أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جلال دباغ - مسألة إبادة الأرمن أمام المحکمة أو - قضية طلعت باشا -














المزيد.....

مسألة إبادة الأرمن أمام المحکمة أو - قضية طلعت باشا -


جلال دباغ

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 10:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


صدرت الطبعة الثانية من الکتاب المذکور عنوانه‌ أعلاه مؤخرا ويحتوي‌ الکتاب القيم هذا علی تفاصيل جريمة إبادة الشعب الأرمني أمام المحکمة فی برلين, ترجمة الأستاذ غسان نعسان ومراجعة الأستاذ فاضل کريم أحمد (ماموستا جعفر) الذي کتب مقدمة رائعة لهذه‌ الطبعة.
والکتاب هو کما ورد في المقدمة عبار‌ة عن محاضرجلسات وقائع المحاکمة التي جرت في الثاني والثالث من حزيران سنة 1921في برلين.
وجهت المحکمة الی الطالب الأرمني سوغومون تهليريان تهمة إغتيال طلعت باشا بتأريخ 15 آذار سنة 1921 الوزير الترکي السابق فی حکومة جمعية"الإتحاد والترقي" أثناء الحرب العالمية الأولی.
وإعترف المتهم تهليريان أمام المحکمة بإرتکاب القتل، وأيدت شهادات الشهود إعترافه‌ وأکدت أقوالهم علی رؤيتهم للمتهم وهو يطلق النار علی الضحية فی وضح النهار فی أحد شوارع برلين، ويرديه‌ قتيلا. کما أثبتت مرافعة الإدعاء العام إقدام المتهم علی قتل الضحية طلعت باشا. غير أن قرار هيئة المحلفين المشکلة من مختلف شرائح المجتمع الألماني أعلنت براءة المتهم، وأصدرت المحکمة الحکم بإطلاق سراحه‌. أثار هذا الحکم زوبعة إعلامية وسياسية واسعة النطاق داخل ألمانيا، وسبب ضجة کبيرة إمتدت الی جميع دول أمريکا والشرق.
کما جاء في المقدمة" قد يشبه‌ القارئ هذه‌ القضية بحبکة درامية لفلم أجاد مؤلفه‌ بنائه‌ الدرامي ليصبح في غاية التشويق والإثارة.
إلا أنه‌ تکمن في الواقع أسباب موضوعية وتأريخية ونفسية وإنسانية وراء تلک التصورات المثيرة للتعجب والإستغراب التي جرت أثناء جلسات المحکمة في برلين، هذه‌ الأسباب هي التي حولت الضحية المغدورة الی متهم تلطخت يداه‌ بدماء مليون ونصف ضحية أرمنية بريئة، وحولت القاتل الی ضحية نجا بالصدفة من المذابح بعد أن رأی بأم عينيه‌ قتل جميع أفراد أسرته‌ بمنتهی الهمجية. الطلقة القاتلة التي سددها تهليريان الی طلعت باشا تجاوزت المحاکمة الجنائية المعتادة في برلين لتصبح واحدة من أکبر المحاکمات السياسية التي عرفها التأريخ."
ويتطرق کاتب المقدمة الی أن الدفاع قد شرح نواة الأسباب التي أدت الی إبادة الأرمن ولخصها في نقطتين جوهريتين:
الأولی: تنامي النزعة القومية الترکية التي وجدت صياغتها الأيديولوجية في إنشاء دولة ترکيا الکبری التي دعت وروجت لها جمعية الإتحاد والترقي"، وذلک دون أخذ طموحات ونزعات القوميات الأخری التي کانت تتشکل منها الإمبراطورية العثمانية بعين الحسبان.
أما النقطة الثانية: فهي طموح الشعب الأرمني نحوة الحرية والإستقلال أسوة ببقية شعوب البلقان التي کانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية التي تمکنت بمساعدة القوی الغربية من نيل حريتها والإستقلال عن الدولة العثمانية، وبشکل خاص کان الأرمن ينظرون الی التجربة البلغارية واليونانية التي أدت الی إستقلال هذين الشعبين في القرن التاسع عشر.
وخلال سير المرافعة يؤکد المتهم علی أنه قد لجأت الی إحدی القری في الجبال أثناء حملة إبادة الأرمن، وکانت إمرأة کردية مسنة قد أعطته‌ مأوی، وعندما شفيت جروحه‌ قالوا له‌ أنهم لا يمکنهم إيوائه‌ مدة أطول، لأن الحکومة منعت ذلک، وکل من يأوی الأرمن يلقی عقوبة الإعدام.!
وجوابا علی سؤال رئيس المحکمة يقول المتهم: لقد کانوا أناسا طيبين، الکرد نصحوني بالذهاب الی إيران. أعطوني ملابس کردية لأن ملابسي القديمة ملوثة بالدماء. لقد أحرقتها.
وکما هو معلوم أن المذبحة حدثت في شهر حزيران 1915، وجوابا علی سؤال رئيس المحکمة يقول: بقيت حوالي شهرين تقريبا بين الکرد في ديرسم. إنضم إلي هناک‌ شخصان أرمنيان هاربان مثلي، ومنهم علمت أنه‌ حصلت مذبحة في خربوط أيضا."
لم ترق شهادة الأرمني هذه‌ حول الکرد لبعض الأطراف في المحکمة لأنها لا تطابق الإدعاءات والتلفيقات التي کانت حملة الدعاية الترکية تروج لها عن مساهمة الکرد بالمذابح ضد الأرمن، وکانت أوساط ألمانية معينة ترددها وتکررها في سبيل تبرئة حليفتها من دماء الضحايا الأرمن. طرح أحد هؤلاء السؤال علی المتهم:
ما رأيک بالکرد؟
المتهم:" الکرد شعب کالأرمن فيهم طيبون وفيهم سيؤن"..
رغم عدم وجود أي شخص أو جهة تمثل الکرد في ‌‌هذه‌ المحکمة التأريخية کي تعبر عن وجهة نظرهم و‌يردوا عن أنفسهم الإتهامات وشائعات الأوساط الألمانية، غير أنهم لم يفلحوا بزج إسم الکرد أثناء جلسات المحکمة وإلصاق مسؤلية هذه‌ الجريمة بالشعب الکردي ومحاولة تصويره‌ بأنه‌ معاد للشعب الأرمني، وبأنه‌ إستغل فرصة المحنة الأرمنية وسدد خناجر الغدر الی الأشقاء الضحايا. لقد دافع الشهود الأرمن منهم والألمان عن الکرد کلما حاول أحد الإشارة الی دور سلبي من المزعوم أنهم قد لعبوه‌ في المآساة الأرمنية. بائت جميع المحاولات التي إستهدفت دق الأسفين بين الکرد والأرمن وزرع بذور التفرقة بينهما بالفشل. فأثبت الشعبان الکردي والأرمني مرة أخری أن عری الصداقة والأخوة والجوار بينهما أقوی من أن تنفصم، فجذور علاقتهما تمتد الی أعماق التأريخ الغابر."
إن کتاب( مسألة إبادة الأرمن أمام المحکمة) وثيقة تأريخية دامغة وهامة جدا، ليس فقط للمؤرخين والباحثين، وإنما أيضا لجميع المتتبعين وقراء العربية عموما.
إننا في الوقت الذي نحي المترجم الفاضل السيد نعسان غسان وکاتب المقدمة الأستاذ فاضل کريم أحمد نحث القراء الکرام علی قراءة هذا الکتاب القيم وإعارة الإ‌هتمام الذي يستحقه‌.



#جلال_دباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس هذا هو الإرهاب الدولي بکل معنی الکلمة؟
- مجالس الإسناد أم فصائل المرتزقة ؟
- حوار مع الأخ نائب رئيس وزراء العراق
- الطريق الوحيد لحل مشکلة کرکوک
- دفاعا عن حقوق الأقليات الدينية والقومية في العالم العربي
- حول فکرة إلغاء عقوبة الإعدام!
- ذکري مجيدة وآفاق منيرة
- لنتضامن مع إخواننا الکلدان الآثوريين السريان!
- خطوة هامة علی الطريق الصحيح
- تضامنا مع ضحايا الغدر والخيانة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جلال دباغ - مسألة إبادة الأرمن أمام المحکمة أو - قضية طلعت باشا -