أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - قمة العشرين.. هل هي نظام عالمي جديد؟















المزيد.....

قمة العشرين.. هل هي نظام عالمي جديد؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2629 - 2009 / 4 / 27 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

شكراً جزيلاً لأوروبا وأمريكا واليابان بوجه خاص، على هذا الانجاز العالمي الذي تم في قمة العشرين في 2/4/2009 من أجل إصلاح النظام المصرفي العالمي ودعم الاقتصاد العالمي بتريليونات عدة خيالية، ما كان لدول غير أوروبا وأمريكا قادرة على ضخها في شرايين الاقتصاد العالمي.

ولو تفحصنا في الأزمة الاقتصادية القائمة لوجدناها أزمة ضد الفقراء، وليست ضد الأغنياء في العالم. ففي ظل هذه الأزمة أصبح الفقراء أشد فقراً في العالم وأصبح الأغنياء أقل غنى، ولكنهم ما زالوا أغنياء ويملكون مليارات الدولارات. ففي التقرير السنوي الأخير الذي نشرته مجلة "فوربس" عن عدد المليارديرات والمبالغ التي يملكونها، يتبين لنا أن الملياردير الفلاني كان يملك عشرين ملياراً، فأصبح يملك الآن بعد هذه الأزمة 15 ملياراً فقط. وأن الملياردير العلاّني كان يملك ثلاث يخوت وقصرين، فباع منها ياختين وقصراً.. الخ. في حين أن الفقير في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، هو الذي طُرد من بيته، ورُمي مع عائلته في الشارع، بعد أن استولى البنك المُموّل على بيته، وباعه في المزاد العلني. وكان الفقير ينام ثلاثة أيام بلا عشاء، فأصبح ينام الآن خمسة أيام بلا عشاء. وتمَّ الحجز على سيارته التي اشتراها بالتقسيط، بعد أن طُرد من عمله. وأن المدرسة قد طردت اثنين من أبنائه لعدم تسديد الأقساط المدرسية.. الخ.

المهم، أن الأغنياء في تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، لم يجوعوا، ولم يناموا بلا عشاء، ولم يفقدوا وظائفهم، ولم تُطرد أبناؤهم من المدارس. وأن الكارثة نزلت على رؤوس الفقراء فقط، دون الأغنياء الذين خسروا أموالاً فائضة عن حاجاتهم، ليسوا بحاجة لها، وهي مجرد أرقام في البنوك.

-2-

فهل كانت مقررات قمة العشرين الكبار في لندن يوم الخميس الماضي 2/4/2009 من أجل هؤلاء الأغنياء، أم من أجل أولئك الفقراء التعساء؟

قال بيان قمة العشرين الكبار ضمن مقرراته المختلفة ما يلي:

1- من أجل الفقراء، ولصالحهم، قال البيان: "نبدأ من الاعتقاد بأن الرخاء الاقتصادي كُلٌ لا يتجزأ. وأنه يجب أن نتشارك في النمو كي يكون مستداماً. وأن خطتنا العالمية للانتعاش، يجب أن يكون في بؤرة تركيزها الاحتياجات والوظائف الخاصة بالعائلات، التي تعمل بجد، ليس في الدول المتقدمة وحدها، ولكن في الأسواق الناشئة، والدول الأكثر فقراً في العالم على السواء."

2- ولصالح الفقراء قال البيان: " الاتفاقيات التي توصلنا إليها اليوم، ستؤدي إلى زيادة حجم الموارد المتاحة لصندوق النقد الدولي، بمقدار ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 750 مليار دولار؛ ولدعم مخصص جديد لحقوق السحب الخاص تصل قيمته إلى 250 مليار دولار؛ وتقديم 100 مليار دولار على الأقل في صورة إقراض إضافي عن طريق البنوك التنموية متعددة الأطراف؛ ولضمان تقديم 250 مليار دولار لدعم التمويل التجاري؛ ولاستخدام الموارد الإضافية من مبيعات الذهب بصندوق النقد الدولي من أجل تمويل الدول الأفقر؛ تمثل برنامجا إضافيا قيمته 1.1 تريليون دولار لدعم استعادة الائتمان والتنمية والوظائف في الاقتصاد العالمي. ومع الإجراءات التي اتخذتها كل دولة على حدة، يمثل ذلك خطة عالمية للانتعاش على نطاق غير مسبوق."

3- ومن أجل إصلاح الوضع الاجتماعي للفقراء قال البيان: "نلتزم باتخاذ الإجراءات الضرورية لاستعادة التدفق الطبيعي للائتمان من خلال النظام المالي وضمان سلامة المؤسسات المهمة من الناحية التنظيمية وتنفيذ سياساتنا بما يتماشى مع الإطار المتفق عليه في مجموعة العشرين لاستعادة الإقراض وإصلاح القطاع المالي."

4- ومن أجل الأسواق الناشئة والدول النامية التي تضم الفقراء كأغلبية مسحوقة، قال البيان: " "تواجه الأسواق الناشئة والدول النامية، التي كانت محرك النمو العالمي الحالي، تحديات تضيف إلى الانهيار الحالي في الاقتصاد العالمي، وبات من الضروري أن تستمر رؤوس الأموال في التدفق إليها من أجل الثقة العالمية والانتعاش الاقتصادي الأمر الذي يتطلب تعزيز المؤسسات المالية الدولية خاصة صندوق النقد الدولي. ومن ثم وافقنا على إتاحة 850 مليار دولار إضافي من الموارد عبر المؤسسات المالية العالمية لدعم النمو في الأسواق الناشئة والدول النامية عبر مساعدتها في تمويل الإنفاق في الإفراط التجاري، وإعادة هيكلة رأس مال البنوك والبنية التحتية وتمويل التجارة ودعم ميزان المدفوعات، وإعادة تدوير الديون والدعم الاجتماعي إلى آخر ذلك كله. وقد اتفقنا على زيادة الموارد المتاحة لصندوق النقد الدولي عبر التمويل العاجل من الأعضاء بـ 250 مليار دولار وبالتالي المساهمة في اتفاقية اقتراض جديدة أكثر مرونة وتوسعا، لتزيد إلى 500 مليار دولار ولدراسة سوق الإقراض إذا ما اقتضت الضرورة. ونحن ندعم الزيادة الأساسية في الإقراض بـ 100 مليار دولار على الأقل من قبل بنك التنمية المتعدد الأطراف التي تضم الدول منخفضة الدخل وضمان حصول تلك البنوك على رؤوس أموال مناسبة."

-3-

إذن، نلاحظ أن معظم بنود هذا البيان الأممي العالمي القوي، جاء لمصلحة الفقراء بالدرجة الأولى. بل إن معظم الأغنياء قد تضرروا من هذا البيان، ذلك أنهم هم سبب هذه الأزمة العالمية وهم سبب هذه القمة،. وهذا البيان قد فضحهم من غير أن يسميهم، وكشف عوراتهم التي هي عورات المجتمع الرأسمالي الذي أُسيء استخدام شروطه وقوانينه. ولولا فساد هؤلاء الأغنياء، وجشعهم، وتلاعبهم بالأسواق والبورصات العالمية، والمبالغ الضخمة التي كانوا يتقاضونها كمكافآت سنوية، وتزويرهم للحقائق المالية والميزانيات السنوية لما كانت الأزمة المالية العالمية بهذا الحجم الضخم.

فهل يعفي هذا البيان الحكومات الأوروبية والأمريكية من مسؤولية وقوع هذه الكارثة المالية التي ربما لم تشهد البشرية على مدار تاريخها مثيلاً لها؟

-4-

لا شك أن الدول الأوروبية وأمريكا اليابان كذلك – باعتبارها الأغنى في العالم – هي المكلفة بإصلاح هذا العطب المالي والاقتصادي الذي لا مثيل له، فهي التي تسببت في هذا العطب وفي هذه الكارثة. ولولا أنها أغمضت عينيها، وأهملت مراقبة القطاع المصرفي، ولم تضع حداً للفساد المالي في المؤسسات المالية والائتمانية الكبرى، لما جرى ما جرى ويجري الآن.

ولنعلم جيداً، أن الدول العشرين في هذه القمة والمسئولة مسؤولية مباشرة عن انهيار وأزمة الاقتصاد المالي العالمي ليست ملائكة رحمة فحسب من خلال بنود بيان مؤتمر القمة، فحسب بل هي في الوقت ذاته، جاءت لتحرز انتصارات ومكاسب خاصة لها من خلال هذه القمة، كما كشف أكثر من معلق ومحلل سياسي في الغرب، ومنهم المحللة السياسية آن أبلباوم التي قالت في مقالها (قمة العشرين.. إنقاذ اقتصادي وسياسي) في "الواشنطن بوست" من أن " الولايات المتحدة تريد إقناع كل دولة بتخصيص 2 في المائة من ناتجها الإجمالي العام لتحفيز الاقتصاد، وتوفير ما يشبه الدعم العائلي المريح لخطة أوباما الإنقاذية، وإحاطتها بالتأييد السياسي، وهو ما سيتيح لأوباما أيضاً الرجوع إلى واشنطن، وإعلان النصر أمام الرأي العام".



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا: نافذة أوباما على العالم الإسلامي
- التحالف الإيراني – الإسرائيلي الخفي
- قطوف الديمقراطية العراقية الدانية
- الدولة العربية الحديثة وحاجتها الماسة إلى الدين
- العراق: من ديكتاتورية البعث إلى ديكتاتورية الطوائف
- أزمة التيار الديني في التركيز على القشور وإهمال اللُبَاب
- من هو المثقف الليبرالي وما هي مهمته؟
- العراق بين الإحلال الأمريكي والاحتلال الإيراني
- سيطرة ثقافة الحرب والخوف من السلام
- اضاءات فكرية لدواخل الخطاب السياسي الديني
- ما هي أسباب بروز -الإسلام السياسي- بهذه القوة؟
- الانتخابات العراقية.. درس آخر في التطبيق الديمقراطي
- ذهب بوش.. فهل ستقلُّ كراهيتنا لأمريكا؟
- علاقة -الناصرية- و-البعث- و-القوميين العرب- بالإسلام والدولة
- هل سيكون لحمائم -حماس- دور في إقرار السلام ؟
- ذهب بوش وبقي العراق
- الدلائل القطعية بين -نعم- و -لا- لربط الدين والدولة
- هل سيُفرِّخ العراق إرهابيين جُدداً كما فرَّخت أفغانستان في ا ...
- كيف يتجنب الشارع العربي مستقبلاً الصراخ الذي لا يثير غير الغ ...
- لماذا أصبح في العراق أكبر فضيحة فساد في التاريخ؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - قمة العشرين.. هل هي نظام عالمي جديد؟