أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .














المزيد.....

الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2628 - 2009 / 4 / 26 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ استقلال الجزائر عن فرنسا ، وحلم الزعامة الإقليمية يتقوى ويتضخم لدى الطبقة السياسية/العسكرية الحاكمة . فالجزائر ، بحكم وضعها الجغرافي المنفتح على أوربا والقريب منها ، وكذا شساعة أراضيها وثروتها النفطية ، تسعى للعب دور الريادة والزعامة الإقليمية . بل إن رصيد الجزائر التاريخي والنضالي ضد الاستعمار الذي جعلها بلد المليون والنصف شهيد سيمنحها حظوة لدى ما بات يعرف بدول عدم الانحياز خصوصا لما ركبت الجزائر موجة الاشتراكية والتقدمية في محيط إقليمي ــ عربي وإفريقي ــ مثخوم بالأنظمة "الرجعية" . وقد استغلت الدوائر الحاكمة في الجزائر هذه المقومات التاريخية والجغرافية والإيديولوجية لتنخرط بفعالية في عدد من الهيئات السياسية الإقليمية والدولية بهدف تعزيز مكانتها وإضفاء المصداقية على ميول الزعامة والريادة الإقليمية لديها، بغرض إثبات أنها قوة إقليمية مؤثرة . وفي هذا الإطار انخرطت الجزائر في الإطارات السياسية التي عُـرفت بأنها تناهض الاستعمار وتدعم حركة التحرر الوطني . وتكريسا لنهجها الراديكالي هذا ، شكلت الجزائر إلى جانب بعض الأنظمة العربية خاصة مصر عبد الناصر ، جناحا راديكاليا في مواجهة الجناح المحافظ أو المعتدل الذي تمثله أنظمة عربية أخرى في مقدمتها المغرب والسعودية والأردن . بل إن السياسة الخارجية للجزائر سيظل يحكمها نزوع الزعامة هذا وستعمل جاهدة لخوض كافة أشكال المواجهة ضد المغرب : إيديولوجية ، سياسية ، اقتصادية ، وعسكرية لانتزاع الهيمنة الإقليمية وفرضها كأمر واقع . وفي هذا الإطار يأتي موقف الجزائر المعادي لاسترجاع المغرب أقاليمه الصحراوية التي كانت تستعمرها إسبانيا . واتخذ الموقف الجزائري أشكالا ومستويات من الصراع ـ سياسيا ، اقتصاديا ، عسكريا ، دبلوماسيا ـ بغرض محاصرة المغرب وإضعاف مقاومته لنزوع الهيمنة لدى السلطات الجزائرية . بالتأكيد أن الجزائر بدعمها واحتضانها لجبهة البوليساريو ، لا تتوخى الوفاء لجذور الثورة الاشتراكية ولا لمبادئ حركة التحرر الوطني ، لأن هذه القضايا إما ولى زمانها أو أوجدت لها بدائل أخرى تتفق والقانون الدولي بعيدا عن كل المغامرات الثورية التي عصفت باستقرار كثير من الشعوب والدول ، بل منها من لازال يعاني الفقر والحروب الأهلية بسبب تلك المغامرات "الثورية" . فالجزائر يظل باعثها الأساس في مناوأة الوحدة الترابية للمغرب ، هو تحجيم الدور الإقليمي للمغرب عبر خلق ما أمكن من المشاكل المادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية قصد إضعاف قدرته على تحمل النفقات ، ومن ثمة جعله ينشغل بأزماته . هكذا نفهم إقدام السلطات الجزائرية على طرد الجالية المغربية من أراضيها في وقت احتدم فيه الصراع العسكري بين المغرب وجبهة البوليساريو حول المناطق الصحراوية المسترجعة ، واشتدت فيه أيضا وطأة الضائقة الاقتصادية بسبب سنوات الجفاف المتتالية . من هنا نفهم أن أي رئيس جزائري يدعمه العسكر لا يمكنه إلا أن يجاري نزوع الزعامة الإقليمية للمؤسسة العسكرية التي وحدها تتحكم في اختيارات النظام وتوجهاته . فالجزائر ، رغم التحالف الذي جمعها بمصر عبد الناصر ، إلا أنها لم تستطع أن تخفي ميول الزعامة التي دفعتها إلى الاعتراض على رغبة مصر في الحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن ، مما يعني أن الجزائر تريد أن تكون المخاطَب الرسمي الممثل لدول شمال إفريقيا على الأقل . لهذا كان دعمها قويا لجنوب إفريقيا في ترشيحها لعضوية مجلس الأمن اعتبارا لما بينهما من تقارب وتنسيق في قضايا كثيرة على رأسها قضية الصحراء التي انحازت فيها جنوب إفريقيا لصالح الطرح الجزائري فكان اعترافها بالجمهورية الصحراوية تتويجا لهذا التقارب الذي يخدم طموحات دوائر صنع القرار في الجزائر . وفوز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية سيقوي لديه نزوع الزعامة الإقليمية لأنه (= بوتفليقة) يعتبر نفسه امتدادا للجيل الذي حمل الثورة ودعم حركة التحرر الوطني . لهذا ستظل الدوائر المتحكمة في صنع القرار السياسي والداعمة للرئيس بوتفليقة ، تسعى لأن تجعل من الجزائر قوة إقليمية عظمى . ومن أجل ذلك لن يتمكن الرئيس بوتفليقة من تطبيع العلاقة مع المغرب وإنهاء الصراع حول الصحراء ، لأن هذا لا ينسجم مع الثوابت ذات النزعة القومية المفرطة التي تأسست عليها السياسة الخارجية للجزائر منذ عهد الراحل بومدين والتي تعتبر المغرب القوة الإقليمية المنافسة للجزائر التي ينبغي إضعافها ومحاصرة نفوذها الإقليمي ، لدرجة أن الجزائر تصر على عرقلة كل الجهود الرامية لإطلاق ديناميكية اتحاد المغربي العربي وتشكيل قطب إستراتيجي إقليمي يدعم مصالح هذه الدول ويقوي موقفها في المفاوضات مع الاتحاد الأوربي . من هنا سيحظى الصراع حول الصحراء المغربية بالأولوية التامة ضمن السياسة الإقليمية للرئيس الجزائري لما يحققه من أهداف تنسجم مع نزوع الزعامة الإقليمية للجزائر ( تعطيل الاتحاد المغاربي ، استنزاف المغرب ، تغذية الحنين إلى إيديولوجيا دعم حركات التحرر الوطني .. ). وليس غريبا أن يدشن بوتفليقة ولايته الثالثة بالاستفزاز الأخرق للدولة المغربية عبر دعم وتأطير حوالي 1400 من عناصر البوليساريو في اختراق المنطقة العازلة عبر التراب الجزائري . وهذه رسالة من الدوائر الحاكمة في الجزائر تصر فيها على تأجيج الصراع وإفشال المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين المغرب وجبهة البوليساريو لإيجاد حل سلمي للنزاع الذي طال أمده . فالجزائر ، مهووسة بالزعامة الإقليمية ، تخوض سباقا محموما في التسلح جعلها تضاعف ميزانية الدفاع من 23 مليار درهم مغربي سنة 2008 إلى 55 مليار درهم . الأمر الذي يفرض على المغرب دخول المنافسة لفرض هيبته وضمان سيادته . وكان الأجدر بالدوائر الحاكمة في الجزائر أن تعزز التوجهات الوحدوية للمغرب وتوفر كل أسباب الاستقرار لتفعيل الاتحاد المغاربي وتقوية موقعه في المفاوضات مع الاتحاد الأوربي . لكن الجزائر ستظل رهينة لهوس الزعامة ونزوع الهيمنة مادام الجيش لا الشعب ، هو القوة الحاكمة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوهابية تأكل أبناءها وتحاكم عقائدها .
- أخطار المد الوهابي على وحدة الشعب واستقرار الوطن .
- المد الوهابي والمد الشيعي فكا كماشة واحدة .
- حزب العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(2)
- العدالة والتنمية أية مصداقية ؟(1)
- إبداعات فقهية لتكريس شقاء المرأة واستغلالها.
- لتكن إجراءات الدولة شاملة ومستمرة .
- ما أعجز الحكومة عن التخفيف من معاناة المنكوبين !!!
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(4)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(3)
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(2)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .
- ثقافة تبضيع المرأة ونخاستها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الثورة الهادئة وجرأة التغيير السلس .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - الجزائر وهوس الزعامة الإقليمية .