلّ الإجابات، فقط - يا رعاكَ الله- أجبني عن سؤال صغير صغير:
عَلامَ - ونحن المذبوحون من الوريد إلى الوريد- عَلامَ " يا سيّدي" يتقاتل الفلسطينيون؟؟؟




#نبيل_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عتاب.. وجلد.. وانتصار


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الجندي - يا خضر قد ملّني الصّبر: معلقة على بوابة الخضر