أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مرتضى الشحتور - علاقاتنا الالكترونية ونسائنا














المزيد.....

علاقاتنا الالكترونية ونسائنا


مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 06:30
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ زمن ربما من خمسة اعوام شعرت ان علاقتي بالقلم تراجعت وان استخدامي للورق اصبح اقل، منذ زمن صرت اذهب بفكرتي الى الحاسوب مباشرة. لاقلم ولا قرطاس!
حتى القصاصات التي اجمعها اصبحت قليلة.
انما لم يكن جيبي ليخلو من قلم او اكثر، لازلت احمل مفكرتي ويتوسد جوفها قلم صغير ، ربما للتوقيع الرسمي او التعليق الرسمي.
الان اخشى ان نودع المفكرة ، بعد ان تراجع استخدامنا للقلم، وبعد ان اصبح اللابتوب رفيقا حميما مثل الموبايل او علبة التبغ.
مسؤول كبير اعرفه ، لايجيد استخدام الحاسوب لكنه يقتني لابتوب حديث يحمله بيد اليمين لما يحضر مؤتمرا او يشارك في ورشة عمل،هناك من يقول ان عدم معرفة استخدام الحاسوب يعني الامية الجديدة ، الحاسوب جزء من متطلبات الموضة ومكملات الشخصية.ومصدر قلق جديد للمسؤولين غير المتعلمين.
بدئنا نكتب بالمباشرو من راسي الى حاسوبي ،الفسحة الزمنية التي تفرض نفسها عندما نكتب على القرطاس الغيت ،ولذا وجدتني وقد فجعت اكثر من مرة حين اكتشف بعد فوات الاوان عدة اخطاء املائية قد اصابت في الصميم مواضيع عزيزة كتبتها .
وبلا تردد اقول لطالما استدركت مناشدا اسرة التحرير لاعتماد نسخة جديدة من موضوع دفعته منذ ساعات.
في مواقف كهذه لايمكن تصورحجم الحرج ،على انني اندب زمانا كنا لانعرف غير القلم وسيلة لتدوين افكارنا ورسم خواطرنا، وتوثيق كتباتنا.
وفي هذا المضمار ظننت انني استثناء على القاعدة .اعتقدت انني الوحيد الذي يسلك هذه الطريقة.
على ان خطواتنا الفردية وعلى الدوام تجد نظرائها في دوائرنا القريبة، وفي مجالنا الحيوي .
قبيل فترة غير بعيدة كنت في ضيافة كريمة من الدكتور والاعلامي الشهير حميد عبدالله في عمان الاردن.
حدثني ابو تمام عن هذا الخطر، حيث لم نعد نحرر بالقلم ، وتناولنا الامر من عدة زوايا . من زواية تهميش صديقنا الازلي القلم ،واستثار الكومبيوترالبديل الغربي باعمالنا.
كانت الحادثة التالية حاضرة في بالي.اشرحها لكم كما عرضتها لمضيفي هناك.
في محض صدفةاكتشف صديق لي حجم الانهيار بينه وبين ام بيته،
يقول صاحبي لم اكن اعرف انني ادمنت الحاسوب واخذ مني جل وقتي الا قبل ايام حيث ضرب النظام، فهرعت واستنفرت لاصلاحه بذلت كل جهودي الذاتية في محاولة انقاذه وفشلت، واخيرا اودعته الى احد محلات البرمجيات لتنصيبه مجددا، فااعطوني موعدا غير مؤكد امده ثلاثة ايام لاستلامه،. استلمت وصلا بالموعد وعدت .
لما دخلت الدارفريدا ويدي فارغة من رفيقي الحميم اللابتوب،وعلامات الوجوم بادية بقوة استغربت من علامات الشماتة على وجه زوجي !أفقت من كابوس.
شتان ماارى وما اشعر تهللت ام شمس بالبشر والسعادة،كما لو أنها تلقت خبرا سعيدا.
قلت خير تضحكين،؟اجابت على الفور ومن أعماقي ! حوبتي وشارتي وانشا الله ماترهم له جاره!.
والله لو عندك زوجة ثانية اهون على نفسي من الكومبيوترالسز هذا.شوف جهالك شوفنه. انه سبب الجفاء وقلة اللقاء.
اردفت كومبيوترك ضرة اضرت بدينك و افقدتك عدلك، ضرة بمستوى العدوة.
ضحك ابو تمام واهداني تحياته لابي شمس وتعاطفه مع قريبتي ام شمس، التي مثلت نسخة مكررة لمشاعر زوجته ام تمّام.
ثم عدنا لزوايا العلاقة القديمة مع القلم التي تقترب من الاندثار والنهاية والعلاقة الجديدة مع الحاسوب التي تستاثر بالاهتمام والتي تسير نحو التكريس والاستقرار .
من زواية وجود القلم ورمزيته كعلامة على المعرفة وتراجع استخدامه وغروب زمانه .
عن غياب الاقلام الفاخرة من المكتبات وانتشار الحواسيب المتطورة.
ترحمنا على زمن القلم والوان القلم ومهام القلم الاصيلة.
كان الدكتور حميد عبدالله اكثر تحسراعلى زمان القلم ، وقد بادلني الشكوى ، انه يكتب من سنين على الحاسوب مباشرة.
ولكنه يعيد قراءة مايكتب .
قلت انك اكثر صبرا. الكتابة تقتضي الصبر وان كنا في زمن السرعة.
خرجت منه وانا احوج مااكون لاروض نفسي على العمل بروح الكتابة بالقلم التي تقتضي التاني والصبر والمراجعة والتدقيق، وبما يمنع الاخطاء الفادحة التي نرتكبها تحت هوس السرعة .
اختطفتنا الحواسيب انهارت علاقاتنا القلمية وتقدمت علاقاتنا الالكترونية.
كنت مع القلم اكثر دقة ومع الحاسوب اكثر استعدادا للامتحان.
القلم صديق ورفيق وجميلة الكتابة بالقلم ، تعكس حميمة العلاقة وسابق المودة ولانها تعيدنا الى عصر الطفولة.
الحاسوب خطير خطر السرعة الفائقة في اجتياز المفاصل المعقدة.
وليس هناك ماهو اعقد من مهمة الكاتب، والاعلامي والمحرر السياسي.
اقبل قلمي. سلاما ياقلمي القديم الاصيل.



#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكل ينفي والكل يعرف
- الذمة والضمير
- ليفني الاولى حقا
- لاتظلمونا ،اللقب عراقي!
- مئة يوم في البيت الابيض
- كوليرا - الكل يرى
- الحسناء وماكين
- امطار ايلول
- اي شيء مهم لم يتحقق!
- الداخلية بين قرارين
- أبو غريب – أبو ظبي
- فوازير الحكومة
- لا النجاح ولا المعدل يكفي
- درس اخلاقي ياشعب الجماهيرية
- على دين مديري
- هيئة عليا
- عقالي ام قبعتي؟
- جولة هنا وصولة هناك
- لانفي ولا تأكيد
- ايها المطران ،اننا نرفض دموعهم


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مرتضى الشحتور - علاقاتنا الالكترونية ونسائنا