أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم














المزيد.....

حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:27
المحور: الادب والفن
    



دموع على وجنات القدر ..... يــــا أمي
في يومك اكتب رسالتي ..
إليك أمي كأنك غادرت للتو
اذكر أني حضرت لحظة غيبني بها الزمن استدعيتني يا أمي لترضعيني رشفة حليبي الأولى وقد مزجت بإقرار حنون بأنك أبدا معي لنملأ شقوق الزمن لنمنع دخول أعداء النساء

انتظرها وادفن وجهي في صدرها كلما عرفت أنها قرأت أحزاني من اضبارتي المدرسية واصرخ كطفلة لعل براءتها وطهرها تعجل بكاء السماء.

كلما لملمت أمتعتي وحاولت الهروب يتسلل علي حنانك فأدرك انك لست معي فأغلق كل النوافذ والأبواب لأقبض على حبك ليدلني على مكان نامتا فيه روحينا متعانقتين تنتظر الصباح

معذبه ساعة الفراق ها أنا كبرت يا أمي فجأة ولا بد أن نفترق فأنت تعشقين الهمس والصلاة وأنا اعشق القفز والصراخ والوطن والثورة
أحلام الطفولة زائلة والرقص زائل والضجيج يا أمي هل الآن سنفترق فليكن فها هو حبي من اللحظة سأفترشه على امتداد الكون وستبقى يداي ممدودتان في انتظارها .

سأصرخ يا أمي إذا لم تعطيني قنديلك لينير لي طريقي الطويل وسأحزن يا حبيبتي إذا افتقدت ذراعيك وأنا أتخطى السنون وسابكي إذا لم أجد دفئك يغطيني إذا تجاهلت نوافذي برد السنين وسأملأ عيوني بالدمع إذا لم تدليني على الطريق التي منها كلما سمعتك أعود ..

حكاياتك عن البيت العتيق حشت ذاكرتي بالدمع فهرعت ابحث عن عاصفة تنقل صراخي إلى وطن قرأته من بين شفتك تعرفت عليه فباتت الأيام التي تبعدني عنه تنال من روحي فأقسمت أن اصنع نايا حزينا في غربتي ابكي فيه وطنا لم اعرفه .. ولكني عبدته ...

حوار التناظر د. مازن حمدونه
إلى أمي التي مضت ومازالت تسكن جوار روحي اكتب لكي من معين الروح في يوم تلون الكون كهذا لكل الأمهات

اذكر أني ولدت من رحم الزمان .. واذكر أنى تربعت في أنبل حصن من حصون الاحتضان .. تناغم الشهيق ليعترف أني مازلت اسكن أدفء الأحضان ..
الليل على صدر أمي كان يقلني إلى عالم مازلت اجهل طلاسمه .. واعترف أنى من بعدها أدركت بعضٍ مما ذكرته كتب الرحمن ..

في سفرها كانت تشق صدري كل آلام الدهر ، وحضورها كعودة أميره لها مجد لم يمتلكه أمير وسلطان
كم داهمتني الليالي بسهدها .. كم ناجيت البدر والنجوم حين تلازم صحبتي كلما شعرت ببرد نهش مني العظام .. آه من الدهر على أم غادرت للتو بلا دعوة انتظار ..
الحضور هنا ...
حضورها كنسمة أريجها من عبق الأزهار .. وحضنها بستان حديقة أينعت أجمل الألوان .. تنادى بصوتها الحنون فاسمع أنى مازلت في مأمن لطالما لفت ذراعيها لتعلن أنى عشقها الوحيد ..

أم سافر الزمن من تحت أقدامها ورسمت تضاريس الحنان على وجهي وأعلنت براءتها من وثنية الدنيا كلما باعدني عنها المكان..
الحضور .. يدركني حضورها كلما سمعت كل أطفال الكون يتلهفون أمهاتهم بهمسهم .. ببكائهم .. بفرحهم وأحزانهم كلما باعدتهم الخطى عن ذيول الأمهات ..
أدركها كلما رأيت أولادي في أحضان زوجتي يتربعون .. يحتضنوها .. يغردون من حولها فأدرك أني بت كطير بات بلا مسكن .. او فقد إحدى جناحيه..
نشيب ونخجل الاعتراف ان الأم ليست مرحلة .. وان كانت فهي كل المراحل تولد من جديد مع إطلاله كل فجر .. عندما تحتضن أنوار الشمس الخجولة وجه البرية لولا ان الأمهات يسمحن لها بالحضور !!

هل يعتذر الزمن لي كلما تذكر إني فارقت أمي ؟ !
كم قرر الدهر أن يباعدنا .. وكانت هي في كل مرة صاحبة القرار بألا تطيل الغياب .. وكلما غابت تعود للتو من وطأة الحنين .. والأنين يمزق صدرها .. كانت ترسم على لوحات الزمن لوحات عزف تغريبة لا تدركها سوى من احتضنت صوب الفؤاد وليد .. ومن معين الروح غطت لحم الجنين .

سافر الزمن منا ورحل عنا وقرر الدهر أن يسلبنا حلة اللقاء .. فرسم تضاريس الفراق على صفحات الصدر ومزق كل أحلامي التي رسمتها للغد .. وباتت لوحتي بلا ألوان ترسم ملامحها أمي ..

العشق يبدأ من صدر الأم ........
لو تأملت كل نساء الكون أن الأم ينبوع تروي ظمأ وليدها كلما هم بذراعيه صوب الحياة .. وان عشق الحبيب والوطن يبدأ من صدر الأم التي غردت في فؤاده كل الحان العشق .. فعلى كل النساء أن يعترفن أنهن أمهات منذ الولادة الأولى .. وعلى الرجال أن يعترفوا بأن كل النساء ، وطن مختزل يسكن ما بين الروح والفؤاد ...



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...التسلل إلى ممرات سرية
- أتجارة كانت أم خطأ فني ...!!
- الانتظار على بوابة الأمل
- بطاقة سفر بلا دعوة مازالت خلف وهم...!!
- مدينة الأحزان
- أبانا ولد فارساً مقدام
- غياب الروح
- أرجوحة الزمن.. وفراق بلا وداع
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...كيان الصوت
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...أجمل حالات الهروب
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...في..أجمل حالات الهروب ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني ...في...بيت في الأثير - ...
- حوار التناظر مع كاتبة الأدب مازن ميري نور اليقين.........لقا ...
- في ليلة الرحيل ..نودعك فهيم الشاعر...شهيد .. جرائم غياب الضم ...
- نور من خلف المستحيل..!!
- محمود درويش في أول أربعين دمعة
- رحلت مبكراً من وجداني ..!!
- غيبه القدر فغاب بلا نظرة وداع!!
- سقط العنوان وبقينا في زمن الانتظار !!
- باب دارك ...!!


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الكاتبة فاطمة قاسم