أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - أسطورة الأمة العربية














المزيد.....

أسطورة الأمة العربية


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 06:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك أسطورة تعلق بها أتباعها وروجوا لها بحماس كبير كما هو الحال مع أسطورة الأمة العربية ، التي ظهرت إلى الوجود بعد ضعف الدولة العثمانية ، وبالتأكيد كان لانتشار الفكر القومي في أوربا ونشوء الدول القومية فيها ، أثره البارز في نشوء هذه الأسطورة وترعرعها ، إلى الدرجة التي غدت فيها معلما بارزا من معالم الذهنية العربية وركيزة مهمة من ركائزها ، فضعف مفهوم الخلافة الإسلامية وتحول الدولة العثمانية إلى رجل مريض ، دفع بعض الأتراك إلى محاولة إصلاح الدولة العثمانية من خلال الاستناد إلى الفكر القومي ،وهذا الأمر لم يتم بالتأكيد مرة واحدة ، بل جرى تسويقه عبر المنعطفات التي مرت بها هذه الدولة المريضة حسب تشخيص الأوربيين لها ،ولعل الفكر القومي العربي قد واكب هذا التطور، مع انه لم يصل إلى درجة من النضج إلا في فترة متأخرة ، لكن أهم مخاض لهذا الفكر ارتبط على الأرجح بمشروع محمد علي في مصر، فقد أدرك هذا الرجل أهمية اختراع مفهوم يستقطب الجماهير العربية الناقمة على الأتراك حتى يجد له من يؤيده ويدعم طموحه ، وبالتالي رفع شعارا قوميا بإزاء شعار الأتراك الإسلامي ،وقد فعل مشروعه من خلال اعتماد اللغة العربية كلغة أساسية في مصر ثم في التوجه لمحاربة الأتراك باسم العرب ، فقد كان إبراهيم باشا يردد دائما انه لم يعد تركيا بل أن شمس مصر جعلته عربيا ، موجها دعايته نحو البلدان الناطقة بالعربية ، حيث وصلت فتوحاته إلى بلاد الشام والجزيرة العربية والسودان .
ومع أن مشروع محمد علي لم يكن في حقيقة الأمر معبرا فعلا وحقيقة عن هاجس عربي محدد ،إلا انه تمثل هذا الهاجس ووضعه كجزء من حملته السياسية والعسكرية ، ويبدوا من مجرى الأحداث ، أن محمد علي كان مدركا لأهمية الفكر القومي في معركته ضد العثمانيين ، بدليل إصلاحاته التي تميزت بتوجهها نحو الثقافة العربية ، ومحاولة اعتماد هذه الثقافة في صراعه ضد العثمانيين ، مصوبا اهتمامه نحو الدعاية التي تمثل قطب الرحى في حملته القومية ، وربما عدت صحيفة الوقائع المصرية احد أعمدة سياسته ، فكانت بحق رائدة الصحف الحكومية ومدشنة الصحافة العربية الموجهة ، لقد وعد إبراهيم باشا بالنيابة عن والده بإقامة كيان عربي يمتد حيثما ينتشر اللسان العربي ، وهذا بالتأكيد أقدم من وعد بلفور ، مبديا استعداده لإنشاء وطن قومي للعرب بعيدا عن الهيمنة العثمانية ، لكن مشروع محمد علي لم يكتب له النجاح ، لان الدول الأوربية أدركت مخططه وخشيت من أن يكرس مشروعه لمعاداتها ، إلا أن هذا الفشل لم يكن مانعا من مواصلة المشروع في الساحة الثقافية ، حيث تضخمت الأسطورة بعد أن انهار الحكم العثماني ، وتحولت القومية العربية إلى منهج بديل يسوق للعقل السلطوي .
وهكذا تحولت الشعوب الامازيغية والأفريقية والمصرية والشامية والرافدية إلى تبني الإطار العربي ، بعد أن غاب أو تلاشى الإطار العثماني ، ففي حقيقة الأمر ليست هناك امة عربية بل شعوب ناطقة بالعربية ، وليس هناك وطن قومي للعرب بل بلدانا فتحتها الجيوش العربية وغدت جزءا من غنائم حرب هذه الجيوش ، الأمر الذي يمكننا أن نفسر به شراسة الصراع العربي الإسرائيلي .. هذا الصراع الذي يحمل في طياته جزءا أسطوريا يمتد إلى غابر التاريخ ، والى تلك الذهنية التي خلقت وهم الصراع القومي بين امة عربية يحركها العامل القومي وأمة إسرائيلية يحركها العامل الديني ،فهو صراع بين وعدين يرومان التحقق ضمن الإطار الجغرافي نفسه تمتد جذورهما إلى الفكر الديني لكلا الطرفين ، وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود ، ووعد إبراهيم باشا بإنشاء وطن قومي عربي ، ومابين هذين الوعدين وحدودهما غير المحدودة ، تحترق أجيال وأجيال .





#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهود الفردية لاتكفي لهزيمة الإرهاب
- تجويع مليون سوداني ردا على اتهام البشير
- الاسرى العراقيين يطالبون بتعويضات عن فترة الاسر الطويلة التي ...
- ملحمة جلجامش النص النقدي النموذجي لحضارة وادي الرافدين
- الحرية قدر الإنسان
- من اجل حملة وطنية لتقليل رواتب وامتيازات المسئولين العراقيين
- المفوضية العليا للانتخابات في العراق بين المسؤوليات والطموح
- التخلي عن العراق ليس في صالح أميركا
- متى تتوقف تجارة الدم العربي ؟
- وهم العقل العربي والإسلامي
- ليس بالديمقراطية وحدها ينجوا العراق
- لنزرع في نفوس أبنائنا ثقافة السلام
- الفساد في العراق اخطر من الإرهاب
- لا تستطيعون صنع دبابة تقتل الأغنية
- جهاديو حماس والنار المشتعلة في غزة
- حتى لا تسبب الطقوس الدينية الإزعاج وتتناقض مع الحياة
- جذور الديانات التوحيدية
- الفلسفة الحديثة و سؤال المعرفة
- دور التربية في مشروع حوار الأديان والثقافات
- يجب أن تعترف الحكومة بفشلها ويعتذر السياسيون عن أخطائهم


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - أسطورة الأمة العربية