أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - فيصل الياسري....... رأس سنطرق الثاني.















المزيد.....

فيصل الياسري....... رأس سنطرق الثاني.


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


كيف يعطي الفنان لنتاجه الفني بعدا فلسفيا، ؟وتشخيص يميز به عن نتاجه السابق،ومن ثم كيف يستطيع خلق العوامل الكلية وإعطاء فرصة من الوعي الجمالي ، تكون مرسومة بأفكار جديدة ليعلن المتلقي انها نوع من المتعة وان تستمر فترة قصيرة من الزمن.
وبما ان الفن لايقتصر على لوحة التشكيل او تمثال النحت او البناء والتصميم المعماري ، او قطعة الخزف ، او القصيدة الشعرية ، او القطعة الموسيقية ..... الخ . وإنما هناك استيقاظ يومي لكل الفنون ، وأنت تراها لتوفر لنفسك المتعة الدائمة يجب عليك ، إدخال الانسجام الى حياتك الطبيعية اولا ومن ثم الى مجتمعك وبعدها عالمك ، لتجعل من قيمة الجمال المرجع الاخير الشامل الذي ياخذ منك كل شيء. هكذا يكون الارتباط الحقيقي للنتاج الفني ، وعندما يرتبط بقيمة الجمال لابد من وجود عامل الغلبة مع القيمة الحقيقية للأفكار التي تربط العالم بالوحدة الفنية وربط كل ماموجود فيه من اشياء وخصوصا نراعي هنا مبدا الانسجام الذي يفتح لنا بناء معالم اخرى.
نجد ان السينما يجب ان ينظر لها نظرة مخالفة للنظرة التقليدية ، ليس بوجود التقنية لوحدها وإنما الى الاستقلالية العالية التي تقضي بتحديد مكان الأفكار وانسجامها معا.
الرأس ..... احد النتاجات الفنية التي جاءت متوافقة مع النظرة الكلية ، وعندما نقوم بتحليل ذاتية الفنان صاحب الأثر الفني المقصود نراجع عدة عوامل من أهمها :
خصوصية ذاته.
الانسجام مع الخصوصية .
الانتقال بالقيم الجمالية .
هذا الفيلم لابد ان يأخذ مداه في التحليل ، وعلاقته بالعمومية الكبيرة التي تنادي من اجلها الشعوب بالحفاظ على الهوية من خلال الأثر والتراث ، من خلال الخصوصية التاريخية ومن خلال البيئة المحلية التي تنتقل بدورها الى ، العلاقة بالقيم والقيم الجمالية التي انبثق منها أفكار هذا الفيلم السينمائي.
فيصل الياسري من المشتغلين الذين عملوا بمسح كامل للاثر الفني ، وهذا الامر له من الخطورة ليست الخطورة الأمنية وانما الخطورة التاريخية للأفكار ، بدا الفيلم يحقق اثناء فترات التهيئة والتصوير ارتباطات الانسجام مع انسجام الكل ، ومنه استطعنا ان نحدد القيمة والحرفية الفنية للياسري الذي صنع من نفسه اسلوبا كان موازيا ، الى مقدار غوصه في هذا العالم ، ومقدار انتمائه البيئي والإنساني عندما حقق الانسجام في عمل فني وهذه اراها مهمة في اساليب الفن الجديدة ، التي تعطي للابداع فرصة الظهور . واليوم في بلدنا العراق نطمح الى مجتمع منسجم ، مع الذات مع الافكار مع العالم ، عندما يتحقق هذا التكوين يمنع التضارب بين الأجزاء ومن ثم نبدأ بعوامل متحركة نحو العلاقة الكلية الشاملة وليكن العمل الفني او النتاج الفني ايا كان نوعه هو القاعدة الأساسية التي نتخذها ونقوم عليها ببناء سائر العلاقات الأخرى ، مثلما كان تعامل فيصل الياسري مع أدواته في فيلم الراس ، الحقيقة اخذت هذا النتاج للياسري ، كونه فرصة كبيرة لإيجاد علاقة وثيقة بين الفن والقواعد المبنية من أفكار أعطت فرصة للأثر الفني ان تحافظ عليه ليبقى خالدا وما علينا الآن إلا أن نزيده ثراء في المضمون ، ونحافظ عليه كونه شرط ضروري وكافي لتحقيق الرغبة والتصور والتطلع نحو بناء افكار جديدة.
ولان فيلم الراس فهو اول فيلم بالسينما سكوب ينتجه القطاع العام سيناريو وإخراج فيصل الياسري وتمثيل سليم كلاس ولينا باتع وعبد الجبار كاظم وسامي قفطان وفوزية الشندي
تتحدث قصة الفيلم عن سرقة رأس تمثال ملك سنطرق الثاني من قبل عصابة من السياح التي تسعى إلى تهريبه إلى خارج العراق .
الحقيقة المخرج الياسري لايكفيه ان يعبر في فيلم الراس عن حياة التهريب والسرقة وانما انطلق ليعبر فنيا في ان يجعل ، موضوع التاريخ أمر إنساني يوحد الكلمة يوحد الموقف ، ويجعل العلاقة بين فكرة الفيلم والوضع الاجتماعي ، يذ وب في علاقة اشمل هي علاقة وجود الأثر التاريخي في العالم ، ولان ارض الرافدين فيها من التراكمات التاريخية الحضارية المتنوعة ، والتي تداخلت فيها الافكارلابد ان نظهر الاثار كما فعل الياسري ، الذي حدد البنية الفنية وضمن الانتشار وعقد العلاقة العالمية من خلال التوزيع .
متاحف العالم سباقة في اقتناء الاثار ولان ارض الرافدين مرت بنظم وحكم يهب هذه الثروة لمن يشاء ليدخلها في الامور السياسية ويجعل من أهميتها امرا ثانويا ، ولان فيلم الراس استمد افكار الملك ( سنطرق الثاني) كان من خلالة يعبر عن اهميته من خلال الاصالة من خلال تحديد الهوية التاريخية وان يعيد تلك الفترة التاريخية الى اوج حاضرها وتقدمها .
ولاقف متسائلا بعد القطيعة المريرة ، متى نذهب الى بابل الى سامراء الى الحضر الى الوركاء متى تستجيب افكارنا المشبعة بلغات سادها العنف والاثارة وما صدر عنها ، نحن بحاجة الى اعادة كفة الميزان للتسلح بمعالم ، معرفية ولانترك اثارنا تتنقل مابين اللوفر ، ولندن ، وشيكاغو ، وبرلين ، واسطنبول . لنجعل من فيصل الياسري وراس سنطرق الثاني وخطوات الانسجام تعبيرا جديدا لعراق جديد معاصر ان لايترك انسانيته وان يضفي الاثر الفني بتشخيصات جديدة وافكار جديدة ، وان يصرف مع زملاؤه الاخرين المشتغلين في السينما جل عنايتهم ، لتكون افكارهم من هذا الكم الهائل المتراكم على مر السنيين ، هو الوصول الى ابراز هذه الافكار بطريقة جديدة وليكن راس سنطرق الثاني انموذجا حيا في التعامل والانسجام ، وبه تكون اعادة التشكيل تنطبق حتى على الافكار الدخيلة ، هذه المهمة الانسانية الجديدة ان الاوان لمزاولتها ، ولتنطلق من الياسري ومن الاخرين المشتغلين في هذا الجانب ، لكي نعيش بنوع من الاطمئنان وان ننال السعادة لنقول ان فن السينما في العراق ليس سنطرق الثاني ، وانما المسلة والبوابة وجدران المعبد ، والجنائن ، والملوية والقباب الاسلامية والماذن والكنائس وكل الشواخص التي تتمازج في احداث العراق وعلى مر العصور. محمد العبيدي

الملك سنطرق وابنه . فيصل الياسري



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد سامي ..... حوار العقل مع منظومة التشكيل
- محمد الكناني ..... المتحول والمتغير= الحركة القلقة.
- وائل البدري.... لابد يجي يوم .
- طائر البحر ..... يحلق على المسرح الدائري
- : فاضل خليل........ نموذج بسيط
- فاضل خليل........ نموذج بسيط
- سلام جبار.... ثنائية جميلة في لوحة تعنى بالقيم .
- ماهر السامرائي... التطابق الفني وحقائق الأفكار
- عامر بدر .....صفة الثبوت والتغير في اللوحة.
- مالك المطلبي ....... رساما .
- كاظم نوير....... وإضاءة اللوحة
- نزار الهنداوي .....حيوية التخطيط ، وانسيابية الألوان.
- جدران معبد الوركاء ...... ومتحف برلين
- حبو بتي .... نزيهة سليم
- فؤاد التكرلي ...... وموسم الرحيل.
- حنان الشندي....... لوحات . ونوع من الدلالات .....
- كريمة هاشم : الثوابت والقواسم والسمات المشتركة في فن الخزف
- عبد الكريم السعدون .... من التراث والعصر
- بريهان قمق..... والوضع الدائري.
- جواد سليم ..... يتصدع


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - فيصل الياسري....... رأس سنطرق الثاني.