أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - زمري لم ..... ومدينة ماري.














المزيد.....

زمري لم ..... ومدينة ماري.


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2632 - 2009 / 4 / 30 - 10:05
المحور: الادب والفن
    



ا
(( إنها رسم جداري على الجدار الخارجي، لغرفة العرش في قصر الملك زمري لم في مدينة ماري على نهر الفرات، إنها صورة التتويج نراها والربة عشتار يأخذ القسم ويده على الرمز المقدس بحضور الأرباب الأخرى ، وهناك ربة أخرى وبيدها الإناء الفوار مع مرافقه ونشاهد الأشجار المقدسة(( النخلة)) .

المصدر : آثار بلاد الرافدين
سيتون لويد . ت. د. سامي سعيد الأحمد
الكتابة عن الرسم الجداري في بلاد الرافدين له متعة خاصة، وفي الكثير من البحوث والدراسات يكون للرسم الجداري أهمية خاصة كون الرسم يوضح روح الحصيلة الفنية العالية التي اكتسبها الفنان كخبرة وتقنية وأداء عال في التنفيذ ، بالإضافة إلى أن الرسم الجداري (( موضوع كتابتي)) أعلاه يوضح روح المزج الغريب بين التدرج السومري المتبقي من عصر سابق والطبيعة المميزة الجزرية السامية للفن، لم يكن الأسلوب مختلف ، ولم تكن التأثيرات تأخذ بالحسبان ولكن (( جداريه ماري)) خلقت مدرسة جديدة من فنون بلاد الرافدين ، مدرسة جديدة ليست للزينة فقط وإنما هناك المؤثر الفكري الواضح الذي يحقق بدوره من خلال المفردة الجمالية ، دور للتعبير الجمالي وبالتا لي يحقق الاستجابة الجمالية.
العامل التقني والطريقة التي رسمت فيها الجدارية، حملت نوع من البساطة ، ولكنها عالية في الأداء باستخدام خامات مميزة ، واستعماله لطبقة رقيقة من الطين مباشرة وهذا العامل كون دليلا لتفهم عملية التصوير الجصي الحقيقي للجدران.
الموضوع المميز هو عملية التتويج التي أسست رؤية مقتربة لتعليلات وإحالات وتأويلات ا تحملت تجريد لا في موضوع الرسم وإنما كان هناك نقطة شروع منطلقة بإيجاد نظام لآليات الرسم الجداري وبالمقابل لابد من نظم فكرية لعمل الصورة الذهنية للفنان الذي اعتمد هذه العملية ، بأسلوب ممسرح اقرب إلى تمثيله الأداء هذا جعل الفنان أن ينطلق بالأشكال الآدمية الموجودة شكلا راسخا ضمن الخزين الذهني الذي يتوالد من خلاله الأفكار ، ليس بانطباعه البصري فقط وإنما عامل التذكر أيضا مطلوب وهذه الحالات ( تتويج الملك) لايمكن نسيانها بسهولة ، مواصفات الشكل وبالصورة المرسومة أعطت أكثر تعبيرا ولاسيما موجودة ضمن منظور قريب لجماهير الشعب ، وهنا على الفنان لابد أن يقرب عمل المراقبة البصرية لا أن يغيبه في كثير من الرسوم الأخرى، وهذا في اعتقادي وضعت الرسوم في ميزان الأهمية كونها انتزعت عناصر الشكل، بواقعها الخاص بالذهن وكما آلي إليها أفكار الفنان في مدينة ماري ، مدينة النهر والميناء الجميل الذي ترسو فيه السفن برايات ملونة جميلة.
استعراض المفردات المرسومة (( عشتار، زمري لم، الماء الفوار، النخلة، الأسد، الحيوان المجنح ، الأسماك)) هذه الرؤية وجدت مصداقيتها في الكثير من الأعمال الفنية سواء في النحت أو الفخار ولكن نظم الأشكال في الرسم الجداري اختلفت تماما عندما تمسك الربة كما فسرها المنقب((لويد)) حين مسكت بإناء الماء الفوار إنها حالة ليست جديدة في بلاد النهرين وعندما نقول إنها رمز الخصب والنماء العام اكتسبت الحالة عموميتها لتظهر في الرسم أمواج المياه وأعداد من السمك يصارع الموج، هذه المقاربات كانت موجودة أساسا للحيوانات المائية في الفخار كان إلى جانب السمك حيوان العقرب وهنا أعطى الفنان خصوصية للرسم الجداري بالرغم من العمومية ، إنها القصدية في آلية الإبداع الرسم الجداري ، يؤسس تاريخية الحدث ضمن محدودية القيم المعروفة في عملية التتويج، وهذا الموضوع بذاته هو فهم قبلي للعملية الإبداعية التي يتحلى بها الرسام في بلاد الرافدين ، الذي حلل وركب في نفس الوقت نظم عناصره ضمن حيز المفردة، والفواعل الضاغطة باتجاه بيئة مدينة ماري المشحونة بالأخطار، ووفقا لمنطق الخبرة والتجريب أعطت حضور قوي للآلهة (( عشتار )) بالحضور بنفسها عملية التتويج .
الرسم الجداري في (( ماري)) كان ثمرة جهود فكر ، تقنية، منهج، نظام، تعبير . هو بمثابة مركز إشعاع فكري لأكبر عملية تتويج ملكي بعد الحروب انتظمت كل مقومات التشكيل في الرسم، بقيم فكرية ومادية هناك أريد أن اكشف عن حقيقة مهمة لأصوب مفردة (( النخلة))
حقيقة ظاهرة للعيان تجلت الروح والعاطفة والفكر في آن واحد إنها رافدينية نهرينية عراقية برز الفنان قيمتها الرمزية والتعبيرية ، دون إتباع التركيب الشكلي للسياق المعروف بمنحوتات أوضحت شكل النخلة وإنما الرسم الجداري أوقع عامل التقديس ضمن عرف وتقليد ووظيفة المثيولوجيا انه لايتخلى عن العفوية عندما اوجد اثنين من الرجال يصعدون النخلة لجني المحصول (( التمر)) بواسطة آلة التقليد (( التبلية)) مجموعة أفكار مطروحة كانت في حوزة الرسام ضمن تفاصيل الواقع الخارجي للمدينة ولكن الإبداع يؤلف جوهر عمله بنوع من طريقة نسج للمشهد لايمكن أن يكون إلا للمبدعين ، وللمبدعين ليس لهم مكان إلا في أرضهم ارض الرافدين.



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن سليمان...وظائف الخطاب في اللوحة...
- احمد البار ..... حدود الرسم .
- ليلى جوهر ..... لوحات مرسومة ... واختزالات مرئية.
- أكرم شكري ...... طريقة التنقيطيين الجدد، في الرسم.
- عاصم عبد الأمير...لوحات تشكيلية والنسق الدلالي الشامل
- وليد شيت..... استعارات الجذور في اللوحة التشكيلية.
- الترباس .... وبيت الترباس.. ومحمود أبو العباس..
- نجوى عبد الله ياسين.. الشعر والمضمون الجمالي
- الأزياء السومرية ...... خلود الأثر الفني.
- إخلاص الطيار ..... والعشاء الأخير
- الإناء النذري (( الوركاء))
- الثور المجنح .... وخصوصية النحت المجسم
- دلالة التكوين الفني في العربة الآشورية..
- قاسم حمزة : فن الخزف والخطاب البصري
- الالهه عشتار....تبارك التنصيب الملكي.
- أهوار العراق.....والهجرة إلى الشمال.
- زينب حفني ... افروديته....
- سعد جاسم..... يقدم الكلمات قرابين للشعر
- الأم إلهة الخصب والبركة والتكاثر...
- التجاذب والتنافر في أعمال جواد الشكرجي


المزيد.....




- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - زمري لم ..... ومدينة ماري.