أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - متى تتوقف تجارة الدم العربي ؟














المزيد.....

متى تتوقف تجارة الدم العربي ؟


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 07:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم اقتصاديا أن التجارة عرض وطلب فكلما زاد الطلب قل العرض والعكس صحيح فهذه المعادلة هي جوهر العملية التجارية لأنها تربط السعر بالسوق والاستهلاك بالإنتاج وهو أمر برعت به كثيرا من البلدان الصناعية فكانت أرباحها مرتبطة بقدرتها على التعاطي بمرونة مع منطق العملية التجارية والمعادلة التي تتحكم بها أما منطقتنا فيبدوا أنها برعت بنوع أخر من التجارة ليست له أي علاقة بالناحية الاقتصادية لأنه ارتبط بنمط التفكير الذي تشتهر به شعوبنا والذي ينطلق من سماتها الاجتماعية وموروثها الثقافي العريق بالوحشية و الذي يمجد العنف والقسوة فكان نزوعنا التراجيدي نحو الإقلال من قيمة الإنسان والحط من قدره أهم شاهد على ذلك بل والمعبر عن طبيعتنا العبثية غير المنضبطة بدليل أننا نستطيع أن نحيل غالبية الأحداث الدموية في منطقتنا إلى هذا المنطق الهجين بما في ذلك حوادث الإرهاب التي باتت تشكل العمود الفقري لما يمكن تسميته بخطاب المواجهة والتحريض .
فالإنسان بالنسبة لمنطقتنا ليس سوى سلعة عاقلة أو ناطقة فهو يمثل وسيلة لتحقيق ربح ما أيا كان شكل هذا الربح أو قيمته ففي سبيل الاشتهار والحصول على بعض المنافع الخاصة يمكن للكثير من القوى أن تضحي بما يكفي من الناس إشباعا لنزوى جسدية أو نفسية ومن اجل ذلك عبرت الكثير من القوى الجهادية عن هويتها المتطرفة دون أن تبالي بفداحة الخسائر الناجمة عن ذلك والتأثير الذي تخلفه لان الهدف الأساس لهذه الحركات ليس تحقيق الأهداف المذاعة إعلاميا وشعبيا وإنما الاستفادة من هذه الأهداف في توسيع درجة الشعبية والارتقاء بالمصالح إلى أعلى مستوى ممكن فليس المهم بنظر هؤلاء عدد الناس الذين يموتون والأموال التي تهدر والتي تقدر بالمليارات بل مقدار الشهرة التي يبلغون والنجاح الذي يحققون لان هذه الفئات الواقفة على هامش التاريخ لاتجد شيئا تفعله أو تثبت به جدواها غير الانصراف إلى تجارة الدم بعد أن وجدت فيها ماكانت تفتقده من إحساس بالوجود والشعور بالجدوى وبدلا من أن نسوق إلى الآخرين القيم الراقية والمفاهيم التي تعبر عن مضمون حضارتنا البشرية الحديثة انزلقنا إلى قيم مشوهة وبدائية ترتبط بخزيننا الحيواني وتاريخنا الوحشي فلم يعد الشرف بالنسبة لنا إشاعة السلام أو العفو عن ضعيف أو حماية مطلوب بل سفك الكثير من الدماء وممارسة أقصى أشكال العنف بإصرار وتلذذ غريبين لينتشر في الغرب رعب مصدره تلك المناظر المقززة والحوادث البشعة التي تصور هؤلاء الوحوش وهم يقطعون رأسا أو يعذبون طفلا أو شيخا أو امرأة من اجل أن يحصدوا بعض الشهرة أو يطمأنوا نوازع نفسية دفينة وهو أمر بتنا نراه ونسمعه يوميا حتى بدا جزءا أساسيا من حياتنا الأمر الذي دفع الذهنية الغربية إلى رؤية العربي المسلم وكأنه جزار يمتهن الذبح والاغتصاب حيث يشار إليه أحيانا بوضع الكف على الرقبة أو يوصف بأنه إرهابي وزير نساء وربما تعرض بسبب هذه النظرة المشوهة إلى بعض المضايقات والازدراء كما قد يحصل للجاليات العربية في الغرب .
لكن الأمر لم يتوقف عند نشوء الاسلاموفوبيا التي شاعت كثيرا لدى الغرب بل على المتاجرة بدم الإنسان لتحقيق مأرب معينة فمن اجل اختطاف فرد غربي يعرض حياة مئات الناس للخطر وتهدر الكثير من الأموال وتهتك الأعراض وكان النصر في التهور لا بمقدار الأرواح التي تصان كتأكيد لاحترامنا لهويتنا الإنسانية فقد آن أوان الالتفات لهذا الأمر لان ما نتعرض له من عنف أو تهميش نابع بالتأكيد من طريقتنا في التعامل مع أنفسنا لان هذا التعامل هو الذي يبين للآخرين مستوانا ويكشف معدننا فهو الذي يحدد أن كنا أهل لهامش الحرية المكفول لنا أم لا ؟
لاشك أننا بحاجة إلى أن نمارس دورا ناصحا يتناسب مع حجمنا و تطلعاتنا الإنسانية بعد أن غدونا منبوذين تتناهشنا شتى الإشكالات بدءا من الدكتاتورية مرورا بالإرهاب والتطرف وصولا إلى العنف الأجنبي الذي يحاول البعض استدراجه بصيغ شتى لتحقيق أهداف لايتسنى تحقيقها بالوسائل التقليدية أو لكي يكون مصدرا لجلب العطف والتمتع بالتاييد العالمي فقد برعت بعض الأطراف في اعتماد هذا الأمر كسلاح جديد لتحصيل الحقوق بعد أن فشلت في تحقيقها بالوسائل القتالية المعروفة فإذا كان القتال لم ينفع ولم يؤدي إلى هزيمة الخصم لم يبقى إلا أن نعتمد هذا السلاح عسى أن يكون به بعض الرجاء ويحقق ماعجز عنه الاحتكام للميدان ويبدو أن هذا هو ديدن هؤلاء المتاجرين .



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم العقل العربي والإسلامي
- ليس بالديمقراطية وحدها ينجوا العراق
- لنزرع في نفوس أبنائنا ثقافة السلام
- الفساد في العراق اخطر من الإرهاب
- لا تستطيعون صنع دبابة تقتل الأغنية
- جهاديو حماس والنار المشتعلة في غزة
- حتى لا تسبب الطقوس الدينية الإزعاج وتتناقض مع الحياة
- جذور الديانات التوحيدية
- الفلسفة الحديثة و سؤال المعرفة
- دور التربية في مشروع حوار الأديان والثقافات
- يجب أن تعترف الحكومة بفشلها ويعتذر السياسيون عن أخطائهم
- حملة لتأكيد الطابع العلماني للدولة العراقية
- اتحاد كتاب أسيا واتحاد كتاب العالم
- الرداء القديم للتجديد
- ابراهيم الخليل بين الروايات الدينية والتحليل العلمي


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - متى تتوقف تجارة الدم العربي ؟