أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - مشروع الإطار المرجعي لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات















المزيد.....

مشروع الإطار المرجعي لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 11:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ملحوظة أولية:
بالنظر لضعف الصياغة ولكثرة الأخطاء اللغوية والنحوية والمطبعية.. التي شابت المقال السابق بنفس العنوان، حاولنا قدر الإمكان تصحيح وتنقيح المقال، وإعادة نشره مرة أخرى لإيصال وجهة نظرنا كتيار ـ الخط البروليتاري ـ بالشكل المطلوب للمناضلين ولجميع الرفاق والرفيقات من مناصري الحركة المناهضة للغلاء.

مشروع الإطار المرجعي لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات
-تقديم:
نتقدم بهذا الإطار المرجعي كمساهمة منا لتقديم الفعل النضالي لحركة مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات الاجتماعية. وإذا كان الغلاء كمعطى ارتبط تاريخيا بالربح والسباق نحو أعلى معدلاته، فلا بد إذن من بسط أسبابه، والتعريف بالمستهدفين به.. حتى تتضح الرؤيا والتصور، مما سيشكل، لا محالة، إطارا مرجعيا وبوصلة للحركة، ستساعدها، بالتأكيد، في مسيرتها لبلوغ أهدافها المرحلية والإستراتيجية.
فلا يمكن التغاضي، أو نكران ارتباط معطى الغلاء بنمط الإنتاج الرأسمالي المبني أساسا على الربح، وكيفما كانت السبل والوسائل لاستخلاصه، على اعتباره مقدس المقدسات في العملية الاقتصادية الرأسمالية، ولا يمكن كذلك قبول كل التبريرات المقدمة من طرف الخطاب اللبرالي المراوغ، فعوض اعترافه بديمومة الأزمة الرأسمالية واستمراريتها.. يلجأ كإيديولوجية مدافعة عن الرأسمالية، لمبررات شتى، ترتكز أساسا على شح منابع المواد الأولية، وعلى صعوبة وصولها لمواقع الإنتاج، بالنظر للحروب أو بالنظر لسياسة الاحتكار، ومن بين المبررات الأخرى، يتقدم الخطاب بمعطيات النمو الديموغرافي المهول، وعوامل المناخ وتقلباته المؤثرة على العديد من المنتوجات الفلاحية والغذائية الأساسية كالحبوب، اللحوم، والألبان ومشتقاتها، والزيوت، والسكر..الخ مبررات وإن كانت حقيقية، فهي جزئية، ولن تخفي في شيء حقيقة ارتباط الغلاء بنمط الإنتاج الرأسمالي كمعطى موضوعي ثابت.
وإذا كان النفط كطاقة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في الدورة الإنتاجية، فكل المحاولات الحالية الباحثة عن بديل عنه، لتعويضه بالزيوت الغذائية أو بالكحول المستخرجة من قصب السكر مثلا، لم تنفع شيئا، بل يمكن اعتبارها سببا من بين الأسباب التي زادت الأوضاع استفحالا بتأثيرها السلبي على إنتاج الغالبية من الحبوب.
فهل يمكن القبول بهذه التبريرات، واعتبار الغلاء كظاهرة عابرة أو جديدة ارتبطت فقط بهذه الظرفية، وبكل المشاكل المحيطة بها؟.
ليس الغلاء بالظاهرة العابرة أو الجديدة، فالغلاء نتيجة منطقية للسباق المحموم نحو الربح، الذي ينتهجه الرأسماليون اللبراليون والنيولبراليون.. وللرٌفع من معدلات الربح لابد من الرفع لوتيرة الاستغلال، ولابد من الاحتكار، ولابد كذلك من توفير كل الظروف المسهلة لعملية الاستغلال والاحتكار، من توترات وحروب، ودعم وتثبيت الأنظمة الاستبدادية والسماسرة وشركات الوساطة..الخ
فمنذ بروز الرأسمالية، أي قبل أن تتسع ليهيمن نمط اقتصادها على جميع البلدان وشعوبها، أي خلال مرحلتها الأولية، وبالرغم من ادعاءها لوهم التنافس الحر، فقد عرفت الاحتجاج والنضال دفاعا عن القدرة الشرائية من لدن العمال والكادحين وذوي الدخل المحدود.. ويمكن الرجوع في هذا الباب لسجل النضالات النقابية العمالية، ولملفاتها المطلبية المناهضة لظروف الاستغلال، ومواجهة للتسريحات وما ترتب عنها من بطالة، وكذا دفاعا عن القدرة الشرائية وما تطلبته من نضالات مريرة في هذا الباب، نضالات من أجل رفع الأجور، ونضالات من أجل تثبيت قانون الحد الأدنى للأجور، وقانون السلم المتحرك للأجور، ونضالات من أجل حماية مستوى الأسعار عبر صناديق المقاصة، أو عبر المنح أو التعويضات عن "القفة"..الخ
وغير بعيد عن هذا المجال، وارتباطا بتاريخ بلادنا وبنضالات الجماهير الكادحة، أي قريبا من الظروف التي ارتبطت بانبلاج الحركة النقابية بالمغرب.. فلم تخلو قط، نضالات الطبقة العاملة من مطالب على هذا المستوى، بل لعبت الحركة النقابية أدوارا مهمة في إشعال فتيل نار المجابهة والانتفاض ضدا على كل الشروط والأوضاع التي فرضتها سيادة نظام حاكم بقوة القمع والاستبداد لتأبيد السيطرة والاستغلال.. فبالإضافة إلى العديد من الهزات الشعبية المحدودة هنا وهناك، وإلى بعض الانتفاضات الشعبية المناهضة للغلاء، والخارجة عن تأطير النقابات العمالية والمركزيات النقابية بشكل عام، مثال انتفاضة 1984 بمراكش، الحسيمة، الناظور، القصر الكبير وتطوان.. فلا يمكن نفي حضور المركزيات في انتفاضتي 20 يونيو 81، و14 دجنبر 90، العمالية والشعبية التي انفجرت دفاعا عن القدرة الشرائية للجماهير الشعبية الكادحة، الشيء الذي افتقدته الحركة في شكلها الحالي والذي يجب تداركه، من أجل تطوير الحركة وتجذيرها.

- طبيعة الحركة ومكوناتها
بناءا على ما تقدم فإن حركتنا كحركة مناهضة للغلاء، وتدهور الخدمات الاجتماعية وخوصصتها، ومناهضة لكل مسببات الغلاء وللمسؤولين عنه، حركة ذات طبيعة تقدمية، مناهضة لكل السياسات والخطابات المكرسة لواقع الفقر، التهميش والأمية.. وما يترتب عنها من أمراض ومضاعفات اجتماعية خطيرة.. حركة مناضلة ضد الرأسمالية وضد كل الإدعاءات التجديدية في خطاباتها، كخطابات الادعاء بانتصار العولمة والسعي للبحث عن "النظام العالمي الجديد" "كنهاية" التاريخ..الخ.
هي حركة شعبية مرتبطة أشد الارتباط بالطبقات الشعبية المسحوقة، من عمال وعاطلين ومعطلين وأجراء ذوي الدخل المحدود.. حركة منفتحة على كل الآفاق التقدمية التواقة للقضاء على كل الاقتصاديات المبنية على الغلاء، وعلى الحرمانات من خدمات أساسية، كالتعليم والتطبيب والسكن.. التي كانت إلى حين، في متناول الغالبية من الكادحين.
وبالتالي، فلا بد للحركة أن تبث في مكوناتها والمنتمين إليها، إن هي أرادت التقدم في خطواتها للحد، مرحليا، من وتيرة الغلاء، في اتجاه تحقيق طموحاتها الكبرى للقضاء على الغلاء وعلى أسسه الاقتصادية والاجتماعية الطبقية، في إطار مجتمع يضمن العيش الكريم والتدبير العقلاني والديمقراطي لثروات البلاد، مجتمع المنتجين الكادحين الخالي من جميع السلط الاستبدادية ومن أية علاقة استغلال منتجة للربح..الخ
على هذا الأساس، وبالنظر للتوجه العام للسياسة الحكومية، اللبرالية في أبشع صورها وتجلياتها، فلا يمكن للحركة أن تقبل بداخل مكوناتها أي صوت، أو جهة، أو تيار، أو توجه.. يدعم السياسة الحكومية المسؤولة عن الغلاء، وعن ارتفاع وتائره، كيفما كانت الجهة، حزبية، جمعوية أو نقابية.. كذلك، وبالنظر لطبيعة الحركة، وانسجاما مع توجهاتها التقدمية المفتوحة على آفاق القضاء على أصل الغلاء من جذره، فلا يمكن للحركة إن هي أرادت اجتناب التعثر والتقهقر.. سوى الارتباط بالتيارات السياسية والتقدمية المبدئية، وبكل الحركات الاحتجاجية ذات البعد الاجتماعي التقدمي، وكذا الارتباط بالجماهير الشعبية المكتوية بنار الغلاء وسياسة الخوصصة.. لابد من فتح المجال أمامها في تسيير هياكل وتنظيمات الحركة، وعبر خلق أدوات تنظيمية كفيلة باستيعاب كافة الطاقات المناضلة في الأحياء الشعبية والقرى.. المنخرطة في الحركة الاحتجاجية.. لابد كذلك، من الابتعاد والاحتراز، من كل أبواق التشويش الشعبوية، الشوفينية والظلامية.. وعن كل الأصوات الانتهازية التي لا تبحث سوى عن موطئ قدم يؤهلها لبلاطوهات الإذاعة والتلفزة، ولصفحات الجرائد الصفراء الرخيصة..الخ
فموقعنا كحركة، لا بد وأن يكون إلى جانب كل الإطارات التقدمية المناضلة، الواعية كل الوعي بحقيقة عدم ارتباط موجات الغلاء بالظرفيات العالمية وفقط، بالاضطرابات المناخية وفقط.. بل بارتباطها البنيوي بالنظام السياسي والاقتصادي الرأسمالي، أي جميع الإطارات المكافحة التي تربط استمرارية الغلاء باستمرارية الحكم البرجوازي في بلادنا وفي الغالبية الساحقة من بلدان العالم.

- الأهداف
من الطبيعي جدا أن تحدد أية حركة أهدافا لها، وإلاٌ وقعت في التيه، والتجريبية العبثية، والتوظيف السياسي الضيق..الخ من المثبطات التي لن تؤدي في آخر المطاف سوى إلى التقهقر والتقوقع والابتعاد عن القاعدة الأصلية للحركة، وعن منطلقاتها المبدئية والمرجعية..
وبالرغم من جنينية الحركة، وبالرغم كذلك، من تجدد وتنوع أشكالها، باستمرار، خلال الثلاثة سنوات الأخيرة، ومن اتساع رقعة الاحتجاج، ومن التصعيد النضالي الذي عرفته العديد من المواقع والمدن لحد الانتفاض، والاعتقال والمحاكمة من جرٌائه.. فلا يمكن الرهان على استمرارية الحركة بشكل تراكمي عفوي دون تدخل عناصر التي أثبت التاريخ أساسيتها وأهميتها الحاسمة.
فانسجاما مع تصورنا ووعينا بأصل الغلاء، فلنا الوعي كذلك، بقدرات الحركة المناهضة للغلاء في شكلها الحالي، والتي لا يمكنها سوى نشر ثقافة التصدي والمقاومة والاحتجاج.. ولا يمكنها في الظروف الحالية وفي أقصى الحالات سوى وقف الزحف المهول لغول الغلاء.. إضافة لهذا، سيكون بمقدورها أن تجدد العلاقات بين المكونات التقدمية للحركة وبين الجماهير المكتوية بنار الغلاء، مما سيمكنها لا محالة، من تصفية بعض الخلافات الهامشية داخل هذه المكونات نفسها.. لأن القضاء وبشكل نهائي عن الغلاء، وإن كان حاضرا وبشكل دائم في تصوراتنا الإستراتيجية الكبرى، لا بد وأن يرتبط بالتغيير الجذري لنظام الرأسمالية التبعية القائم ببلادنا، وبناء المجتمع الخالي من الاستغلال والطبقية، مجتمع المساواة والتدبير العقلاني للثروات.



#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشطاء -الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة- يقيمون -نشاطا- ...
- الوجه الآخر للنقابات والنقابيين في المغرب
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية بين واقع التفتيت، وطموحا ...
- عن الحزب والنقابة والمؤسسات.. و-النهج الديمقراطي-
- من أطاك النضال والاحتجاج إلى أطاك التهجير والسفريات
- تضامنا مع معتقلي مراكش
- في ذكرى الشهيد عبد الحق شباضة
- عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟
- عودة الانتفاضات للواجهة
- راهنية -البيان الشيوعي-
- دفاعا عن الحركة المناهضة للغلاء... تنسيقياتنا وتنسيقياتهم
- همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش
- الحركة من اجل مناهضة الغلاء في مواجهة التقييمات الانتهازية
- على هامش المعركة الطلابية الأخيرة بمراكش
- إلى صاحب ربطة العنق الحمراء
- الطبقة العاملة المغربية تخلد يومها الأممي للنضال ضد الرأسمال
- توضيح خاص للأوساط اليسارية التقدمية المغربي
- الحركة المناهضة للغلاء بالمغرب
- ضرورة الإضراب الوطني بين الحق والمزايدة السياسية
- حتى لا نعارض -التسيس الفج والاعتباطي- بالسياسة الانتهازية ال ...


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - و. السرغيني - مشروع الإطار المرجعي لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات