أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - أفتديك لأنك أمي














المزيد.....

أفتديك لأنك أمي


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 08:47
المحور: الادب والفن
    



فقط ...
لأنك أمي تلحفت بالصقيع
ولأنك أمي تجشمت بالمحال
رغم الوجع الذي دثرني..
من الرأس حتى أخمص القدم
رغم حمم قذائفهم اللعينة
رغم أشلاء المنازل المبعثرة
بقيت كما أنت شامخة .. متشبثة الجذور
غائرة أظافرك في رحم التراب كالصنديد

جادوا علينا بقنابلهم الفسفورية
أرادوا اغتيال بقائي وصمودي
فاستنشقت غازات لا اعلم طلاسمها
مركباتها .. معادلاتها .. وبقيت
كمن عشق الحياة متجذراً..
فهرب منه الموت متجهما
وبقيت كما أنت لأنك أمي

صنعوا الدمار والخراب في كل الأزقة والطرقات
نهضت من تحت التراب
كلما سمعت هدير دباباتهم
أيقظتني مروءة في دمائي
مهما مزقتني السجالات
لأعود من جديد ..
ولأنك أمي نهضت من تحت الركام
أسطر التاريخ بعزة ..
لأكون طيارا .. قبطانا .. وفارس الميدان
لتبقي كما أنت شامخة كجبال عيبال

فقط ولأنك أمي ..
سكنت المخيم ..ولم أستكين
ارتضيت بالجوع وببطاقة التموين
وانتظرت ريعان الشباب .. وصلابة الحفيد
لنصنع نصراً .. لنحطم الجدار
لنقطع الأصفاد .. لنمزق الصمت
ولنسحق السجان .. ولتشرق الشمس من جديد

وقفت على أبواب التاريخ لأعزف لحن الحياة
كان مطويا تحت التراب
مهروسا تحت العظام
ولأنك أمي افتديتك بالغالي والنفيس
لتبقي شامخة دوما كالعظام


لأنك أمي ...
نقشت تاريخك على صفحات وجداني
على أبواب المجد .. على القباب
رسمت أشجارك .. مدنك وقراكٍ
على ضلوع الصدر ..وغفوت على لحنها
نبضها .. وعشقت كنفها مع كل نبضة
كلما قبلٌ الوتر الوريد و الشريان

ولأنك أمي ..
احتضنك الصدر وعشقتك الأفئدة
فكل أعضائي كتبت لك عنوان
لا تمحوه حمم القذائف والبواريد
مهما مزقوا جسدي ستبقي منسوجة
لا تفنى ..لطالما بقي من خلفي طفل أو حفيد

في كل ليلة ..
كانت تيقظني أهوال الصوت من حولي
وعويل النساء .. وصراخ الرضيع
لتعلن اننا مازلنا في أوج عناقيد حقدهم
فلم ينالوا من عزمي .. فقط لأنك أمي
وعمتي وجدتي .. مازلن يزغردن للشهيد


حين اغتالوا بيوت جيراني ..
بزلزال تلاه زلزال
أحشاء البيوت تناثرت
وأشلاء الضحايا تبعثرت
وصفير طائراتهم تحلق كالغربان
وكان الكون من حولي كومة
من غبار وتراب ..
عاثوا وعاشوا الوهم .. فوقفت مجددا أعلن
إنني مازلت أقف عند عقارب الساعة الأولى
لأعلن أن الحرب ستتلاشى
وأنا مازلت في وجه الموت كالصوان

هل يدركون مجددا ؟؟
إني فلسطيني .. لا يعرف المحال
أنجبتني أمي .. بين الضواري ..
في الصحاري ..وفوق الجبال
هل يدركون إني حاضر من عنق التاريخ
من رحم عمالقة الجبال
هل يدركون مؤخرا
إننا من شاطر الموت بالحياة
فصارعتهم سواعد الفتية منا
فقط ولأنك أمي ..
تصنع المجد على جبين الرجال



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار التناظر مع الكاتبة د.فاطمة قاسم .................. د. م ...
- حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...التسلل إلى ممرات سرية
- أتجارة كانت أم خطأ فني ...!!
- الانتظار على بوابة الأمل
- بطاقة سفر بلا دعوة مازالت خلف وهم...!!
- مدينة الأحزان
- أبانا ولد فارساً مقدام
- غياب الروح
- أرجوحة الزمن.. وفراق بلا وداع
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...كيان الصوت
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...أجمل حالات الهروب
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...في..أجمل حالات الهروب ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...في...بيت في الأثير - ...
- حوار التناظر مع كاتبة الأدب مازن ميري نور اليقين.........لقا ...
- في ليلة الرحيل ..نودعك فهيم الشاعر...شهيد .. جرائم غياب الضم ...
- نور من خلف المستحيل..!!
- محمود درويش في أول أربعين دمعة
- رحلت مبكراً من وجداني ..!!
- غيبه القدر فغاب بلا نظرة وداع!!


المزيد.....




- النساء والفنون القتالية: تمكين للعقل والجسد
- الشاعر معز ماجد: اللغة منظومة تاريخية وجمالية تشكل نظرتنا لل ...
- مشروع CAST الكوري يأسر الشرق الأوسط وتايوان ويعرض الانجذاب ا ...
- المغرب.. مشهد من فيلم في مهرجان مراكش يثير جدلا
- مهرجان مراكش يعلن عن المتوجين بجوائز -ورشات الأطلس-
- معرض العراق للكتاب.. زوار يبحثون عن الغريب والجديد
- Strategic Culture: تجاهل العقيدة النووية الروسية المحدثة يقر ...
- اللغة الأكادية في العراق القديم تكشف ارتباط السعادة -بالكبد- ...
- مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف ...
- المصور الأميركي روجر بالين: النوع البشري مُدمَّر!


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - أفتديك لأنك أمي