أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الجندي - أوفدني إليك فارس داحس يا صاحب الغبراء وسيّدها.. والعكس بالعكس














المزيد.....

أوفدني إليك فارس داحس يا صاحب الغبراء وسيّدها.. والعكس بالعكس


نبيل الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


إهداء: إلى فارسين عظيمين في جانبي القلب المحروق بينهما تماماً بالتّساوي
(1)
يا سيّدي..
فقط لو أنّ السّباق نحو القدس أو يافا لغفر العامّة من المعذّبين في الأرض لمن أعدّ مضمار السّباق، ولمن أطعم الخيل لوزاً وسكّر، ولمن أطلق شرارة الانطلاق أو صافرتها.
لو كان الرّهان -يا رعاك الله- على من يقفز السّور اللعين لبايعنا مَنْ في آخر الشّوط سيفوز، ولبسطنا له الأيدي والرّقاب.

(2)
يا سيّدي..
يقال بأنّ الرّهان (هيتشكوكي) على طريقة (الكاوبوي) سيرمي من يفوز فيه حباله لتأنيب الخارج من القطيع، العصيّ على التدجين، ويرمي بسهامه لاصطياد المغرّد خارج السّرب.
ويقال بأنّ السّباق من أجل كرسيّ نسجته العنكبوت بخيوط الوهم، أو من أجل عباءة حيكت بورق التوت، ويقال وما أكثر ما نشر رجل الرّصيف أو المتربص بكم وقال.
لن أسأل عن صدق الرّوايات أو كذبها، فعلى شفاهنا نحن الذين على الرّصيف نولد ونموت جملة ربّما تشفع لنا (أخ كريم وابن أخ كريم)، ولكن هل نحن تردّينا إلى هذا الحدّ المهين؟!

(3)
حرب (المئة عام) في أوروبا، زادت أحداثها عن قرن، وربما زال ما بقي من حقدها الدّفين.
واختلفت الرّوايات في حرب داحس والغبراء فمن قائل سبعة أعوام إلى آخر يقول أربعين عاماً، وظلّ حقدها يتولّد دفيناً إلى ما بعد قرون.
هل نحن قساة على بعضنا أكثر من غيرنا، وهل نحن عاطفيون أكثر من غيرنا، ولذا جاء الحديث النّبوي الشّريف (أحبب حبيبك هوناً ما.... وابغض بغيضك هوناً ما...)
هل سننتظر ولادة (هرم بن سنان) جديد كي نرى انفراجاً في الجّفاء أو القطيعة، ونكتشف أننا لا زلنا أخوين أخوين؟ وهل جدليّة الهويّة -كما أستعير-(ما نرث أم ما نورِث؟؟)
مَن سيمنع فتىً عبسيّاً من الوقوع في حبّ أصيلة من ذبيان؟ ولعلي أخشى إن فاز عاشق ذبياني بقلب حرّة عبسيّة، أن تختلف القبائل على من سيعقد قرانهما، وبأيّ رصاص سيبتهج عرسهما، وعلى أيّ نشيد سيزفّون، وتحت أيّ راية.
أيّ قطيعة- يا سيّدي- ستمنع فدائيو ذبيان من اصطحاب غلمان عبس في نزهة إلى (سديروت)، وأيّ أحمق يتصور أن يضام غلمان ذبيان وفي عبس من الأحرار ما فيها.

(4)
أو العكس..
بدأ السّباق.. بدأ الرّهان
في تاريخنا مغالطة فليس (حَمَل بن بدر) صاحب الغبراء وحده من أعد الكّمين، فمن تخبّأ في الطّريق ممن (تروّم) أو (تفرّس) أو (تعصّب) ليوقع بفارس داحس، هو من رمى السمّ لفارس الغبراء، ومن يدري أيّ الأفراس تعاطت منشّطات ممنوعة في السّباق.
والحرب غادية ألف حرب وحرب وربّك الغفّار.
احتلال.. أغلال، قهر.. فقر، لاجئون ومستوطنون، أسرى.. ثكلى، شهداء، وطوق وحصار، وأرض مسروقة.. وغيض من فيض.
تلكم بعض معاناتنا، وهذا هو جرحنا المفتوح، ونحن بحاجة إلى معجزة، فاصنعها -بأمر الله- يا سيّدي.

(5)
يا سيّدي..
إن كنت تعدّ نفسك على عبس فقد أولمت لك إكراما ذبيان كلّ نوقها، وإن كنت تعدّ نفسك على ذبيان فقد بايعتك عبس على أمرها، وإن كنت مثلي تظن أن في الأفق عبس أو ذبيان فأنت مخطئ مثلي، فقد اختلطت دماؤها منذ أول غزو بالصّمود في الاجتياح المتكرر، وفي التّصاهر والتّظاهر واستنشاق الغاز، وعلى الحواجز وفي السّجون وفي مقبرة الشّهداء.

(6)
أو العكس..
يا سيّدي..
اهبطا معاً من الشّجرة إلى غار قريب، اثنان فقط، الله معكما، فارسان يصنعان المستحيل، ويرسمان معاً الموقف الفلسطيني الواحد الوحيد، فالرّجال مواقف يا سيّد الرّجال، فلنا شغل سوى التفتيش في زجاج المرايا أو اتساخ الغسيل.
هو قلبنا الموزّع بالتّساوي بينكما، نصفان متماثلان في المرآة فلا تمزقوه..
هي أمّنا الواحدة الثّكلى المتّشحة بالسّواد، فلا تحرقوا قلبها المحروق منكم ومن غيركم، والممزّق عليكم وفقط عليكم.
هي أمّنا -يا سيّدي- كانت تودّع بِكرَها الشّهيد بما لم تعرفه أيّ نساء الأرض من شموخ وإباء، والآن والغصّة في حلقها بحجم الفضاء، والماء يملأ فمها فأي الزّغاريد تتلو، ولِمَن ستعقد الرّاية من بعده.. لمن البندقية الأرملة ستهديها؟؟
هي أرضنا بوراً غاديةٌ – يا سيّدي- فَمن غير فرساننا يحرثها، ويسيّجها بالأحمر القاني.
هم الشّهداء الذين للأرض وزيتونها انتموا باتّحاد في الجّذور، خارج حسابات عبس وذبيان، مَن يزفّهم؟ مَن يحمل على الأكف جثامينهم؟ مَن يتلُ على أرواحهم فاتحة الكتاب؟ ومَن سيزرع على قبورهم زهرة عبّاد الشّمس، ومَن؟


أيّها الفارس ترجّل فارساً بطباع الفرسان، فللخيل نواصٍ معقود بها الخير، فاستخر، واستفت قلبك النّقي وامض - يا سيّدي- نحو سيّدي- لتاريخ أنتما بإذن الله صانعاه باتّفاق، وقرار، ووحدة، وكثير من الدّمع، والصّفح، والعتاب، والعناق..العناق. فهل يصنع التّاريخ سوى العظماء؟ هل يصنع التّاريخ سوى العظماء؟



#نبيل_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونية الغياب والضجر
- إلى أين سيأخذني ظلّك هذا المساء؟
- قالت لي النّجوم في انقطاع الكهرباء..
- عندما عملت طباخا: خلطت التّين في العجين... وغضب مني الطّهاة
- مرثية الشهيد عماد أعمر
- يا خضر قد ملّني الصّبر: معلقة على بوابة الخضر
- عتاب.. وجلد.. وانتصار


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل الجندي - أوفدني إليك فارس داحس يا صاحب الغبراء وسيّدها.. والعكس بالعكس