أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - سوسيولوجيا الآنية الفخارية السومرية....














المزيد.....

سوسيولوجيا الآنية الفخارية السومرية....


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 08:06
المحور: الادب والفن
    


(( الآنية الفخارية السومرية ، تكشف في خطابها الإبداعي ،الأفكار الكامنة والمتداولة في المفاهيم الفكرية الاجتماعية السومرية. إنها بمثابة ابلاغات رمزية تحمل التكوين الفخاري تأويلا وتفسيرا لنظم العلاقات التي تميز الظواهر.))
أ.د. زهير صاحب
الفنون السومرية

قد يكون من المبالغة أن فنون بلاد الرافدين(( الفخار)) يمثل شيئا غير مسبوق كليا في الحضارات الأخرى ، ولكنه مسبوق كليا بأوليته في كل الأزمنة والأمكنة، جذوره كانت ممتدة في تربة التعبيرية الخصبة التي شهدت بدايتها في اختراع الفخار، والحق يقال أن هذا الفن نراه من خلال أثار موجودة في مختلف متاحف العالم، خلق بأيادي فنانين ، في بداية لاستعمالات مهنية ومن ثم استخدامات معبديه ولكن الرمز لايترك التكوين ضمن التصنيفات الأسلوبية ، من المؤكد أن الفن الرافد يني هو حقبة طويلة فعلا والمحاولات المبذولة لتصنيف الفنون لم تكن مقنعة كون الفن كان معبديا في بادئ الأمر ولازال يعترف بالمعتقد الديني، وإدخاله قسرا ضمن تلك الدائرة ومن الصعب الخروج منها.
لكن صفة التجديد أخذت موقعا داخل الإطار العام المؤسس والفن الرافد يني يتميز بإطلاق الأفكار القادمة ، إلى آفاق يبدو لي متطورة وأنا أراها حداثوية قبل كل شيء هناك ابتكارات جديدة وقعت ضمن الفنون، طرق التقنية ولدت عدد من المواقف المتضاربة إزاء عوامل الألوان والاكاسيد وأسلوب الحرق المتطور، كان احد الصفات المميزة لفن الفخار، نظم الفن الحديث لها مقاربات في الأفكار قبل ، التنفيذ وموجة التجميع أشرت الحالة الانسيابية الجديدة للرسوم المضافة على الفخاريات واستقدامها إلى المعاصرة أمر في غاية الأهمية، كون الآن طريقة المحاورة بدت معقدة وانساقت إلى العديد من الأفكار التي انبثقت منها وكونت لها نوع من الخصوصية وما تسمى الآن بالمدارس الفنية. انسياق التعبيرية في الفن الرافد يني إلى التعبيرية التجريدية ليس (( بفن التجميع)) كما هو معروف الآن ولكن الاهتمامات المتغايرة للفن بصورتها الشمولية رأت مراجعة للصيغ التي ينبغي أن تكون هي الأخرى فنون بصرية مما أتاح للرسوم المضافة لتكون نقطة انطلاق نحو مفاهيم جديدة، ومنها البيئة والحدث.


من الطبيعي أن نرى ضمن قنوات التحليل عملية التجميع اللوني ، ولكنها ليست بلصيقات وإنما تجميعات يبدو فيها عامل التركيب هو الذي كشف الحالات الامستقرة وإظهار النسق الإبداعي المخلوط مع السطح ذات الألوان الاوكسيدية وليس السطح المصبوغ، إنها إضافات مثبتة طورت الرسم ضمن القاعدة الثلاثية الابعادولكن بقواعد حرة حتى وان وجدت في المعبد وأخذت الصفة القدسية، لكنها تبقى ضمن إطار الفلسفة الجمالية الموحية إلى المؤلف التجريبي كون أشكال الفخار باتت أشكال لحيوانات واقعية في التشكيل ورمزية في المعنى ، الفنان الرافد يني لايخلق شيئا منعزلا أو مغلقا حتى وان كان في دائرة المعتقد ، ولكن يجعل من هذا الفن انفتاحا واعيا بنفسه الذاتية وبيئته المقحمة بالكثير من التساؤلات وهذا ، ولد صيغا جديد لمحاولات الفهم والإدراك التي لم تكن الآن بكلمات مسموعة وأصوات طقسية بالحان غرائبية وإنما حالة الانتباه ، مطلوبة على الأشكال الفخارية، وما تؤدي من أعمال داخل الحيز المقدس.


هذا المركب المضاف على التشكيل الفخاري هو احد المنحوتات المميزة لنوع من التفكير، الذي تتدفق منه الصورة المتخيلة ولكن احكمها الفنان بشروط القدسية وأبعدها عن المعطى الجمالي وقربها من خاصية المواجهة مع الذات بعدم الوصول لها ، هذا العمل الفخاري عمل بنظام اكبر لان استعمالاته ليست بطرق مفردة وعادية وإنما حالات التبرك جعلها قريبة من الغرض لان المتلقي ووجوده في حيز المعبد ، لايبحث عن المعنى وإنما منشغل تماما بخلق الفعالية المؤداة بصورتها المعبرة والقريبة الآن من تجريد الصلة مع أشياء أخرى وارتباطها بسلطة واحدة يشتغل بها العامل الروحي أكثر من غيره.
الفخاريات الرافدينية سجلت الحقيقة الاجتماعية من خلال الرسوم المضافة والأشكال النحتية المضافة هي الأخرى لتكن الآن موضع وغرض جدلي وما يعنيه الفنان الرافد يني هو ليس التكديس العشوائي للأشكال والرسوم المضافة وإنما حداثة التشكيل اوجد لها فرصة بان تكون أشياء منفتحة بالرغم من جدلية التشكيل وهذا لايعني انه لم يقيم على قواعد ثابتة وإنما يوحي بأفكار وتختفي منه أفكار، هذا الجدل قائم ليس في فن الفخار فحسب وإنما مثل بالرسوم الجدارية والأشكال النحتية وحتى فنون العمارة والفنون الدقيقة . إن جوهر الفن يقاس من خلال تاريخية المنجز وهذا الإغراء هو نتاج ليس وسطي وإنما مركز افرزه الفنان الرافد يني من خلال إتباعه لكل مدارس الفن الذي سار بها بقدرة ملحوظة لاقتحام مدارس أخرى إن ظهرت .
وهنا لتكن اللغة الصورية هي ليست من أنماط مكررة في الفخار وإنما الكم الوفير من هذا الفن هو الذي عرف الحضارة الرافدينية إلى جانب الفنون الأخرى كونه كان سباقا في استخدام اللغة البصرية والصورية وهذا دليل على عدم وجود الكتابة وإنما كانت هناك مهارات منتجة، أعطت للفنان الفخار في بلاد الرافدين أن يقبل بالتعامل ليس لعوامل الاسطورةوتفضيلها على الحقيقة ولا هي حكايات أفقدت الخصائص الفنية وإنما هي قرائن مرعبة أذهلت العالم المعاصر.



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدلالة الإيحائية للمدركات غير المجسمة.
- دعاء موجه إلى نهر الفرات.....
- سهاد حسن مانع..... وجدت مكاني في المدرسة التعبيرية
- المالكي في متحف برلين ......
- علي طالب..... التماثل البصري والتحول الجديد
- الصف الأول الابتدائي... المدرسة السومرية.
- مسلة العقبان السومرية...... وانتصار اللوفر.
- نجلاء صبري..... غرف القلب ... وإنعاش الثقافة
- الرئيس آشور بانيبال.... يصل إلى (ممفيس)
- عاجل: إلقاء القبض على حمو رابي
- آخر فنجان قهوة......مع حنان بديع
- سميرة عبد الوهاب...... جماليات الرسم ولغة الجسد
- سلام عمر..... لوحات رسم تثير الانتباه.
- بان قيس كبة.... حنين الهجرة إلى الواقع
- نوفل ابو رغيف .... ضفاف بغداد.
- اسعد الصغير ... يعلق لوحاته في عمود الكهرباء....
- سمات الأسلوب في لوحات .... الرسامة حنان جبار
- معبد تل العقير --- اكتشاف طه باقر
- فاطمة الزهراء بينيس.....تركيب دقيق في الشعر.
- فيصل الياسري....... رأس سنطرق الثاني.


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - سوسيولوجيا الآنية الفخارية السومرية....