أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - الأم إلهة الخصب والبركة والتكاثر...














المزيد.....

الأم إلهة الخصب والبركة والتكاثر...


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 04:06
المحور: الادب والفن
    



مجموعة فريدة من تماثيل الرخام من تل الصوان، تمثل الإلهة الأم آلهة الخصب والبركة والتكاثر. وهي واقفة أو جالسة وعلى رؤوس بعضها شعر صنع من القار وطعمت أعينها بعضها بالصدف.
وهذه التماثيل هي من أقدم المنحوتات بالحجر بهذه الكثرة والنوعية والأهمية ويقدر زمنها في الألف السادس قبل الميلاد ، وجد معظمها في قبور المنطقة نفسها
صنعت بض هذه التماثيل من الطين المشوي ويلاحظ فيه التضخيم في الجسم للتعبير عن الخصب واليمن . ((د.فرج بصمه جي))
ومن بين هذه التمثال هناك تمثال واحد عاري الجسم صنع من الطين المشوي،المطلي بالصبغ الأحمر ولعلعه (( يمثل الالهه الأب)) .
الفكر الحضاري في بلاد وادي الرافدين، يتبلور من خلال تداخل عناصره مع عناصر البيئة الطبيعية المحيطة ولهذا تنوعت حركات التماثيل بنوع من التمثل والظهور الشكلي، في مشاهد الجلوس والوقوف ومشاهد التعري التي، تجسد أفكار الخصب والنماء والتجدد مثلما تتجدد في الطبيعة ، الممارسات والطقوس التي تجري في مواسم متعددة والفصل الأول هو ظهور عملية استمرار خصب الأرض، من خلال التهيئة وتناسل المواشي هذه كانت احد العوامل المهمة التي برزت طقوس والفعاليات المرتبطة بالخصب والتناسل ... لهذا نجد رموز الخصب ومظاهره ترتبط ارتباطا وثيقا لألهه وما نراه في المنجز الفني هو احد إيصالات الحضارة الرافدينية القديمة. اللالهه الأم (( mother goddess )) والتماثيل هنا هي التي قدمت وعملت ضمن منظومة بلاغية لأفكار الخصب والتناسل وتحديدا التناسل البشري المرتبط مع آلية التشكيل الفني والظاهر الجسماني هو الآخر ارتبط بالية التشكيل هنا عملية انتقال الأنظمة تبدو معقدة نوعا مالان المدلول الرمزي هو الآخر مؤلف من رموز قدسية ترتبط بمفاهيم الشعائر الذي يعمل في دائرة المعتقد الديني.
((تل الصوان)) منطقة وسطية جنوب منطقة سامراء ولكنها تعتبر بيئة شمالية وجودها في عصر القرى الزراعية، كانت تتفق على مع البيئات الأخرى على خطاب العمل الفني وخصوصا المنحوتات الفخارية ، كونه يفصح عن المضمون الروحي والاجتماعي ، وبهذا يعتقد الباحث أن الشحنات التي تمتلكها من جراء العوامل الانفعالية والعواطف لاتظهر من خلال العامل الشكلي، وإنما تظهر من خلال الأداء الحركي وعملية الاستعطاف لاتظهر من خلال الفاعلية في عامل الاستعطاف ، وإنما هناك عوامل تحكم وجدت في مصير الإنسان نفسه ، بدليل عملية تنشيط فاعلية تناسل الأفراد لاتحددها الإله لافي الكم ولا النوع وإنما، الطبيعة لوحدها قادرة على أن تعمل بمثابة عامل تفاعلي مابين الجوهر الروحي، والموضوع الديني ، كل واحد منهم يجسد أفكار الخصب وخصوصية الدين تمثل الحيوية بعامل الأشكال من خلال التماثيل الأنثوية. التي تتفاعل بشكل حيوي مع الشكل الذي يؤكد بدوره إيصال البلاغ إلى جمهور المتلقين ، هذا الجسد الظاهر ووضعية الجلوس أرى فيها من التركيز على الخصوبة الأنثوية ، وظاهر الصدر مثل حركة القوة في البناء الشكلي وبرز الأثداء أعطى للمنظومة الصورية عملية الجمع مابين الحضور الشكلي والحضور الروحي، ليضمن للتكوين مبتغاة في إعداد عملية التناسل . عملية استعارة الأثداء في شكل البروز لها من الدوال الشكلية لا لكونها تمتلك صفة الديمومة وإنما هي خطاب متداول في عملية الخصب وبعدها عملية إدامة الظاهر من امتلاء الطاقة الجنسية الهائلة لتصبح قوة مؤثرة في التلقي للأفكار التي تديم حياة الأبناء ، من خلال اكتساب مفردة الأثداء كون الفنان الرافد يني في نحت الأشكال لم يرغمها في الدخول إلى نسق الفن كون هذه المفردة تبلغ فكرة الأنوثة في متحسبات الأفكار وتمثيلها لفكرة القوة هو الذي جعلها أن تكتسب إبلاغا ركب بذهنية إبداعية بين الرمز والإبلاغ عن وجود المرأة بهذا الموضع ، تعدى في بعض الأحيان إلى وضعيات متعددة ربما كانت أكثر إثارة من سابقاتها
وهنا حرص الفنان الفخار والنحات على تطعيم العيون في كثير من التماثيل الحجرية أو الفخارية، كونها مثلت الشخصيات الرئيسة واتي لها من الأهمية أن يستعمل الأصداف في تطعيم العيون، وبعدها يقوم بعملية التكبير في الحجم ليكثف الخطاب البصري ويعطي لقوة التعبير بما يراه مناسبا بحيث لايتناقض مع المبادئ المؤسسة لهذا الغرض، يرى الكاتب أن الخطاب هنا يبدو لي تداولي باعتبار أن المرأة ملاصقة للرجل في الحل والترحال، والقرى الزراعية فاعلة في الوصول لدلالات روحية مطلقة لصور رمزية أعدت فيها خطابات مع عالم غير مرئي ، وبما ان التركيب الشكلي للعمل هنا لم يكن مجرد من نقل وتقليد للواقع بل كثف الخطاب الرمزي لأنه مثقل بالمضامين وجود علامات دائرية في الرأس وحركة الشعر وانسيابية الشكل والتدلي إلى الأكتاف، وظهور الأثناء بالإضافة إلى مثلث التأنيث هذه الخطابات العميقة وخصوصية الفكر المعلن وضحت رغبات الإنسان في أن يكون منصبا بالتركيز على إدامة التناسل والحفاظ علية. بعد هذا الدخول إلى عوامل الإبلاغ في فتوت بلاد الرافدين (( للالهه الأم)) كان انعكاسا للطبيعة النفسية أيضا الحياتية المتمثلة في البيئة الرافدينية ومحاولات التأقلم جعلت منه أن يصيغ وجه الحياة بالرغم من تعقيداتها وحركتها وفعاليتها انسجمت بشكل كامل مع العالم الديني، كون عامل النسل والديمومة استمد مفرداته من (( الأم)) وهي التي شكلت الرسالة بكافة أدواتها لتكون معينا للخصب وضع الرجل بنفس المفهوم وما يفيد معتقداته التي لايحيد عنها أبدا.
الفنان الرافد يني يعتمد أسلوب التمثيل في هذا الجانب ولكن لايتجاوز الواقع لان العملية جمعية ولا تحتاج إلى التفرد بالإمكان أن يكون التفرد في حالات التحوير والاختزال ولكن هذا لايفيد الرجل في صقل صورة النساء بهذه الكيفية وهذه الروحية.
محمد العبيدي



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجاذب والتنافر في أعمال جواد الشكرجي
- ماري ميناء على نهر الفرات....
- ابتهال بليبل
- عبير عبيد..... رموز فاعلة في لوحة التشكيل.
- إسماعيل الشيخلي ....لوحة تشكيلية في إيصال المفهوم الفكري.
- عبد القادر الرسام .....لوحات الرسم العراقي المعاصر
- جواد الشكرجي بين الفن و(( ؟؟؟؟؟؟ )) ..
- سوسيولوجيا الآنية الفخارية السومرية....
- الدلالة الإيحائية للمدركات غير المجسمة.
- دعاء موجه إلى نهر الفرات.....
- سهاد حسن مانع..... وجدت مكاني في المدرسة التعبيرية
- المالكي في متحف برلين ......
- علي طالب..... التماثل البصري والتحول الجديد
- الصف الأول الابتدائي... المدرسة السومرية.
- مسلة العقبان السومرية...... وانتصار اللوفر.
- نجلاء صبري..... غرف القلب ... وإنعاش الثقافة
- الرئيس آشور بانيبال.... يصل إلى (ممفيس)
- عاجل: إلقاء القبض على حمو رابي
- آخر فنجان قهوة......مع حنان بديع
- سميرة عبد الوهاب...... جماليات الرسم ولغة الجسد


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - الأم إلهة الخصب والبركة والتكاثر...