أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - يجب أن تعترف الحكومة بفشلها ويعتذر السياسيون عن أخطائهم














المزيد.....

يجب أن تعترف الحكومة بفشلها ويعتذر السياسيون عن أخطائهم


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 06:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد خمسة سنوات تقريبا من بدا العملية السياسية بات من المناسب تقييم الوضع العراقي لمعرفة إلى أي مدا نجحت هذه العملية السياسية في تحقيق آمال الشعب العراقي فمن الواضح أن العراقيين لم ينقموا على الطريقة التي تغير فيها النظام السياسي السابق أملا في واقع أفضل لان العراق وبشهادة تاريخه كان على الدوام ساحة لهذا النوع من التغيير وربما قنع الناس بالاحتلال وتحملوا وطئته لهذا السبب لكن أن يتحول التغيير إلى ارتباك وفوضى فهذا مالم يحسب له احد حساب وبالطبع لانريد هنا أن نتهم أحدا ولا أن نرمي طرفا ما بالخيانة أو التعارض مع مصلحة العراق لان الحال العراقي اعقد من أن يجسد بهذا الوضوح لكننا نستطيع أن نطرح ماحصل للبلد على أنه تعبير عن وهن الساحة السياسية وانعدام التوافق الوطني وغياب الرؤية الموحدة والفهم الواضح لظروف العراق فمعظم الذين حكموا العراق كانوا من متواضعي الخبرة السياسية والإدارية ومن المتورطين بشكل أو بأخر بتعاقدات خارجية ربما حرمتهم من فرصة التعامل الحر مع إشكاليات الواقع العراقي فأصبح تعاطيهم مع القضايا السياسية هشا ومشلولا وخير مثال على ذلك افتقارهم لرؤية موضوعية بشان الاتفاق الأمني مع أميركا وبدلا من أن تناقش هذه القوى حقوق العراق ومصالحه أخذت تطرح هواجس الجوار وطلباته والأمر الأكثر إثارة أن تطالب هذه القوى بجدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق وتسعى للتملص من أي اتفاق إستراتيجي يحمل أميركا مسؤولية إصلاح الأوضاع التي تسببت بها وباتت ترفع لواء الرفض للوجود الأميركي مع أن جميع هذه القوى جاءت مع الدبابة الأميركية كما يقولون و لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بواسطة الخدمات الأميركية سواء بتقويض وجود النظام السابق أو بالوقوف بوجه القوى المناهضة للحال السياسي الجديد هذا الأمر انعكس حتى على خطابها الأيدلوجي وسلوكها السياسي فأصبحت حائرة بين أن تتنكر لذلك الخطاب الذي يرفض التعاون مع أميركا وبين الخدمة التي قدمتها أميركا لها وبغياب القدرة على تبني خيار محدد بين مقاومة أميركا ورفض وجودها بالأساس أو القبول بوجودها والتعاطي معه بالشكل الذي يضمن مصلحة الطرفين إلا أن هؤلاء ولدوافع عديدة اختاروا المراوغة التي قد تعني الذكاء والمرونة انطلاقا من كون السياسة عبارة عن فن الممكن لكنها من جهة أخرى لا يمكن أن ترى من الآخرين إلا بالشكل التي هي عليه موضوعيا تأمر وعمالة كما يفهمها معارضو التغيير وغدر وخيانة كما يمكن أن يقرؤها بوش وغيره من صناع القرار الأميركي سيما بعد تنكرهم له ولحزبه وإقبالهم على خصمه الديمقراطي الذي قدموا له دعما انتخابيا بتأخيرهم التوقيع على الاتفاقية الأمر الذي حرم الجمهوريون الاستفادة من ذلك في الحملة الانتخابية أما سلوك القوى العراقية في المجال الإداري فقد كان سيئا للغاية فقد فشلوا في توفير الخدمات وتحسين الظروف المعيشية للبلد وانساقوا خلف رغباتهم حيث الرواتب المليونية والامتيازات التي لا مثيل لها ولا قياس هذا ناهيك عن تفشي المحاصصة والمحسوبية والفساد الذي بلغ مستويات خطيرة لم يصل اليها من قبل فيما انساق كثيرون خلف المشروع الطائفي الذي كلف البلد انهارا من الدماء وكاد يصل بالبلاد إلى حافة الفوضى . أن مايجب أن نستخلصه من كل هذا هو أن الجميع فشل في التعاطي المناسب مع الوضع العراقي الاميركان بتهورهم واختيارهم لقوى قليلة الخبرة ولا تمتلك رؤى أو أجندات وطنية بقدر امتلاكها لرؤى وأجندات طائفية وقومية وعشائرية ناهيك عن تورطها ب ارتباطات ثقيلة ومؤثرة ونفس الشيء حصل مع معارضي الوجود الأجنبي الذين فشلوا في صياغة رؤية وطنية واضحة فكانت معارضتهم تعبيرا عن غضب ذاتي لاغير سواء جاء هذا الغضب لأسباب طائفية أو مصلحية محضة الأمر الذي جعل الكثيرين منهم يتورطون في جرائم وأعمال بشعة كلفت العراقيين عشرات الالاف من الضحايا والمليارات من الدولارات هذا بالإضافة إلى التعاون مع قوى خارجية لها أجندتها الخاصة . لذلك لا نرى للعراق من مخرج في ظل هذا التخبط والتنكر لمصلحة العراق إلا بإجراء تغييرات مهمة للعملية السياسية مع تحمل أميركا لمسؤوليتها القانونية والأدبية في إعادة تأهيل البلد المخرب وان يتم ذلك برؤى وأفكار جديدة تأخذ بالاعتبار النتائج التي أفرزتها العملية السياسية متمنين أن يخدم التغيير الرئاسي الأميركي هذا الأمر ويحقق هذا الهدف الذي سينهي بلا شك ظروفا لم يتمناها احد تضع ديمقراطيتنا بالاتجاه الصحيح بدل أن نشهد عودة للدكتاتورية أو الفوضى .





#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة لتأكيد الطابع العلماني للدولة العراقية
- اتحاد كتاب أسيا واتحاد كتاب العالم
- الرداء القديم للتجديد
- ابراهيم الخليل بين الروايات الدينية والتحليل العلمي


المزيد.....




- فيديو أشخاص -بحالة سُكر- في البحرين يشعل تفاعلا والداخلية تر ...
- الكويت.. بيان يوضح سبب سحب جنسيات 434 شخصا تمهيدا لعرضها على ...
- وسائط الدفاع الجوي الروسية تدمر 121 طائرة مسيرة أوكرانية الل ...
- -بطاقة اللجوء وكلب العائلة- كلّ ما استطاع جُمعة زوايدة إنقاذ ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يعود الصحفيون السوريون لل ...
- مسؤول عسكري كوري شمالي من موسكو: بيونغ يانغ تؤكد دعمها لنظام ...
- صحيفة برازيلية: لولا دا سيلفا تجاهل 6 رسائل من زيلينسكي
- -باستيل- فرنسا يغري ترامب.. فهل تتحقق أمنية عيد ميلاده؟
- روسيا تعرب عن استعدادها لمساعدة طالبان في مكافحة الإرهاب
- ترامب ينهي تمويل خدمة البث العامة وهيئة الإذاعة الوطنية الفي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم محمد حبيب - يجب أن تعترف الحكومة بفشلها ويعتذر السياسيون عن أخطائهم