أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - جولة في بطون الموت ... في غزة لا شيء مقدس














المزيد.....

جولة في بطون الموت ... في غزة لا شيء مقدس


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:29
المحور: الادب والفن
    


جولة في بطون الموت ... في غزة لا شيء مقدس
مشاهد من غزة
جاء وقت الموت ... الله أكبر
د.مازن حمدونه
في هذه المرة .. في غزة اختلطت كل الأوراق .. كل الأصوات .. كل الألوان
الصوت ..
صافرات تنذر بنقل أشلاء الضحايا
صافرات تتحدى آلة الموت
وصافرات تتحدى الموت لتنقل الشهداء والجرحى
صافرات تعلن أنها في تحدٍ لحمم الدبابات لتطفئ
ألسنة النيران المتوهجة كالبركان ..

الصوت ...
طائرات بلا طيار ترسم أدق تفاصيل المشهد
ترسم الممرات والطرقات
ترصد طفلا يلهو بكرة في حوش الدار ولربما جوار جدار محطم
ترصد طائر في السماء محلق.. المهم أنها ترصد كل شيء ساكن كان أو متحرك ... ومتى قررت ذبح الصمت بفاجعة يصنعها صاروخ من الجو .. من طائرة يحركها حواسيب بلا طيار .. عادة ما تعرفنا عليها زنانة الجو ، أو لربما تباغته طائرة عملاقة كأف ستة عشر !!
الصوت ...
في لحظات .. تسمع هناك صراخاً .. نواحاً او عويلاً .. وألام الضحايا
تسمع الصافرات في المكان ما بين ناقلات جثث الضحايا .. وناقلات الجرحى .. وصافرات الحرائق المتلوية كالثعبان
لحظات وينقلك الصوت الى محطات بثت الأخبار العاجلة ما بين محطات الإذاعات المحلية وإشارات الأخبار العاجلة عبر التلفاز لو صادفك في المكان تيار الكهرباء لترى المشهد مجدداً وكأنهم صنعوا الموت في كل مربعات الوطن .
الصوت ..
كلما سمعت نشرات الأخبار .. وشاهدت وسمعت التلفاز تختلط كل ما بين صمود الناس تحت الركام .. في العراء .. تحت حمم قذائفهم المتوهجة كالبركان ..
حين يعم الصمت والسكون في حضرة الموت .. يطاردك الذعر والارتباك لتجد نفسك مجددا انك مستهدفا حتى اللحظة الأخيرة فتغيب عنك مشاعر الأمن والأمان ...وتدرك من بعدها ان الموت كابونة طردية مجانية مدفوعة الثمن لتنال منك بالمجان !!
الصور ...
كلما مرت صور التلفاز .. وعلى كل محطات العالم ترى أشلاء أطفالنا كتبت عليها أرقام ضحايا العدوان .. ترى أم تقطعت أطرافها وتنزف دمائها وزوجها غائر تحت التراب .. وأطفال تبعثرت شرايينهم ودمائهم رسمت على فضاء الكون أنها مستهدفة من خلف الحجر والشجر ولا شيء في عالمهم مصان ..
طفلة رضيعة .. او صبية تزينت بفستان .. ترى من بعدها انها غاصت بالدما كمن عادت للتو من برك السباحة بلون واحد قانٍ بلون الموت .. هذا ما صنعته طائراتهم اللعينة .. الهائمة في سمائنا كالغربان
تشاهد الصور وأنت ليس بمنأى عن الموت بأقدام .. حتى مدافن الموتي زارتها طائرات ودبابات الملاعين وزخت عليهم الحمم بالمجان
تسمع صوت الانفجار في كل مكان .. ما بين حمم دباباتهم وبارجاتهم وطائراتهم التي اغتالت براءة الأطفال والإنسان ولم تصن كرامة موتى رقدوا المدافن ..
ترى بروج تقطعت .. ومنازل تحطمت .. ومساجد تهاوت .. ومدارس أوت المهجرين أصبحت كتلة من لهيب ..
تشاهد جثامين الأطفال وقد تحشرن تحت الركام .. ترى وجوها وقد غلب عليها ملامح رسمتها الدهشة والهول لغرابة المشهد
أشلاء تبعثرت ... دماء تتناثر كالأمطار .. تسيل فتغطي التراب وترى الطرقات مخططة بألوان شاحبة وتفوح منها رائحة الياسمين بلون الدم القان.
ترى .. تسمع .. أمهات تلهث .. تصرخ .. تبحث ..بين أسرة المستشفيات وان لم يكن فتراه راقدا في مرقد الموتى أشلاء ترى من تنقب بين الأشلاء والركام لترى وجوها وقد غيب ملامحها قسوة المغتال ..
في جولات الموت .. ترى الجثامين تمضي من أمامك والصدمة تذهلك ويغيب الصوت وتنقلك من حال إلى حال ... ينتابك الغضب والسخط والاحتقان ... وتدرك انك كنت في أي لحظة محملا على الأكتاف بالأكفان ..

مضت ليالٍ بلا ماء .. بلا كهرباء .. بلا اتصال .. والصقيع يلف الجسد بعدما غاب عنه الأمن والأمان وكأن الحياة توقفت عن الدوران .. والموت يلف الجميع في كل لحظة .
تجبرك التناقضات ما بين تشريع النوافذ خشية ان تهشم رؤوس الأطفال فيغتال الصوت مجددا ..وتخشى ان يتسلل عليك غازات الموت اللعينة
التي جادت به طائراتهم اللعينة وقذائف الدبابات !!!
تناقضات الموت الساخرة تجعلك في زوبعة ما بين الموت والحياة .. ما بين الصوت وغاز الموت اللعينة ووهيج النيران الفسفوري الذي يحول الجسد من لون إلى ألوان !!
يا سيدي .. و .. يا سيدتي ...
الموت في غزة أسهل من قطف زهرة مزق جمال أوراقها الناعمة طائر متطفل جارح ..أو لربما نهشها فك حمار ولربما ثور من خارج المكان

الجرحى في غزة ...
على أسرة المرض تسمع عويل الوجع .. صرخات وآلالام من عظامه تحطمت .. وأحشاء تمزقت ..
فمنهم من فقد أصبع الإبهام وآخر راحة يده حتى المعصم راحت تحت الركام ، وأخر تاه ساعده بين الأشلاء قبل ان يصله ناقلة إسعاف !!
ترى في أركان المشهد من فقد العين والساق والقدم .. تراه من هول الصدمة يتلوى على كرسي من حديد وقد فقد كل الأطراف !
ترى أخر بلا دموع بعدما غابت عزيزتاه ، وأخر تبعثرت أحشائه ما بين الكبد والطحال ، وكثر شرايينه تنزف كالشلال ... وفي ركن المشهد ترى أطباء وقد غالبها الصدمة والسهاد وحكماء وممرضين وجراحين غطت ملامحهم ورسمت عليها الدماء .. وجميعهم حيرتهم صرخات الجرحى وكثرة الأشلاء .. فمنهم من غرقوا ما بين الدماء والعظام المحطم .. أعصابهم ذهبت .. حلوقهم تحجرت .. غالبتهم الدموع .. وفجأة تسمع صرخاتهم في وجه الموت .. يلعنون الطغاة والبغاة وبأعلى حناجرهم سمعت الصوت يتردد "الله أكبر والعزة لله"
فالله اكبر على من رسم الموت في شوارع غزة المكبلة بالأحزان



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار التناظر مع الأديب إبراهيم الوراق في مناجاة تناغي الظلام
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني مرأة وفراشة
- الشياطين لا يبكون على الملائكة
- أطفال فلسطين ... دموع على صدر الزمن
- وطن يغرد وجعاً
- غزة بين المطرقة والشيطان
- الجسد والروح .. الحياة والموت
- غزة دماء ودموع
- حوار التناظر مع كاتبة الأدب المبدعة ماجي فهمي ..رسالة
- أفتديك لأنك أمي
- حوار التناظر مع الكاتبة د.فاطمة قاسم .................. د. م ...
- حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...التسلل إلى ممرات سرية
- أتجارة كانت أم خطأ فني ...!!
- الانتظار على بوابة الأمل
- بطاقة سفر بلا دعوة مازالت خلف وهم...!!
- مدينة الأحزان
- أبانا ولد فارساً مقدام
- غياب الروح
- أرجوحة الزمن.. وفراق بلا وداع


المزيد.....




- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - جولة في بطون الموت ... في غزة لا شيء مقدس