من يريدون التمديد، من يخشون الانتخابات

مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 05:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

قبيل أيام أطلق نائب برلماني مخول بالونا استقرائيا بل واستفزازيا حول التمديد لبرلماننا المتعب سنة أخرى
البرلمان الحالي عانى كثيراولازال يعاني أمراضا مزمنة جعلته في حالةاحتضارطويل امتدت اكثر ممايتوقع ! ونحن ايضا انعكست علينا الكارثة عانيننا كثيرا وحملنا عليه وجزعنا منه ولكن لما تزال لدينا فسحة من الصبر. . والبرلمان لايتردد في التمهيد لطلب التمديد ومن المؤسف إن ردود الأفعال العامة لحد ألان لم تأتي بالمستوى المطلوب والمتوقع .
أربع سنوات خلاصتها اضطراب وخراب ،أزمة تستدرج أزمة وكارثة تلد أخرى، ورؤس تذكي الفتنة وايادي تشعل النار. وقد انتهينا إلى أشياء كثيرة ليس من ضمنها النجاح، مع استثناءحقيقي سجلته الحكومة في إعادة ترتيب بعض النجاحات منذ عام تقريبا.
وإذا كان لدينا من حلم وهو متعذر وغير دستوري. فلن أتردد في القول إن منتهى أحلامنا يكمن في ان نجرب وجوه جديدة و إن نّبدل هذا البرلمان بأقصى سرعة.
الشعب كله متذمر والشعب عبر عن رأيه مرارا وتكرارا ، وهو ينسب كل أزمة لصراع البرلمانيين وتناحران كتلهم، وتضارب مصالحهم ، وهي مصالح فئوية صغيرة لم ترتقي إلى الهم الوطني والانتماء الوطني.
ترى من هم الذين يريدون تمديد عمر هذا البرلمان المريض؟.
او من هم الذين لايريدون الانتخابات؟
الجواب واضح ،إنهم الأعضاء البرلمان و مجموعة أحزاب البرلمان يقف في مقدمتهم الخائفون من الانتخابات الموقنون بالفشل القريب.
فمن سقوا بالضربة القاضية في انتخابات مجالس المحافظات يريدون دفع الأمور إلى أي مساحة أخرى. ومن خسروا الكثير من مواقع نفوذهم يتمنون ويدفعون إلى التأجيل.
والذين نجحوا في انتخابات المحافظات بسمة النجاح الأمني ومع تراجع هذا النجاح ربما ستعجبهم الفكرة. ولهذا وبموجز العبارة أقول إن جبهة الراغبين بالتمديد هم رجال الحكم اليوم.
حتى قائمة رئيس الوزراء الفائزة يجري اغرائها ،انا لااستبعد ان تتم صفقة بين الفاشلين في الانتخابات ،وقائمة رئيس الوزراء، صفقة سياسية تتضمن التمديد للبرلمان مع ضمان عدم التحرك ضد الحكومة.سيما وقد اربكوا الامن وهم مستعدون الى تخريبه.حيث اعتقدوا ان الامن وراء فوز المالكي،!
ولكن أي صفقة من هذا القبيل ستمثل صفعة اخرى وتحديا لمشاعرهذا الشعب المنكوب والذي يضع تطلعاته ويرهن امنياته في اجراء الانتخابات القريبة على امل التغيير.
أي محاولة لتاجيل الانتخابات ستمثل انقلابا على الدستور.
ان بالونات الرسميين تتكرر والمؤكد انهم اليوم اكثر سعيا الى عمل غير متوقع لاعادة تثبيت مواقعهم.
لقد تحدثوا قبيل اشهر عن انقلاب على الحكومة تنفذه الشرطة. وسرعان ما هزل وتلاشى هذا الطرح فقد فشلوا في اقناع احد بحقيقو هذا المسعى او بجدواه وفحواه.
لقد منع الدستور العراقي حل البرلمان الا في احوال محددة وعسيرة وضمن اليات تكاد تكون معقدة.
اما امكانية التمديد للبرلمان فتلك عملية مستحيلة دستوريا.وهي عملية مرفوضة شعبيا!
البرلمان الحالي ، وحتى لو افترضنا وجود مايسمح له بالتمديد والتجديد .
لايجب ان يمنح هكذا منحة. لقد اخذ فرصته واستنفذ عمره وخوى جهده وهو بعد التجربةلايستحق التجديد وان من يعتقدمن رجاله باهمية وجوده، مطالب بعرض نفسه مجددا ليتبين حاله و ليرى نفسه في مراة الشعب .
هل نسينا الغيابات الطويلة.هل نسينا الامتيازات الباذخة والهبات السحت التي منحوها لانفسهم ولحواشيهم العريضة.
هل ننسى سفرهم الطويل ،ومكوثهم الممتد في فنادق الجوار وهل ننسى بياناتهم التحريضيه وخطبهم النارية وتاجيجهم المشاعر.
صفقاتهم وصيحاتهم وتطبيلهم وتظليلهم.
هذا البرلمان يستحق ان يودع البرلمان وان يودع ذاكرتنا الساخطة وباقصى سرعة.
اتوجه الى رئيس الوزراء ، لقد سجلت نجاحا ولقد ارتقى خطابك وارتفعت حظوظك.
واظن ان محاولة التاجيل الانتخابي تدخل ضمن محاولات التامر عليك ، ولذا اعتقد انك معني بالضغط وعلى الفورللتهيئة للانتخابات ان تحاورالرئاسة وتلزم النواب بتحديد يوم معلوم للانتخابات القادمة.
جماهير الشعب مطالبة برفع صوتها المكبوت لمنع التمديد.
لقد مارست الجهات المختصة من قبل اهمالا متعمداوقضت على الاستحقاق الوطني في تحقيق الانتخابات المحلية لمجالس الاقضية والنواحي،وعلى نفس الاتجاه ينبيء الاهمال الحالي عن عدم جدية ولا مبالاة مقصودة وسعي محموم لفرض امر واقع يراد قبوله وذلك بعدم التمهيد ووضع الاستعدادات الفورية للانتخابات البرلمانية.
والى السيد رئيس الجمهورية وهيئته الموقرة اقول انكم معنيون بالمحافظة على الدستور. ولهذا فان مهمتكم اليوم تقتضي التصدي لهذه المحاولة الظالمة .
الانتخابات لاتحتمل التاخير. لقد تحملنا واحتملنا غير اننا لانتحمل مزيد الفشل ولانقبل التجديد للفاشلين وقبل ذلك لانريد ضرب الدستور.
من حماة الدستور.

#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل